|
الادباء الليبيون يرفضون الجلوس مع العراقيين !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 18:58
المحور:
كتابات ساخرة
مَنْ يّدعي ان المُنظمات القومية العربية مُهمَشة وينتمي اليها كُل مَن هّب ودب ؟ بل مَنْ يجرؤ ان يقول ان الدول العربية ومؤسساتها هي ألعوبة بيد الأنظمة ؟ فهاهي جامعة الدول العربية العتيدة قد إتخذتْ مواقف رادعة ضد إسرائيل بعد حادثة السفن المتوجهة الى غزة ، ووقفتْ كل الدول العربية صفاً واحداً كالبنيان المرصوص وصفعتْ بيدٍ عملاقةٍ واحدة ، العنجهية الصهيونية وأوقفتْها عند حدها ، بحيث إضطرتْ الى رفع الحصار عن غزة بعد ساعةٍ من الصفعة !. واخيراً يوم أمس السادس من حزيران ، أصّرتْ الدول العربية الطليعية ، على موقفٍ تأريخي يُعتبر بحد ذاتهِ إنجازاً كبيراً ، خصوصاً على صعيد الأدب والفكر والثقافة . فلقد رفضتْ هذه الدول العظيمة رفضاً قاطعاً المحاولات الخبيثة التي قام بها " العراق " لإستعادة موقعهِ الطبيعي في ( إتحاد الادباء العرب ) . فخمسة من البلدان العربية وهي [ سوريا ، الاردن ، ليبيا ، تونس ، فلسطين ] وقفتْ بالمرصاد ضد عودة العراق الى إتحاد الادباء ، وهددتْ بالانسحاب إذا وافقتْ الامانة على الطلب العراقي !. وطبعاً كان السبب وراء موقفهم هذا معقولاً ومنطقياً وشرعياً ، لانه ببساطة ، وبإعتبار إتحاد الادباء العرب هيئة مستقلة ، مُنتخبة في كل دولةٍ عربية وفق أفضل الآليات الديمقراطية الحقيقية ، وبالتالي فهي تُمثل قمة الثقافة والادب العربي من المحيط الهادر الى الخليج الثائر ، فانها لن تسمح ابداً بأن " يتلوث " إتحاد الادباء العرب ، هذا الاتحاد النقي الطاهر ، بعضوية العراقيين الرازحين تحت الاحتلال الامريكي . اتحاد الادباء العرب ، قلعة العروبة الصامدة ، منبع السيادة والاستقلال الناجز ، كيف يسمح العراقيون لأنفسهم مجرد التفكير بالعودة الى الاتحاد ؟ وهُم في ما عليهِ من رضوخٍ للاحتلال الامريكي ؟ وأية إنتخابات أجراها الادباء العراقيون لإختيار ممثليهم تحت هيمنة الدبابات الامريكية ؟ ثم أي ( أدبٍ ) عراقي موجود خلال السنوات السبع الماضية وأية ثقافة بقتْ تحت رحمة البسطال الامريكي ؟ انظروا الى عمالقة الادب الليبي الاحرار ، مثلاً ، وهم يغزون المحافل الدولية شرقاً وغرباً ومؤلفاتهم تُترجم الى مختلف لغات العالم ، ومن نافلة القول ان جميع انتاجهم الفكري والثقافي يعتمد أساساً على " الكتاب الاخضر " !. وكذلك ادباء الاردن الذين لاتخلو منهم اية جامعة شهيرةٍ في العالم ، اما سوريا فادباؤها النزيهون العقلاء الموالون للبعث والاسد خير مثالٍ على النوعية الراقية لأمانة الاتحاد ، واخيراً فان ممثلي الادباء الفلسطينيين ، من حقهم أكثر من غيرهم ان يرفضوا عودة العراق الى اتحاد الادباء العرب ، حيث ان فلسطين دولة حرة مستقلة وان كل المنظمات المهنية والثقافية والادبية الموجودة فيها شرعية ومُنتخبة ، وانهم "يستنكفون" الجلوس في قاعة واحدة مع العراقيين ! . رغم كل المآسي التي مرّ بها العراق خلال السنوات السبع المنصرمة ، فان أعظم تغيير حصل ولا يستطيع أحد إنكاره ، هو الهامش العريض لحرية الرأي والفكر ، النقد بمختلف صورهِ ، الخطوات الاولى الصعبة لممارسة الديمقراطية لأول مرة ، الشفافية ، التعددية . كل هذه الاشياء هي ناتجٌ عرضي للإحتلال " هذا الاحتلال الذي لم يكن احد يريده " ولكنه فُرضَ فرضاً على الشعب العراقي . إنتخابات اتحاد الادباء في العراق الذي جرى قبل شهرين ، هو بالتأكيد من أنزه وأفضل إنتخابات الادباء في جميع الدول العربية دون إستثناء . لاأدري ماالذي سيجنيه ادباء العراق من " عودتهم " الى اتحاد الادباء العرب ، فبدون تبجح وعلى الرغم من ظروفنا الصعبة ، فان الاتحاد العراقي أرقى كثيراً من الامانة العامة الحالية للاتحاد العربي .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرئيس الألماني قال - الحقيقة - !
-
لا بُدّ من التفاهم بين الكُرد و -العراقية-
-
.. حتى يأكل الرز باللبن !
-
- المقارنة - مَصدر كل المشاكل !
-
ساعة في الفضائيات العراقية : بارقة أمل
-
محافظة دهوك : ضُعف الحِراك السياسي
-
إستقالة الساعدي ، هل بدأتْ الإنشقاقات ؟
-
حسن العَلوي يأكلُ من كَتفَين
-
ألحقيقة
-
انقذ العراق يا عمرو موسى !
-
حُكامُ الكويت يلعبونَ بالنار !
-
إنهم لايشترونَ الشعبَ بِعُقبِ سيجارة !
-
المُطلك يحلمُ بصوتٍ عالي !
-
الكونفرنس الوطني للمرأة الكردية
-
المُداهمات وترويع الاطفال والنساء
-
الحَكَم الامريكي لمباراة تشكيل الحكومة العراقية
-
حل مشاكل العراق على الطريقة البولندية !
-
إبن خالتي رسبَ !
-
زعماء آخر زمان !
-
الرياض بوابة العراق للمحيط العربي
المزيد.....
-
مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
-
دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي
...
-
بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي
...
-
رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم
...
-
إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا
...
-
أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202
...
-
الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا
...
-
متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا
...
-
فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد
...
-
رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|