أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد الفتاح السرورى - تناقضات الصحافة المتأقبطة














المزيد.....

تناقضات الصحافة المتأقبطة


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 11:09
المحور: المجتمع المدني
    


--------------------------------------------------------------------------------

الصحافة المتأقبطة
على صفحات جريدو وطنى وتحديدا فى العدد الصادر بتاريخ 11/7 /2010 كان هناك مقالا بعنوان (هكذا تكلم نصر حامد أبو زيد ) وما إن شرعت فى قراءة المقال وما إن إنتهيت منه إلا وقد أخذتنى الدهشة والحيرة وبلغ بى العجب مداه وبطبيعه الحال كانت هناك سببا لهذه الحيرة ولهذا العجب يتجلى فى هذه الإزدواجية العجيبة التى تعاملت بها جريدة وطنى مع وفاة الأستاذ الدكتور نصر حامد أبو زيد وهذه المقالة التى تنعى فيها فكرة وأراءه وبين موقفها من الحكم العادل الذى حكمت به محكمة القضاء الإدارى والذى أعطت به الحق الفطرى لأى أنسان كان فى أن يتزوج ويكون أسرة إذا صادفة الفشل فى زواج سابق وحتى لانتهم باننا نرمى الصحيفة بالباطل لنقرأ سويا ما سطرته الصحيفة فى مجمل حديثها عن المفكر الراحل ...
كتبت جريدة وطنى ما نصه (ويبدو أن اعتماد المفكر الكبير أبو زيد على "النظرية الهرمنيوطيقا" المعنية بقضية التفسير أو التأويل، سبب أزمته التي كانت مشتعلة دائما. فجوهر المشروع الفلسفي للدكتور أبو زيد هو الاعتماد على المناهج الحديثة والمعاصرة في فهم النص الديني. وهو الأمر الذي يؤدي إلى إنجاز مرحلة الإصلاح الديني ومن ثم دفع تحول المجتمعات العربية والإسلامية نحو النهضة. والمناهج الحديثة هنا تشمل بالإضافة إلى "الهرمنيوطيقا": تحليل الخطاب، والبنيوية، والألسنية، والتاريخانية، إضافة إلى علم تاريخ الأفكار وعلم اجتماع المعرفة
وتكمل الجريدة حديثها عن نصر حامد أبو زيد بأن تستشهد بكلام الدكتور عبد الصبور شاهين ضد المفكر الراحل والذى يقول فيه عن حامد أبو زيد أنه ( يدعو إلي التحرر من سلطة النصوص، بل من كل سلطة تعوق مسيرة التنمية في عالمنا )
عفوا .... كان الاجدر بجريدة وطنى أن توجه هذا الخطاب الى نفسها والى إدارتها التحريرية وهى التى وقفت قلبا وقالبا مع الكنيسة الارثوذوكسية وتبنت نفس الموقف الذى تبناه قداسة البابا شنودة والذى يتجسد فيه اشد ما يكون التجسد سطوة النص وعد الرغبة فى التزحزح عن حرفياته وهى المدرسة التى عاش المفكر الراحل يعانى من وطأتها على حياتنا ودفع ثمن ذلك غاليا من التفرقة بينه وبين زوجته أثناء حياته ومن شماته البعض فيه بعد وفاته
كان من الاجدر على جريدة وطنى ألا تستخف بعقولنا هذا الإستخفاف وأن تعلم جيدا أن هناك الكثير من القراء يتابعون ويقراون ولا ينسون ما يقرأونه خاصة إذا تعلق الأمر بموضوع يشغلهم شخصيا
لماذا لا تطبق جريدة وطنى وتتبنى أراء المفكر الراحل وتدعو مثله الى التحرر من سلطه النصوص لماذا لا تدعو الى الاعتماد على المناهج الحديثة فى فهم النص الدينى وهى التى تشنجت مع كل المتشنجين ضد حكم القضاء الذى يكاد يكون أقرب الى ما يدعو اليه المفكر الراحل
ويا ليت الامر توقف عند هذا الحد بل إن الجريدة وفى نفس العدد تستهجن موقف الفكر المتأسلم من أراء المفكر الراحل وتنسى أو تتناسى وتجهل او تتجاهل أنها كانت أول من يتبنى منهج الفكر المتأقبط فى الحكم القضائى المذكور ولا زالت تتبناه حتى كتابه هذه السطور
إن التأبين الذى أبنته صحيفة وطنى للدكتور نصر حامد أبو زيد تأبين مرفوض شكلا وموضوعا مرفوض لأنه يتناقض مع موقف الجريدة وهيئتها التحريرية من فكرة التعامل مع النصوص كما كان يدعو نصر أبو زيد
فإذا كانت الجريدة ترى فى افكاره طوق النجاة فلماذا لا تتبنى خطابا تنتهج فيه منهج نصر أبو زيد لماذا لا تدعو الجريدة المذكورة الى التعامل التاريخى والتحليلى مع النصوص الدينيه وأولها النص الذى يؤكد أنه لا طلاق إلا لعله الزنا ؟
إذا كانت صحيفة وطنى عابت على المتاسلمين موقفهم من أفكار الدكتورأبو زيد فلقد ضربت هى أروع الامثله فى تبنى موقف المتأقبطين
لو أن جريدة وطنى طبقت منهج الدكتور نصر أبو زيد على نفسها وعلى خطابها الصحفى لأدى هذا الى تبنى موقف مناهض لموقف الكنيسة المصريه التى إتخذت من المدرسة النصية (تفسيرا) موقفا رسميا لها
إن ما كان يدعو اليه نصر أبو زيد قد ذاب وأريق على أعتاب المنهج السلفى الذى إتخذته الكنيسة المصريه وأيدتها فيه جريدة وطنى ثم تاتى بعد ذلك لتأبن وتترحم على افكار نصر أبو زيد وهى نفس الأفكار والأراء التى تناصبها عداءا سافرا فأى تناقض هذا ؟
رحم الله الأستاذ الدكتور نصر حامد ابو زيد الذى ظل ردها من عمره يدفع ثمن أراءه المستنيرة حتى مات وربما يكون قد مات كمدا من هؤلاء وهؤلاء الذين لا هم لهم إلا الإستخفاف بالعقول هؤلاء الذين يجيدون الكيل بمعيارين أو بمعيار واحد شريطة ألا يصيبهم قرح منه
رحم الله المفكر الراحل ورحم الله المجتمع من هؤلاء وهؤلاء




#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخسارة المستترة للأقباط
- ذبح الدولة المدنية كنسيا
- بين يوسف زيدان وسيد القمنى
- فرنسا والنقاب
- المتأقبط
- لا فتات من زمن فات
- القيادات المنقادة
- إطلالةعلى السينما المستقلة
- قصيدة النثر والأدب
- حول نظرية المؤامرة
- حول بيع أراضى مصانع النحاس
- ضد البرادعى
- الأقباط والقومية العربية
- نضال المرأة من أجل الكرامة
- الطلاق الفورى و الطلاق الغيابى
- فى نقد العقل العربى
- الصمت الذى صنع فقها
- الصحافة الدينية والمرأة
- دفاعا عن سيد القمنى
- تناقضات البخارى فى روايات ليلة القدر


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد الفتاح السرورى - تناقضات الصحافة المتأقبطة