أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - مناقصة جديدة لبناء ملايين القصور في الجنة















المزيد.....

مناقصة جديدة لبناء ملايين القصور في الجنة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 09:56
المحور: كتابات ساخرة
    


كنا ونحن صغارا نستمع بشغف الى حكايات جداتنا عن الطنطل الشجاع والملاك الاعرج والعتوي الذي يمشي على عكازة خشبية قصيرة، ولهذا كان خيالنا يحلق بعيدا لنعرف من هو هذا الطنطل الذي يمكنه ان ينقلب الى اسد او بعوضة او حية رقطاء، لم نصل الى تفسير رغم تلهفنا لرؤية هؤلاء الاجناس ولكننا كنا نخاف الظلمة، في الحمام او غرفة النوم المظلمة كان الطنطل يظهر لنا مكشرا عن انيابه ولهذا كان اشجع واحد فينا من ينام دقائق في فراشه فقط وينهض بعد ذلك راكضا نحو حضن امه وهو يرتجف من الخوف.
توفت جداتنا وتوفت معهن كل هياكل الاشباح وجاءت بعد ذلك اسماء عديدة فهاهو ارسين لوبين يصارع المجرمين وشرلوك هولمز يكتشف الجريمة وهو يشم زيت محرك السيارة او يتفحص عقب سيكارة مرمية على الارض. ومات هؤلاء ايضا وجاء بعدهم رنكو وجيمس بوند وتوم وجيري وبعدهم "شريك". ومات هؤلاء ايضا فهذه سنة الحياة ولكن المشكلة في اصحاب اللحى الذين لايؤمنون بان نهاية الحياة هي الموت وكل شيء يتغير على مر السنين، فهم مازالوا يعتقدون ويصدرون اعتقادهم بان رب العزة ماهو الا محاسب لاعمل له سوى مراقبة اولاد آدم ماسكا بيده جهازكمبيوتر متطور جدا – ربما سعته مليار جيجا - ليحصي لهم حسناتهم وسيئاتهم، وهو عندهم مشغول بالارقام فالذي يعمل خيرا يسجل له – حسب نوع وجنس هذا العمل – حسنات تتراوح مابين 1000 الى 5 آلاف حسنة وكذلك من يقدم على فعل السوء اذ ترى ملفه وقد تلطخ بالحبر الاسود من ضخامة وعدد السيئات المرتكبة.
واذا كانت جداتنا ينهين كل حكاية بعبارة" اللهم صلي على النبي وآله" فهم – واقصد بعض اصحاب اللحى – يتوعدون الناس بعذاب ليس له اول ولا اخر حتى ان نار جهنم تضل جائعة وتصرخ طول الوقت "هل من مزيد" وكأن لحوم البشر الذ طعما وهي تشوى بالنار بطريقة " باربكيو" الكفار من اهل الغرب.
كانت جداتنا – رحمهن الله – اميات لايعرفن القراءة ولا الكتابة ولكنهن كن مؤمنات صالحات حتى انهن وضعن قواعد اخلاقية للصغار امثالنا فهناك التحذير من كنس البيوت في الليل لان المكنسة تطرد "النعمة" وحذاري من الصفير في المغرب لئلا تستيقظ الملائكة، ولابد من رش الماء وراء الابن الذاهب الى وظيفته صباحا لان الشيطان لايجرؤ على المشي في الارض اللزجة و....و...
الا هؤلاء فانهم مازالوا حتى لحظة كتابة هذه السطوريروجون الى اله مدمن على انشاء بنايات مخصصة للمخابرات وكل قسم فيها متخصص لنوع من التعذيب وكل تعذيب مخصص له رجال اكفاء ذوو قامة لامثيل لها ويد لاتماثلها في الضخامة شجرة اليوكالبتوس.
وحين ينتهوا من تهديدك يعودون ليقول لك بصوت هامس "ولاتنسى ان ربنا يكافىء فاعل الخير الذي لايترك فرضا في الصلاة".
وآخرتقليعة لمكافأة فاعل الخير حسب مااورده شيخ من شيوخ هذا الزمن الاغبرفي خطبته الجمعة قبل الماضية هي تسليم هذا الفاعل لقصر فخم في الجنة.
فقد صاح – كالعادة - هذا الشيخ الخرف ( ارجوكم لاتعيروا اهتماما لركاكة اللغة):
حدثتني احدى السيدات الفاضلات ذات يوم فقالت:
هذه قصة وقعت معي انا ،كانت بنتي بالخامس ابتدائي و الصلاة ثقيلة عليها.. لدرجة اني قلت لها يوما قومي صلي وراقبتها فوجدتها أخذت السجادة ورمتها على الأرض وجاءتني سألتها هل صليت قالت نعم.. صدقوني بدون شعور صفعت وجهها ،أعرف أني أخطأت.. ولكن الموقف ضايقني وبكيت وخاصمتها ولمتها وخوفتها من الله
ولم ينفع معها كل هذا الكلام .. لكن في يوم من الأيام ... قالت لي إحدى الصديقات قصة.. منقولة ..وهي : انها زارت قريبة لها عادية (ليست كثيرة التدين)، لكن عندما حضرت الصلاة
قام أولادها يصلون بدون أن تناديهم ، قلت لها : كيف يصلي أولادك من أنفسهم بدون خصام وتذكير ؟ !!!
قالت والله ليس عندي شي اقوله لك الا اني قبل أن أتزوج ادعو الله بهذا الدعاء وإلى يومنا هذا ادعو به

انا بعد نصيحتها هذه لزمت هذا الدعاء .. في سجودي وقبل التسليم وفي الوتر .. وفي كل اوقات الاجابه
والله يا اخواتي.. ان بنتي هذه الآن بالثانوي.. من اول مابدأت الدعاء وهي التي توقظنا للصلاة وتذكرنا بها
واخوانها كلهم ولله الحمد حريصون على الصلاة !!
حتى امي زارتني ونامت عندي ولفت انتباهها ان بنتي تستيقظ وتدور علينا توقظنا للصلاة !!
أعرف .. أنكم الآن متشوقون لتعرفوا هذا الدعاء ..
الدعاء موجود في سورة ابراهيم والدعاء هو ...

((( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء )))
فالدعاء الدعاء الدعاء
وكما تعلمون الدعاء سلاح المؤمن. ( انتهت الاطروحة)
لا اريد ان اناقش هذا الشيخ الذي جعل من الله موظفا حكوميا في حكومة بغداد الحالية الذي لاينجز اي معاملة الا بتسليمه "المعلوم" ولا اريد ان اقول له ان هذه الطفلة لاتعرف من الصلاة سوى الجلوس ثم النهوض والتمتمة بكلام لايسمعه غيرها.
ولكن هذا الشيخ الذي اسال لعاب جمهور المصلين في تصويره القصور التي يبنيها رب العزة للمؤمنين الصالحين عاد في هذه الجمعة ليقول:
كان احد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فراش الموت
فنطق بثلاث كلمات ويذهب في غفوة ويفيق وهو يقول.
ويذهب في غفوة ويفيق وهو وبعدها فاضت روحه
فذهب الصحابة رضوان الله عليهم الى الرسول
ليسألوه عن هذه الكلمات، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
ان هذا الرجل فى يوم من الايام كان يمشي
ومعه ثوب قديم فوجد مسكينا يشتكي من شدة البرد فأعطاه الثوب
فلما حضرته الوفاة رأى قصرا من قصور الجنة
فقالت له ملائكة الموت : هذا قصرك
فقال : لأى عمل عملته ؟؟
فقالوا له : لأنك تصدّقت ذات ليلة على مسكين بثوب
كان باليا فما بالنا لو كان جديدا
و كان فى يوم ذاهبا للمسجد فرأى مقعدا " يقصد معاقا لايستطيع السير"
يريد ان يذهب للمسجد فحمله الى المسجد، حضرته الوفاة و رأى قصرا من قصور الجنة
فقالت له ملائكة الموت : هذا قصرك
فقال : لأي عمل عملته؟؟
لانك حملت مقعدا ليصلي فى المسجد
وفي يوم آخر كان الرجل يمشي كان معه بعض رغيف فوجد مسكينا جائعا فاعطاه جزء منه فلما حضرته الوفاة رأى قصرا من قصور الجنة فقالت له الملائكة: هذا قصرك. فسأل لأي عمل عملته فقالوا له لانك تصدقت ببعض رغيف لمسكين. (انتهت الاطروحة الثانية).
حين رشف الشيخ الجليل قطرات ماء ليبلل ريقه لم ير احدا امامه من المصلين فقد هرول القوم نحو محلات بيع الاقمشة واشتروا مئات الامتار من القماشات الملونة ثم ركضوا نحو سوق الخياطين ليطلبوا من اصحابها ان يقصوها الى قطع صغير ثم ركضوا نحو مياه دجلة الاسنة فغسطوها فيها حتى تبان بالية قديمة وهاموا في شوارع بغداد بحثا عن المساكين واليتامى ليقدموا لهم هدية الشيخ علهم يحصلوا على قصر من قصور الجنة.
فاصل: أكد احد المتفرجين ان اعضاء البرلمان الحالي والمقبل قد أستنزفوا قواهم في توزيع قطع القماش البالية على سكان بغداد وضواحيها واثمرت جهودهم في الحصول على ارض سكنية مساحتها 600 متر مربع صدر بشأنها قرار من امين العاصمة امس وهي تعتبر خطوة تميهيدية لحصولهم على قصر لايضاهيه قصر في فخامته هناك في السماء الرابعة.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بيتنا عمرو موسى
- قمة الخمسة... واشلون خمسة?
- هلهولة.. شلتاغ ابن عبود يحصل على عصا موسى
- مؤخرات مغلقة لكن مستديرة
- لماذا يحدث هذا ،هل من مجيب??
- ابو الطيب خطيبا بجامع القرية
- ممنوع مسك الاماكن الحساسة
- أشد على يدك ياكريم يا وحيد
- فاحت الريحة يا ناس
- انكم والله لاتستحقون حتى الشتيمة
- المذنبون والمذنبات في نكاح القاصرات
- قرقوش يزور بغداد صفقوا له رجاء
- ياخسارة،-اثاري- الزواج من اجل النكاح وانا ما أدري
- مبروك على تعييني امير الجبايش
- اجاثا كريستي والعراق والمالكي
- ولكم انكشف المستور
- اخزاكم الله يوم امس ايها السادة
- يااصحاب اللحى.. انكم سارقون في وضح النهار
- حلاوة – صلح – بين القمتين مبارك وبوتفليقة
- من خمس جدي يفتحون الفضائيات


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - مناقصة جديدة لبناء ملايين القصور في الجنة