أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - لقد أسكرهم الدين ولم يسكرهم الخمر.














المزيد.....

لقد أسكرهم الدين ولم يسكرهم الخمر.


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 01:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأحزاب الإسلامية وقادتها الكبار، رجال دين ورجال سياسة ومرجعيات تركوا مهمتهم الأساسية التي يجب عليهم النهوض بأعبائها إذا كانوا حريصين حقا على سمعة دين الإسلام المتهم دوليا وعالميا بالعنف والإرهاب، مهمة محاربة ودحض الإرهاب وهدم أسسه الفقهية وأصوله الإسلامية وآياته القرآنية وأحاديثه النبوية ودحضه في ساحات وميادين الجدل الفكري والديني والإعلامي وهزم ممثليه ومراجعه وأحزابه الذين استطاعوا على سخافتهم وضحالتهم إدارة الصراع لمصلحتهم وتمكنوا من غسل آلاف مؤلفة من الأدمغة، ليس أفراد فقط، بل شرائح وفئات ومجتمعات والسيطرة عليها وتوجيهها توجيها دمويا إرهابيا، عوضا عن ذلك كله، تبنت ( أي الأحزاب الإسلامية وقادتها ومرجعياتها) أفكار الإرهابيين ومنطلقاتهم الأيدلوجية وتقمصوا أزياءهم ومظاهرهم وتصرفاتهم الاجتماعية واتبعوا تبريراتهم ومحاججاتهم في شرعنه همجيتهم ولا إنسانيتهم. ففرضوا الحجاب والنقاب وكووا الجباه لكي يظهروا بمظهر العابد الزاهد نفاقا، وأطالوا اللحى وقصروا الشوارب وأكثروا من البسملة والحوقلة وأغلقوا السينمات والمسارح وحاربوا الفن بجميع أنواعه وإشكاله، غناء وموسيقى وتمثيل ومنعوا مهرجان بابل وسيرك البصرة سلبوا من الحياة خضرتها وأعاروها اكفهرار ورمادا وقسوة، كانوا أعداء وخصوم للفرح وإخوانا وأصدقاء للحزن والنكد حتى كان الله يوصي عباده بالهم والغم والسوء. أليس هذه سادية وشذوذ اجتماعي وأعراض أمراض نفسية ينبغي معالجتها.؟
ما يلفت النظر إن جميع التفجيرات التي طالت محلات بيع الخمور لم يتم القبض فيها على فاعل ولم تشكل لجنة لدراسة الظاهرة رغم تكررها وفي كل المحافظات العراقية تقريبا، لم تشغل أذهان رجال الأمن ولا مسئولي السلطة ولم يدنها لا رئيس الوزراء ولا رئيس الجمهورية ولا رئيس برلمان ولا حزب إسلامي ولا مرجعية.
إلا يشير ذلك ويدلل إن هذه الأعمال الإرهابية تحضي بالرضا والقبول حتى لو كان من يفعلها من أوغاد القاعدة؟
ألا يعني هذا بان شبيه الشيء منجذب إليه؟!
بدلا عن إلغاء القوانين والتشريعات الدكتاتورية الصدامية، اخذوا يعيدون لها الحياة ويحاججون بصلاحيتها و يعطونها شرعية تستند على إنها مطالب شعبية، وهل في عالمنا هذا من يطالب بالحد من حريته غير الذين تم غسل أدمغتهم وثم حشوها بالخوف من الوقوع بالآثام والمعاصي واقتراف الذنوب التي لا يمكن التخلص منها إلا بالحقد على الناس ومحاربة التطور والتقدم وقمع الحريات العامة!
أليس هذه هي أسس الإرهاب ومرتكزاته العامة بعد إن تقرن بالجهاد؟
هل رأينا يوما إرهابيا خرج من نادي أو من حانة أو من ملهى أو سينما أو مسرح.؟
ان حانة الارهاب ومواخيره هي الجوامع والمساجد يسكرون فيها بوسكي الذكر الحكيم ونبيذ الادعية حتى اذا شربوا حد الثمالة خرجوا ليفجروا ويقتلوا ويغتصبوا باسم الله.
أليس كل الإرهابيين تخرجوا وخرجوا من جوامع ومساجد ومرجعيات دينه.؟
هل رأينا يوما فنانا، مخرجا ممثلا أو مغنيا أو راقصا أو سينمائيا أو نحاتا فجر نفسه في مزدحمات الناس وأمكنة عملهم.؟
الم يكن كل الإرهابيين من الذين لا يفوتهم فرض صلاة ولا شهر صوم. من الذين يؤمنون بإقامة الحد على شاربي الخمر وعلى رواد السينما ومن المؤمنين بتحريم الغناء والموسيقى من الذي لا يملكون أجهزة راديو ولا أجهزة تلفزيون، من الذين يؤمنون بان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فأي منكر اكبر وأفحش من قتل الإنسان؟
الم يكن من الطبيعي إن تتذمر الناس وتطالب بغلق الكثرة الكاثرة من المساجد والجوامع التي تخرج الإرهابيين والمتطرفين والحاقدين على المجتمع؟

