|
بعد الموائد العامرة مشاعر متضاربة
شوقية عروق منصور
الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 16:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انتهى شهر رمضان ، انتهت معه صور الموائد العامرة بما لذ وطاب من المأكولات والحلويات والمنافسة بين أكثر الموائد بذخاً وقيمة ، ابتسامات وضحكات وليالي السهر المتغلغلة في الفضائيات ، التي طوقتنا بمسلسلات وبرامج إلى حد التخمة ، والزيارات العائلية والقبلات التي تريد طي الصفحات وفتح صفحات جديدة ، كأن الأسى يجب ان يمسح في شهر رمضان واعادته بعد ذلك ! هذا الطقس الرمضاني المميز يزحف الآن نحو رماد البقايا ، من صور تتشبث في الذاكرة لتعطي الشهر طعم الوعد الذي يتكرر ولا يخلف الميعاد . من الصور التي تحاول ان تصنع حولها اسواراً من الورد والود العابر ، تلك الموائد التي اقيمت تحت رعاية الوزراء ورئيس الدولة ورجال اعمال واعضاء كنيست ورجال طوائف الخ ، وكانت جسوراً من اللقاءات التي التقطتها الكاميرات لكي تبرز ان المجتمع العربي بخير وان المواطن قريب من الرئيس والمسؤول والوزير ، و لا يعاني من اضطهاد وتمييز واللقمة يقتسمونها بحب وحنان وشاهدة عيان على الوفاق ..! لا اريد ان اقارن بين الموائد العامرة ووضع الفقر والجوع على لوائح الانسانية ، التي غالباً في شهر رمضان تخلع المسامير المثبتة بالنسب المئوية وتخرج الى وسائل الاعلام بالصور البائسة وحالات الغربة في المجتمعات العربية التي وضعت المواطن داخل طواحين العظام ، واخذت تطحن عظامه حتى تحول الى انسان مشوه في احلامه وتطلعاته . لكن السؤال الذي ينطلق مثل مدفع رمضان وزاوية الهلال الحادة التي تؤكد قدوم الشهر الفضيل هو : ماذا بعد شهر رمضان ؟ كيف سنتعامل ونتصرف ؟ كيف سنواجه بعضنا البعض في الازمات ؟ وكيف سيتعامل معنا الوزراء الذين اكلنا معهم واكلوا معنا ؟ هل سندخل قن الطائفية ونعود الى المهاترات والجنون الطائفي والعائلي والحمائلي الذي يشتعل في اي لحظة ، ونتحول الى ديوك تريد ان تصيح معاً حتى نوقظ الفتن والطوشات والعنف . ان شهر رمضان شهر الهدنة الروحانية ، لكن حتى هذه الهدنة صبغت بالدماء ، اذا احصينا عدد القتلى الذين قتلوا غدراً في شهر رمضان ، على جميع المستويات المحلي والعربي . القوة الشرائية المعوقة المواطنين العرب في اسرائيل قوة شرائية كبيرة ، ولا احد ينكر ذلك ، والوسط الاقتصادي اليهودي يعرف هذا الامر ، ويفرز لعابه في الاعياد والمناسبات العربية حيث يفرش دكاكينه وواجهاته ويغازل المواطن العربي بالتنزيلات والاسعار والاعلانات ، وجميعهم يعترفون بذلك ويصرحون بها في تجلياتهم الاعلامية خاصة العربية لكن هذه القوة الشرائية معوقة – مصابة بخلل في جينات التحدي ، فحين يواجه الوسط العربي العنصرية والتمييز ،لا يجد امامه اسلحة للدفاع والنضال سوى الاضرابات والمظاهرات ، ويتناسى سلاح الشراء والقوة التي يملكها بسلاح المقاطعة وتعرية الاقتصاد الاسرائيلي . انهم يواجهون التطلعات العربية بالاستخفاف يحاولون ان يطعنوا الوسط العربي وبالتجاهل لمشاعرهم و فرض الامر الواقع . وضع اناس يتميزون بالعنصرية ، في تصريحاتهم وافعالهم في مناصب سياسية امر طبيعي في سياساتهم ولكن في مناصب اقتصادية ، من شركات غذائية تعتبر المواطن العربي جزءاً من عجلة اقتصادها وبرغياً يشد من قوة الدوران ، فلا يجب ان يواجه تعين اي مسؤول يرتبط وجوده بماضي مؤلم بتحدي ورفض وتكتل القوة الشرائية . آخر هؤلاء ( غاي رايف ) الشرطي الذي ارتبط اسمهً بالشهيدين وليد ابو صالح وعماد غنايم اللذين قتلا اثناء هبة اكتوبر 2000، واصبح (غاي رايف ) طائر البوم الذي نعق في تاريخنا النضالي ، وقد قامت شركة (رامي ليفي) للأغذية بتعينه مديراً لفرعها الجديد في مدينة العفولة ، وقد دافعت الشركة عن (رايف ) واكدت على تعينه . المشكلة فينا ، حين نصمت ونصمت ولولا انحناءة ظهورنا لما تجاسر احد على ركوبنا .
#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ارزة وزيتونة في حبة قطايف
-
قانون الجرافات فوق المواطن
-
الثعلب على موائد رمضان
-
-بيل غيتس- امام موائد الرحمن
-
باب الحارة يؤدي الى الكازينو
-
الموت في اسرائيل
-
في زمن الشعير نلجأ الى الحمير
-
باب توبة العملاء من البلاستيك
-
شعوب رهينة لمزاج الحكام
-
احسد شاليط
-
ابشر أيها الفلسطيني ، وصلت القصيدة
-
واكا.. واكا في الحديقة الخلفية للثورة الفلسطينية
-
فضائيات تبث من تحت التنورة
-
دهشة ستذهب مع الريح
-
نتكلم من داخل برميل القمامة
-
حكاية راس بصل فلسطيني
-
ام الشهيد كعامود النار
-
القضاء المصري يغازل العيون الاسرائيلية
-
يا اهلاً بالمسخن
-
كلب السفير سفير
المزيد.....
-
وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي
...
-
الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني -
...
-
-لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق
...
-
أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
-
شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر
...
-
قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل
...
-
وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال
...
-
أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا
...
-
آلهة الحرب
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|