أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - (كابينة) الحكومة المقبلة .. هل تحل مشكلاتنا؟















المزيد.....

(كابينة) الحكومة المقبلة .. هل تحل مشكلاتنا؟


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3185 - 2010 / 11 / 14 - 10:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مع انتهاء عقد جلسة مجلس النواب الأولى المؤجلة، وتوضح معالم ما كان يعرف بـ (الرئاسات الثلاث)، تنفس كثير من العراقيين الصعداء، بأمل أن تسهم تلك النتائج بترسيخ الثقة بين الأطراف السياسية، ولاسيما تلك التي حصدت أعلى الأصوات في الانتخابات العامة، انطلاقاً من تمتعها بالاستحقاق الانتخابي والشرعية المطلوبة لقيادة البلد في المرحلة المقبلة.
وبرغم ان كثيراً من الناس كانوا يرغبون في ان تتشكل الحكومة من قوتين رئيستين أو ثلاث قوى، في حين تظل قوى أخرى في المعارضة، كي نتوصل الى تحقيق نوع من التوازن يقودنا الى الاستقرار المطلوب، فإن المواطن يحاول الآن ـ برغم عدم تحقق ذلك ـ ان يعطي لنفسه أملاً بتدارك عثرات السياسيين السابقة، تمهيدا للسير بالنهج الصحيح الذي يسعى الى خدمة المواطن أولاً وأخيراً.
فما هو المطلوب من السياسيين في المرحلة المقبلة التي نرى انها أكثر حساسية مما سبقها؟
نرى، أن الحل الأمثل في تهدئة النفوس وتحقيق الاستقرار الأمني والاجتماعي والاقتصادي المطلوب، هو المباشرة بتأليف حكومة خدمات مهنية، لا يشترط أن يكون وزيرها من حزب الرئيس، او رئيس الوزراء، او نواب الرئيس، بل ان يجري اختيار الوزراء من الشخصيات المرموقة في البلد، بحسب تخصصاتهم، ولن نحتاج في المقبل من الأيام الى وزير يحرص على ان يلحق اسمه بلقب الدكتور ـ برغم عدم استحقاقه له ـ أكثر من حرصه على توفير حاجات الناس وتلبية مطالبهم. بنا حاجة الى وزراء يتمتعون بالإنسانية المرجوة للتعامل مع الناس، على وفق سياقات المحبة والخدمة، وليس وزراء يتنابزون بالألقاب ويعير احدهم الآخر ويسعى الى النيل منه وتشويه سمعته والإطاحة به.
كما يجب علينا ان نترك الحديث عن المصالحة الوطنية واللحمة الوطنية، وراءنا ،إذ أن وطننا لم يشهد صراعا بين فئات الشعب ومكوناته، بل ان ما أثار ذلك الأمر، هم المتطرفون من شتى المكونات، وهم قلة ولقد نبذهم شعبنا؛ نقول ان الحديث يجب ان يجري الآن عن الخدمات والخدمات فقط، عن إعادة إحياء الصناعة وتشغيل المصانع والعاطلين، وقطع دابر الاستيراد، عن إحياء الأرض وتشجيع الفلاحين على زراعتها، بمدهم بالتسهيلات المطلوبة، عن إعادة الطاقة الكهربائية بصورة كاملة، إذ لا حياة من دونها، وعن تخصيص رواتب للسكان من العاطلين الى أن يجدوا عملا. ان نجاحنا في تحقيق تلك القضايا وغيرها، ورفع المستوى المعيشي للأسر العراقية سيكون كفيلا بالتوصل الى حالة الاستقرار، وترسخ السلم الأهلي، وزوال السلبيات التي رافقت العملية السياسية طيلة السنوات السبع المنصرمة.
لقد افرز الوضع السياسي السابق طائفة من السياسيين لا يصلحون حتى للعمل في السياسة، ويبدو انهم قد أقحموا أنفسهم فيها، سعياً خلف الامتيازات المتحققة عن ذلك، وقد رأى المواطن، ان كل همهم الظهور من على المنابر الإعلامية، ولاسيما الفضائيات، والثرثرة في أمور هي اكبر من حجمهم، وانهم يفلحون فقط في التهجم على الآخرين وإثارة الفوضى. ولسنا طبعا محتاجين الى ذكر الأسماء اذ ان أمثال هؤلاء كثيرون ومعروفون، وبعضهم لم يفلح في الحصول على الأصوات المطلوبة لدخول قبة البرلمان، ولكن أصوات قادة كتلهم ذهبت اليهم بسبب الخلل في النظام الانتخابي القائم، ونخشى أن يصل أمثال هؤلاء الى التشكيلة الوزارية المقبلة، فيعيثوا في الأرض فسادا ويضيفوا إخفاقا لفشل الوزراء السابقين.
