أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - عندما ندم الله .. (8)














المزيد.....

عندما ندم الله .. (8)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 14:04
المحور: الادب والفن
    


وديع العبيدي
عندما ندم الله..
(القسم الثامن)
من أنت ايّها العالم
من أنتِ أيتها المادة
ماذا لديك لكي تعطيني
لا شيء فيك يقنعني
وسوى الكذب ليس عندك
امضي بعيدا عن طريقي
ولا تتبعي خطواتي
باطل أباطيل ما عندك
وحبك لا تشرق عليه شمس
محاصيلك موسمية
وغدرك غير مأمون
لا مكان للثبات عندك
ولا للوثوق بك فرصة
أحلامي رميت بها في القارعة
وتعبي ضاع في هبة ريح
تلوّني واعرضي أشياءك
لقد أخذت مني أكثر من فرصة
والآن ضعت وضاعتْ
أنت أيضا ضيعتِ مصداقيتك
وصار استحقاقك الرفس بالقدم
قبل أن تتخلصي مني
يا دنيا يا زانية
يا محطمة الملوك
ومضيعة الفقراء
تعري لوحدك في البرية
ولينكمش جمالك في ذاته
لا قيمة لشيء من غير أمان
ولا أمان من غير ثقة
ولا وثوق من غير مصداقية
ولا مصداقية بلا مقدرة
هكذا علّمتني السنوات
أبيعك من حكمة الزمن
لكي ترعوي قليلا
لن أخشى ما تفعلينه بي
فلست أفضل من عشتار
في التغرير بجلجامش
انظري لمن انتصر الزمن
اسبحي في هاويتك
أما أنا فأنطلق في الأثير
أستحيل إلى ضباب
وأعمي عينيك
لقد أكسبتني التجارب قوة
ومن السنوات جنيت حكمة
*
في السابعة عشرة تركت البيت
من غير عودة
كانت الغربة مرة وتقلب النفس
وأنا غرير كطفل ملكي
لكنني تعلمت
يد حملتني وقادتني على الطريق
يد إليشا
في الثلاثين تركت البلد
ملقى كجنين سفاح خارج الحدود
أشعر بانعدام الوزن
واختفاء قوانين الجاذبية
عندما صحوت من الصدمة
وجدتني في عائلة جديدة
زكريا ومحمود
ونضال وأحمد
قسمت أيامي الجديدة حسب شوارع المدينة
وبرمجت معدتي حسب الفول والحمص والطعميه
مرة أخرى رفضتني دائرة الهجرة والجوازات
وعجز البلاط الملكي في قبول رسالتي
تسللت من بلد لبلد
بلدان بوليسية من نايلون
مثل ألعاب طفولتنا (بيت.. بيت)
الفلوس تصنع كلّ شيء
بالفلوس تُعطَون كلّ شيء
بالفلوس أخذنا منكم كلّ شيء
منعتموه عنا بالقانون
نظر البلد الأوربي في سحنتي
"نظر الله إلى مذلتي"
ثم وضعني في سيارة بوكس
مخفورا إلى سجن بعشرة نجوم
سألوني هل أملك مالا أو أهلا
لم يكن معي غير مائة دولار
وبمائة دولار
خرجت من السجن
كم مرة ضيّعتني يا أليشا..
كم مرة حدفتني في الطرقات
"ابنك حميده حدفني بالسفنديّه
عشان ابن عمده
يعمل كده كده فيّه"
ومرة أخرى انتشلتني
من عرض البحر
من كل بيت أخرجتني
ومن كل بلد رفضتني
جعلتني غريبا في كل وجودي
ما كان ابرام غريبا
في كل أرض جعلت له وفادة
وفي كل ربع يحظى بتكريم وجعة
أنا غريب يا سيد وليس ابراموف
أنا غريب الآن
من حجرة حقيرة تسكنها الفيران
جعلتني
On the street
لا كرامة لمخلوق بلا مأوى
لا قيمة لحياة بلا كرامة
لا كرامة لبلد لا يكرم الانسان
لا كرامة لإله
لا يحبّ عمل يديه
هذا هو اليوم التاسع عشر
لرفض حقي في الاسكان
وتوزعي بين الشارع والهايد بارك
مبروك للملكة العجوز
قصورها المبتناة من جثث
الراعية التي لا ترعى رعاياها
ولا تعرف عدد النائمين في الطرقات
والمقابر والمزابل
عدد الشحاذين والمجانين والمدمنين
عدد العاهرات والمجرمين
الطافحين من بالوعات شوارعها
المملكة التي لا تشرق عليها شمس
المملكة العجوز
الخائفة من ضحاياها الأبدية
المتساقطين كل لحظة بأيدي جنودها
المنتشرين في كل العالم
كنائسها خاوية آيلة للسقوط
قساوستها يلوطون بأطفال يسوع
ويزدادون ثراء
قساوة يرفلون بالدمقس والحرير
يخدمون يسوع الحافي نصف العاري
طوبى للبابا الذي جعل مجلسه في الهايد بارك
والدخول إليه بتذكرة
مبروك لنا ولكم جميعا
العلمانيين والدينيين
الملكيين والجمهوريين
الحكام والمعارضين
الموناركيين والأناركيين
من كان له قميصان..
من كان له حصتان من طعام..
تحول المسيح إلى ديانة
والديانة إلى تجارة
تحولت المسيحية إلى تاريخ
والتاريخ مات!.
(ضروري مراجعة سبينوزا ونيتشه في هذا الصدد )
الله في السماء
وعلى الأرض السلام!
*
* قام بابا الفاتيكان بزيارة للملكة المتحدة في الأسبوع الماضي وكانت في استقباله الملكة.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما ندم الله.. (7)
- عندما ندم الله.. (6)
- عندما ندم الله..(5)
- عندما ندم الله..(4)
- عندما ندم الله.. (3)
- موقعة الطف.. الأيديولوجيا والخطاب
- الشعر والتلقي إشكاليات التفكيك وتفكيك الإشكاليات
- عندما ندم الله..(2)
- عندما ندم الله..
- أوراقهم ودفاترهم..(2-2)
- أوراقهم ودفاترهم.. (1-2)
- وطن بحجم جيب / حشرة بحجم ديناصور
- قصيدتان..
- نكتة اللا
- -غريبة الروح-
- حارس البوابة النائمة
- سنحاريب
- من يعبر البحر؟..
- المرأة الطفلة، والطفل الرجل!
- دعوة للتضامن مع المرأة الاعلامية


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - عندما ندم الله .. (8)