أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حمزه الجناحي - جريدة المدحتية ..انطلاقة من عمق التخلف وصعوبة في اثبات الوجود














المزيد.....

جريدة المدحتية ..انطلاقة من عمق التخلف وصعوبة في اثبات الوجود


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 19:45
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


عندما التقيت به بعد سقوط النظام السابق لم ارى احدا مثه فرحا ولم اعتقد ان احد مر بمثل فرحه كل شيء في جسمه النحيل يخبرك ان هذا الرجل يمر بازمة اسمها الفرح الشديد لأنه لا يستطيع ان يخفي فرحه ابدا كانه مجنون واعضاء جسده تتحرك كما يحلو لها بدون دراية ولا قرار يده تتحرك بكل الاتجاهات وهو يتحدث لك وسيكارته التي تمسكه شفاهه التي ترك الدخان اثره عليها واسنانه التي غادرت فمه ليس لكبره بل لأن هذا ما يعيشه انه كريم عبد الرزاق محسن ذالك الشاب الحلي المدحتي الجنوبي المشاكس القصير القامة الذي عانى في حزنه وعانى في فرحه في حزنه عندما فصل من وضيفته كمعلم وهو يوميا يصارع البعثية حتى اودعوه السجن كنا نتصور ان كريم غادر المدحتيه الى نهايته بعد اخيه الذي غيبته سجون البعثية طرد من وظيفته ضل حبيس احلامه واماله واحيانا وبانفعال مفاجئ يخرج من كل تلك التحفظات ليعلن مقته من البعث اخبرناه بالسكوت حذرناه من تصرفاته كان يمر بازمات عجيبة دائما مايقول (قرب يومهم كلشي راح يكعد صحيح) رغم شغف العيش والم المعاناة شق كريم طريقه باعجوبة للأستمرار لايريد ان يثبت انه عاجز او اخذ من مقتل ...
اخر المطاف عمل ببسطية لبيع الكرزات امام باب الحمزه عندما تفارقه وتلتقي به ثانية يجبرك ان تستمع لأحلامه لتطلعاته كان يوم يقول لي اسمع ايها الجناحي قبل السقوط (سنعمر بايدينا مادمره هؤلاء ولا يقول هؤلاء الا وينتظر احد ازلام البعث يمر من امامه كان يوقت كلمة هؤلاء بمرور احدهم امامه ومن يمر امامه لابد لكريم ان يوصل له رسالته له)
هكذا هو نضال كريم على بساطته حتى وهو يقرر بعد سقوط النظام ان ينشا جريدة او منبر حر على رصيف الشارع الرئيسي عند باب الامام الحمزه(ع) تارة وتارة على جدران السوق تستيقظ صباحا ترى كل الاخبار مجانا يخبرك بها كريم ودائما ماكان يهاجم المسئولين الجدد يعتقد كريم انهم غير مؤهليين وهم والغفلة التي جاءت بهم احدهم للأخر غفلة استمر هذا الرجل يعاني اعيد الى وظيفته كسجين سياسي لم ياخذ حقوقه ولم يلهث وراء اللاهثين استمر مشاكسا اخيرا قرر كريم ان يؤسس جريدته (المدحتيه) ويحولها من الجدران والرصيف الى جريدة محترمة يكتب بها الكتاب ويعالج المشاكل هنا وهناك ينشر اشعار الزملاء ...
اتصل ذات يوما بجوال احد الزملاء يسال عني ويخبرني ليقول لي كلمة واحدة فقط (اختمرت) ولك الجناحي راح اتصير الجريدة وراح تقره ,,,رددت عليه امنين التمويل منو راح ايساعدك عليه اخبرته (انت وينك وين جروخك) ولك انت بيت ماعندك الجريدة اتريد فلوس المهم قرر كريم وقرار كريم (قرار خبال ) حتى لو عشر اعداد كل اصدار المهم سيكون لمدينة المدحتية اصدار انها المدينة الطيبة الجنوبية الولود التي انجبت عدد كبير من فطاحل النهضة الادبية والفنية والعلمية ليست غريبة هذه المدينة عن الابداع الذين ذهبوا والقادمين الذين يكملون المسير وقرر كريم ان يكون من المكملين ...
خرج من هذه المدينة العشرات من الشخصيات الرائعة ولازالت ,,الشاعر كاظم الرويعي مفيد الجزائري الشاعر عدنان الجزائري الشاعر حمزه الكصيري الفنان مهدي الشمري الكاتب عبدالصاحب عوض مكي ناجي عبطان وقبلهم كانت للمدينة شخصيات سياسية في مجلس الاعيان مثل عداي الجريان والاقتصادي العجيب نايف الجريان وشخصيات يطول المقام لذكرها ...انطلاقة كريم ليبور فكرته الغريبة بدأت والالف ميل تبدأ بخطوة وخطوات كريم هذه المرة كانت مدروسة ليصدر اول عدد من المدحتية وبطباعة رائعة ومواضيع اروع اخبار وشخصيات وتحليلات اعتمد في اصداره الاول على زملاءه ليس ماديا بل باسعافة بالمواضيع والافكار (150) نسخة فقط وكريم يضع تلك النسخ في حقيبته السوداء ويبدأ بتوزيعها ليس لكل من هب ودب بل لأصدقائه والمثقفين ودائما يهمس باذني اسمع الجناحي (تره هاي الناس نصة امية اتصور مدير عام مايقرة جريدة لايغرك سترة ورباط وريحة اتعط) يركب كريم بسيارة الاجرة ياتي الى مدينتي ليعطيني نسخة ويجلس بقربي ويقول لي اقرا اعطني رايك حتى لو كان لديك عمل يجب ان تتصفح لتعطي رايك لأن العدد الجديد ياخذ برايك هذا كان ديدنه مجانا يوزع جريده بلا مقابل على الرغم ان كل التكاليف من جيبه الخاص ,,كانت زوجته تتذمر من ما يصرفه كريم على المدحتيه ويتشاجر معها لأنها تريد ان تستقر ببيت لها ملك لاتريد ان تبذر اموال الشبابيك والشيلمان على ترهات كريم كما تدعي يوميا هو في شجار ويقنعها دائما ان اموال الجريدة والمصاريف هي من الزملاء ويعطيها الموبايل ليخبرها ان فلان على الهاتف اسمعي له واساليه مع العلم ان كريم لايحفظ اي رقم جوال حتى رقمه الخاص الذي لديه منذ اربع سنوات لايحفظه,,,
اليوم صدر لجريدة المدحتية العدد الثالث وهي نصف شهرية عندما تتصفح الجريدة تشعر انك امام اصدار قديم محترف ومهني بكل شيء بالاخراج بالطباعة بالدقة بنقل المعلومة بالاشخاص الذين يكتبون بطريق الكتابة ليس كل من يكتب ينشر له كريم وليس كل من يقرا يحصل على نسخة من جريدة المدحتية الرائعة ...
دائما ما تنتابه هواجس التوقف كون المصاريف والطموح يتقاطعان لأنه يريد ان تكون جريدته التي تصدر في ناحية المدحتيه يجب ان تتطور وتطورها يحتاج الى اموال وكريم لايملك هذه الاموال فصار المقترح ان تكون هناك مشاركات من اشخاص يهتمون بالثقافة وفعلا بدأ الشرفاء بالخطوة الاولى ..ثمان صفحات من الحجم الكبير كانك امام احدى الصحف العالمية ليس لقوة اخبارها بل هي تعطيك الفخر والزهو بانها ثاني صحيفة بهذا النوع تصدر في العراق بعد احدى الصحف في احدى نواحي البصرة ..خرجت هذه الجريدة من عمق ارهاصات واحلام وطموحات كريم وهي تحتاج الى الكثير لكن ذالك الشاب اراد لها ان تكون ليترك له بصمة في مدينته
انها جريدة المدحتية التي لازالت في اول الخطوات لكن القارئ لها يعتقد انها قطعت الاميال الالف من رحلة الالفي ميل الذي يرددها كريم .