لقد جاءت الأخبار التي أعقبت جلسة الخميس الماضي، والتي ذكرت ان رئيس الوزراء نوري المالكي عازم على إنجاز طاقم وزارته بوقت قياسي وباعتماد المهنية، لتعطينا املأ بإضاءة أيام العراق المدلهمة، والفوز بالفرح المرجو بعد تكاثر أحزان الناس ، يجب ان يعرف الشعب منذ الآن؛ أي مذ لحظة الشروع في مفاوضات تشكيل الحكومة، طبيعة البرنامج الحكومي الذي يروم الساعون لتشكيل الحكومة الى تنفيذه، و بدلا من ان يتحدث السياسيون الفائزون عن الخلافات فليوضحوا لنا الأمور التي هم بصدد فعلها.
كما نأمل أن تكون رقابة البرلمان على عمل الحكومة حقيقية، ولا تداري عمل الوزراء بسبب انتماءاتهم الحزبية، وهو الأمر الذي ولد وزارات عاجزة، كما تسبب في تأخير ومنع إقالة وزراء فاسدين بسبب التنافس الحزبي وحالة المحاصصة التي سادت في المدة الماضية، وعدم الاستعداد بالتضحية بالوزير، حتى اذا كان فاسدا وأهدر ثروات البلد، ونعيد المطالبة هنا وحرصا على ارتباط الوزراء ـ وكذلك اعضاء مجلس النواب ـ والرئاسات ببلدهم ومواطنيهم، بأن يتخلى هؤلاء عن جنسياتهم الأخرى غير العراقية، اذ انهم ارتضوا بالعمل السياسي في العراق وامتهنوه، وليسوا مجبرين على الإسهام فيه، اذ لو كانوا مواطنين اعتياديين لما طالبناهم بالتخلي عن جنسياتهم الأخرى التي لا مسوغ لإبقائها ما داموا عقدوا العزم على خدمة العراق والبقاء فيه كقادة سياسيين.
وهنا أرى ـ وعندي ثقة بان الرأي العام العراقي يرى أيضا ـ ان على الوزارات المقبلة ان لا تضم الوزراء الحاليين الذين اثبت كثير منهم فشلهم في إدارة شؤون وزاراتهم وأمور الناس، كما نفضل ان لا تشمل الكابينة الوزارية أعضاء في مجلس النواب الجديد، اذ ان الكثير منهم ذهبت أصوات الناخبين إليهم من دون وجه حق، بفعل الخلل في النظام الانتخابي كما أسلفنا .
إننا مقبلون على مرحلة حرجة ومصيرية وان نوع التحرك المقبل من قبل السياسيين هو الذي يحدد ماهية تلك المرحلة وسماتها، فهل نحن بإزاء فتح صفحة جديدة وتجاوز أخطاء الماضي القريب والبعيد، والتعالي على الضغائن، والتنافس في تقديم الأمثل لخدمة الناس، والارتقاء بوضع الوطن والمواطن، أم نظل كما عشنا طيلة السنوات السبع، في ظل الفوضى وانعدام الأمل، وسوء الخدمات، واستشراء الفساد، والموت المجاني؟
نعتقد ان ليس ثمة طريق ثالث بين النتيجتين، فإما التصرف كسياسيين حقيقيين تعلموا من اخطائهم، ومن خبرة السنوات السبع، ويسعون لتلبية حاجات الناس التي هي مفتاح الاستقرار، وأما البقاء في الحلقة المفرغة ذاتها، التي أثمرت في تراكم الخراب، وتعطيل الإعمار، و تفاقم الفزع الذي استبد بالناس خوفاً على حياتهم وارواح ابنائهم وغياب مستلزمات حياتهم الاعتيادية.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التشكيلة الحكومية المقبلة .. مقترحات بصدد الوزارات
- سباق الموت والتأجيل
- التهرب من استحقاقات عقد الجلسات
- محادثات لتشكيل الحكومة أم دوران في حلقة مفرغة؟
- البطالة مصدر للتوترات الاجتماعية و السياسية
- الخارجية العراقية وحاجة المواطن إلى الانفتاح على العالم
- زيارات المالكي لدول الجوار وحاجة العراقيين الى الاستقرار
- بعيداً عن الوطن قريباً من الإقليم
- تقسيم العراق هل هو البديل الأمثل عن الوضع القائم؟
- دعامات القسوة وأزمة الإنسان في العراق الجديد
- معارضة برلمانية قوية .. هي المدخل لاستقرار العراق
- مغاليق السياسة ومفاتيحها
- هل ينفذ مجرمو الآثار بجلودهم؟
- الانسحاب الاميركي .. فرصة لإنقاذ ما تبقى!
- حكومتنا المستحيلة
- أيهما الأولى .. تعديل الدستور أم إعادة الانتخابات؟
- نظرة في القوانين السائدة
- أين الاقتصاد في برامج السياسيين
- و لتأخير تشكيل الحكومة أسبابه!
- أرقام استثمارية كبيرة بنتائج شحيحة


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - (كابينة) الحكومة المقبلة .. هل تحل مشكلاتنا؟