امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3075 - 2010 / 7 / 26 - 23:40
المحور:
كتابات ساخرة
في إحدى القرى الجبلية كانتْ هنالك قرية جُل رجالها من " البيكوات " ، وكان المضيف العائد للبيك الكبير مُلتقى القوم عصر كل يوم . ذهب أحد الفلاحين الفقراء الى المضيف مُبكراً وسلّمَ على البيك وقّدمَ له آيات الاحترام والتقدير ، وحيث ان المضيف كان فارغاً تقريباً ، أشار البيك له لكي يجلس قريباً منهُ . وما هي إلا دقائق حتى توافد ثلاثة بيكوات دفعةً واحدة ، ومن الطبيعي ان صاحبنا الفلاح قام من مكانهِ مفسحاً المجال للبيكوات وجلس في مكانٍ أدنى . ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل ما ان يدخل البيك الفلاني والبيك العلاني ، حتى ينزل الفلاح المسكين الى ان وصل أخيراً الى مكان الاحذية الملاصق للباب ، فاغتاظ من ذلك كثيراً ، وحيث ان الباب كان مفتوحاً ، رأى الفلاح حماراً يمُر من الطريق فصاح عليهِ : تفضل حمار بيك لأعطيك مكاني !
العملية السياسية في العراق الجديد ، تشبه كثيراً القرية أعلاه ، وما عليك إلا ان تستمع الى نشرة أخبار واحدة فقط ، حتى تدرك الكم الهائل من " البيكوات " او القادة عندنا . ف " القيادي " في الحزب قال كيت وكيت ، و " قيادي " آخر في الكتلة الفلانية نفى بشدة ، و القيادي في الإئتلاف العلاني أبدى تشاؤمه ، وآخر إستنكر وزميله رّحب ، والاجتماعات تُعقد والتصريحات تتوالى ، والصفقات السرية والعلنية والاقتراحات وتوزيع المناصب ....
والشعب المتمثل بالفلاح المسكين مّلَ وتعب وعانى ولم يبقى أمامه إلا ان ينادي على أي حمارٍ لكي يُشارك القياديين لعله يُساعد على الخروج من الأزمة !
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