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفوق ألاستخباري للقاعدة كان واضحا في تفجيرات الحلة ..
- متى يسمع ناقوس خطر السرطان الذي يصدح منذ سبعة عشر عاما من نا ...
- الكويت تعد خطط لأحتلال العراق وتمني النفس بنسفه من الخريطة
- لماذا نادت القائمة العراقية واعرباه .. بعد مقتل المصري والبغ ...
- التعامل الاستخباري ..وتعاون المواطن ..والنزول الى فكر القاعد ...
- عقيمة ...كلمة السيد المالكي غيرت مسار المحادثات بين الكتل
- وقفت طويلا وانا اصفق لجامعة البصرة... وشهيدها علي فرج المريا ...
- إغلاق مطار النجف يعيد بلورة تكوين الأقاليم إلى الواجهة
- وحقك إنهم يكذبون ... السعودية تتدخل بشكل سافر في الشأن العرا ...
- علاوي او المالكي رئيسا للوزراء أو الجمهورية ...و ممكن حقيبة ...
- ما الضير..علاوي والمالكي ائتلاف ناجح .. يوقف اللهاث وراء الق ...
- المرأة العراقية تحلق بعيدا عن ألكوته الانتخابية وباستحقاقها
- ارحموا المفوضية المسكينة رجاءأ رجاءا فالأمر اكبر منها بكثير. ...
- حكومة هزيلة وبرلمان قوي ومواطن يرحمه الله . وبسطال أمريكي مد ...
- انعكاسات القراءة الخاطئة للمشهد السياسي العراقي ... القائمة ...
- لو استعانت المفوضية بطلبة إحدى مدارس بغداد او كلية من كلياته ...
- لغة الأرقام غير لغة التكهنات والمالكي سيعبر علاوي بأكثر من س ...
- السيد أياد علاوي... الرابح الأكبر ..الخاسر الأكبر
- جلال الطالباني عراقي والجميع لهم الحق بالرئاسة
- النيشروانيون قادمون ..الى أصحاب الكتل البرلمانية الكبيرة حصر ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حمزه الجناحي - جريدة المدحتية ..انطلاقة من عمق التخلف وصعوبة في اثبات الوجود