فإذا كانت قوانين صدام الهمجية تملك تبريراتها وشرعيتها باستنادها على مطالبات الناس المتكررة بالحد من حرياتها الإنسانية كما تزعمون في تبريركم لغلق النوادي ومحلات بيع الخمور والسينمات، العمل الذي سبقكم اليه الحاج خير الله طلفاح الذي شن حملة عشواء على محلات بيع الخمور وعلى السفور ثم سار على الدرب نفسه بعد حين صدام حسين قائد الحملة الإيمانية ومغلق محلات بيع الخمور والنوادي الليلية وفارض الصلاة على كل مؤمن ومؤمنة وفارض الحجاب على الصغيرات والكبيرات والكاتب عبارة الله اكبر على العلم الذي لا يزال يخفق فوق رؤؤسكم وتضعونه تيمنا على صدوركم وتزينوا به مكاتبكم، فلماذا تنتقدون قوانينه الجائرة وتتظلمون منها وانتم تتمسكون بها وكأنكم تتمسكون بالعروة الوثقى؟!!

الحقيقة هي إن الإسلاميين لم يختلفوا يوما مع البعث أو مع أي نظام دكتاتوري حول قمع الحريات العامة والتضييق على المواطنين، الاختلاف كان حول حرية ممارسة الطقوس المذهبية وإقامة المأتم والمجالس الحسينية.
كل هذا الجمع الهائل من الأحزاب والشخصيات والمنظمات الدينية لم يشغل رجالها يوما هم الإنسان ولا مشاكله ولا احتياجاته، وإلا ما تركته يعاني الجوع والفقر والعوز والمرض ولا شاركت بنهب أمواله وثرواته، إن همها وشغلها الشاغل هو إخضاع الإنسان وكبت غرائزه والهزأ من احتياجاته الإنسانية ومحاربة ميوله وهواياته بدعوى إنها من إغواء الشياطين وان النفس أمارة بالسوء.
الديمقراطية أساسها الحرية، لا ديمقراطية بدون حرية، الديمقراطية نظام وقوانين أهم ركن فيها احترام الإنسان كيانا وغرائز وهوايات وميولا وحريات شخصية وعامة، بينما ما تفعله هذه الأحزاب الممثلة في الحكومة ومجالس المحافظات هو احتقار الإنسان واستصغاره واستعباده والقضاء على حريته بحجة إطاعة الله.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة كنيسة سيدة النجاة والإسلام.
- العراقيون ووثائق ويكيليكس
- الحوار المتمدن في ألق متواصل.
- السنة والشيعة وعائشة
- البغاء وأنكحة المتعة الإسلامية
- الطقوس المذهبية والأحزاب الإسلامية
- صراع الولدين
- الأحزاب الإسلامية والحرص الزائف على الوحدة الوطنية.
- الأحزاب الطائفية والمكونات العراقية.
- الله والاسلاميون
- اليسار العراقي والغبار الحسيني المقدس
- ألا يتعظ هذا الرهط الاسلامي الفاسد!
- أحزاب البطانيات والمسدسات!
- الدولة الاستهلاكية للأحزاب الإسلامية
- البعث الإسلامي
- الإرهاب والمنائر
- الحوار المتمدن حقل الأفكار المزدهر
- من الأفضل المِحرم أو قماش المجلس الاعلى الإسلامي الأخضر؟.
- معجزات الله ومعجزات الإنسان.
- المثقفون الاسلاميون والتحريض على الارهاب.


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - لقد أسكرهم الدين ولم يسكرهم الخمر.