أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود محمد - رجل الحوار وتثبيت هوية المرجعية















المزيد.....

رجل الحوار وتثبيت هوية المرجعية


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 14:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يكن لجبل عامل أي علاقة بالدولة الصفوية لأن الدولة الصفوية لم تصل إلى لبنان ولم تصل حتى إلى سوريا. وقد كان جبل عامل هذه المدرسة الفقهية الأصولية الأدبية الثقافية التي كانت تخرج العلماء وخصوصاً العلماء المسلمين الشيعة فكان هؤلاء العلماء يهاجرون ويعطون إمكاناتهم الثقافية لأكثر من بلد فهناك علماء من جبل عامل ذهبوا إلى الهند وهناك من ذهب إلى إيران ومنهم الشيخ البهائي والحرّ العاملي والمحقق الكركي وهنالك من العلماء من استشهدوا بسبب ذهنية طائفية معقدة في وقتها وكان الشيخ زين الدين الجبعي المعروف بالشهيد الثاني يدرّس المذاهب الأربعة إلى جانب المذهب الشيعي في مدرسة بعلبك وكان يسافر إلى مصر وغيرها ليتتلمذ على علمائه لأن الشيعة لم يكونوا في جبل عامل بشكل عام منغلقين على الجانب المذهبي بل كانوا يتتلمذون على علماء المسلمين السنة تماما كما كانوا يتتلمذون على أيدي علماء المسلمين الشيعة. ولكن الظروف الاقتصادية وغير الاقتصادية أثرت بعض التأثير وبرزت حوزة النجف، ولم يكن العلماء الشيعة يسافرون إلى قم وإنما كانوا يسافرون إلى النجف وكانوا يتتلمذون على علماء النجف، من هنا تبدأ حكاية الاختلاف فيما بين مدرسة قم ومدرسة السيد فضل الله العاملية العربية المنشأ، فمدرسة قم تصدرت الواجهة بعد أن حصل ما حصل من مصادرة صدام حسين للحوزة العلمية في النجف الأشرف فذهب الطلاب إلى قم.
برحيل السيد محمد حسين فضل الله خسر العالم العربي مجددا، وفقيها وعالما ورجل حوار من الطرز الرفيع، فالحوار عنده يبدأ " بعيداً عن المصطلح، في حديث الإنسان مع ذاته، في حركة الفكر الداخلية حين يدور الجدال بين احتمال واحتمال، وفكرة وفكرة، وظاهرة ودلالة في نطاق السلب هنا، والإيجاب هناك وذلك هو دوره في صنع العقيدة عند الشخص المنتمي. وربما يتحرك الحوار الداخلي في عملية الالتزام، والاستقامة في الخط والواقع، عندما يدور التجاذب بين منطق العقل ومنطق العاطفة، ونقاط الضعف ونقاط القوة " حول الهدف من الحوار يقول "الوصول إلى وحدة الإنسان في التزاماته الذاتية، فلا يبقى في الازدواجية التي تجعل منه إنسانا يتحرك بين الشيء ونقيضه في عملية اهتزاز فكري وحسيٍ وعاطفي، لأن التعددية المتحركة في الذات لا تمنح الإنسان الطمأنينة والاستقرار".
حول الحوار مع الآخر كان يقول "إذا كان الإسلام يشدد على الحوار الذاتي، على أساس أن يكون العقل قاعدة الإيمان، من حيث هو الذي يحدد الحجة ويقيم البرهان، فإن من الطبيعي أن يشدد على الحوار مع الإنسان الآخر الذي يحمل الفكر المضاد باعتبار أن ذلك يمثل التفكير بصوت مسموع". تميز عن الاسلام السلفي بفتح باب النقاش بالمحظورات " لم تكن هناك موضوعات محددة في الحوار، بل كانت المسألة هي أن كل شيء قابل للحوار حتى وجود الله، ورسالة النبي وشخصيته، والإيمان باليوم الآخر، وغير ذلك من القضايا التي تمثل الموقع الأساس في العقيدة مما أثار القرآن الحديث عنه في الحوار حولها" حول أحقية الحوار لمن تكون يقول " ليس هناك أشخاص ممنوعون من الحوار، فقد لاحظنا أن الله حدثنا عن حواره مع إبليس، كما حدثنا عن حوار الملائكة معه في مسألة خلق الإنسان في الأرض، وتساؤلهم عن الفائدة في ذلك إذا كان يفسد فيها ويسفك الدماء، مما يجعلنا نفكر بأن الإسلام لا يعتبر أي شخص يرتفع من خلال موقعه عن الحوار، فللناس حق المعرفة، وللمعرفة شروطها التي تنفتح على أكثر من احتمال" بالنسبة للسيد كانت الحرية تؤم الحوار فهما صنوان مترابطان بعيدان عن الغوغائية والتعصب والالغائية بالتكفير واخراج الناس من دينهم " إذا كان الإسلام يؤكد الحوار من أجل الوصول إلى الحقيقة بطريقة علمية موضوعية، فلا بد له من حماية حرية المحاور في طرح كل فكر مضاد بطريقته الخاصة، حتى لو كان على خلاف العقيدة العامة للناس، فليس لأحد أن يقابله بعناصر الإثارة الإنفعالية في إطلاق كلمات الكفر والضلال والخروج عن الدين وما إلى ذلك من الكلمات المثيرة التي تدفع إلى الغوغاء والإساءة للفكر" الحوار بالنسبة للسيد له شرط أساسي وهو الالمام بموضوع الحوار "إن الإسلام يتقبل أي موضوع، ولكنه يضع شرطا مهما، وهو أن يكون المحاور مثقفا بالفكرة التي يخوض حولها من موقع الفكر المضاد، أو منفتحا على آفاق المعرفة في ما يريد أن يسأل عنه" و كان يستند بذلك الى الآية الكريمة من سورة آل عمران الآية 66
(ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم)
انطلاقا من القاعدة الإسلامية التي تعتبر موضوع الصراع، بمختلف مستوياته ومجالاته، وسيلة من وسائل الحركة المنفتحة للوصول إلى الهدف والانسجام معه، كان السيد من دعاة الحوار بطريقة اللاعنف، أو الطريقة السلمية التي تعتمد اللين والمحبة أساسا للصراع . كان صاحب منهج للحوار فيما بين المذاهب الاسلامية للوصول الى الحد الأدنى من الوحدة " إن مسألة التقريب تحتاج إلى نوعين من العمل، الأول في الحركة الفكرية بمعنى أن يبحث كل فريق من المسلمين، وفق المعايير الفكرية العلمية، عقائده وخطوطه الفكرية من جديد، بحيث يعرف الشيعة ما هو خط التشيع في العمق، بالمعنى العلمي الذي يمكن لهم أن يدافعوا من خلاله عن أفكارهم وعقائدهم ومذاهبهم الفقهية ومفاهيمهم الإسلامية استنادا إلى المصادر الإسلامية الأصيلة؛ وأن يدرس السنة كذلك عقائدهم ومذاهبهم الفقهية، وفق هذه المعايير أيضا، بحيث يشعرون أن بإمكانهم أن يدافعوا عن المذهب بطريقة إسلامية منفتحة على كل المصادر الإسلامية، لأن المشكلة التي تواجهنا هي أن كل فريق يحاول أن ينطلق بالحجة مذهبيا لا إسلاميا بالمعنى المنفتح، ولهذا لا نجد هناك لغة للتفاهم بينهم، لأن كلا منهم يتحدث مع الآخرين باللغة التي يحركها في دائرته الخاصة بعيدا عن اللغة الإسلامية الأشمل، لذلك فإننا نلاحظ أن ما يتحدث به السنة والشيعة في خلافاتهم هو ما كانوا يتحدثون به قبل أكثر من ألف عام" . كان يدعو الى عدم تحنيط الدين و ربطه بالتاريخ " عندما يرث المسلمون إسلامهم من التاريخ، ولا يمنعوا النظر والفكر في النصوص والمصادر الأصلية أو في طبيعة واقعهم المعاصر، فإن التعصب سيحكم عملية انتسابهم إلى هذا الدين، وسيصبح الإسلام هنا يدخل في دائرة الأرث التاريخي" . وكان يرى سماحته في الاختلاف مصدرا للغنى يثري التجربة الاجتهادية الاسلامية ويفتح من خلال الاختلاف الفكري أكثر من أفق. لم يكن خلاف السيد فضل الله مع قم حول هوية المرجعية فقط بل كان حول نقاط خلاف فقهية جذرية لخصها في أحد المقابلات معه نلخصها بما يلي :
• القرآن هو كتاب الله المعصوم وكل من يقول بتحريفه هو إنسان سائر لطريق الكفر
• أحرم سب أي صحابي بما فيهم الخلفاء الراشدون وأمهات المؤمنين جميعا بما فيهن عائشة
• حادثة الاعتداء على فاطمة الزهراء ليست محل وثاق ولا تخضع للرواية الموثقة ولا للتحليل التاريخي
• لا يجوز أن نتوجه إلى الأنبياء والى الأئمة من أهل البيت بالدعاء في طلب الحاجات وإنما نتوجه إلى الله
• علماء التقارب لا زالوا يعيشون في المؤتمرات التي يكذب فيها البعض على البعض الآخر
• اجتهاداتي التاريخية والفقهية والكلامية اعتبرها البعض خروجا على المذهب لذلك كان الموقف من مرجعيتي
• الصراع الشخصي في قضية المرجعيات ليس بدعاً من الواقع فهناك منافسات حتى في المرجعيات العلمانية أو السنية
• لا أعتقد بارتداد الصحابة عن الإسلام واتبع الإمام علي في علاقته وتعاونه ونصحه لهم على أساس أنهم مسلمون
• لا يوجد لدينا مصحف فاطمة وقرآننا (الشيعة) لا يزيد ضمة أو فتحة عن القرآن الموجود لديكم (السنة)
• أتلقى هجوم بعض المرجعيات الشيعية علي بسبب آرائي بعقل زاهد وصبر
• إدماء الرأس وضرب الأجساد بالسلاسل فيه إساءة بالغة للإسلام ويمثل التخلف
• المرجعية لا تتأثر بقومية معينة بل الكفاءة العلمية هي الأساس
• لا أرى أي واقعية للاعلمية فليس هناك في العالم كله من هو اعلم الناس جميعا



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناهضة التعذيب تبدأ بتغيير تربيتنا
- مصير مسيحيي الشرق
- هل هي الفيدرالية لتركيا؟
- أدميت قلوبنا يا حزيران
- ما العمل
- بالأمس علوش واليوم فتفت من يكون غدا
- تركيا والدور الضرورة
- سمير قصير من باريس الى القدس
- يسألونك عن العراق
- خطاب مفتوح الى الرئاسات اللبنانية الثلاثة
- الأول من أيار في ظل الأزمة الاقتصادية
- ما بين جنبلاط و جعجع
- 13 نيسان فيما بين باكستان و لبنان
- بقاء الفيدرالية رهن بوحدة الأكراد
- فيدرالية الطوائف و نظرة اليسار اليها
- شرق المتوسط مرة أخرى
- غوران جسر الوحدة الوطنية و تكريس التنوع الكردستاني
- نوروز بملامح جديده
- الحرية فيما بين الثامن و الرابع عشر من آذار
- هل هو العراق الجديد ؟


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود محمد - رجل الحوار وتثبيت هوية المرجعية