أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حمزه الجناحي - وقفت طويلا وانا اصفق لجامعة البصرة... وشهيدها علي فرج المرياني














المزيد.....

وقفت طويلا وانا اصفق لجامعة البصرة... وشهيدها علي فرج المرياني


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2979 - 2010 / 4 / 18 - 21:00
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


وقفت طويلا وانا اصفق لجامعة البصرة... وشهيدها علي فرج المرياني

لم يدر في خلد الشهيد علي المرياني وهو يستعد لمناقشة شهادة الماجستير في اللغة العربية ولم يعتقد ولو للحظة واحدة ان له وفي مكان ما في دهاليز الامن الصدامي ملف فيه كل تحركاته وعناوين اصدقاءه وتعداد انفاسه وحركته اليومية من داره الى الجامعة وهو يستعد لاهم حدث في حياته مناقشة الماجستير بعد ان حصل على البكالوريوس وبامتياز في نفس جامعة البصرة وبقسم اللغة العربية ليقبل في نفس الجامعة كنابغة في اختصاصه ويعين في القسم معيدا وفي الوقت ذاته يهيأ نفسه لحلمه الاخر ...
انه الشهيد علي المرياني ذات التولد السبعيني والنشاط المفعم والعلم الغزير والحب المتدفق لكل شئ اسمه عراقي الا من تلك الحكومة التي كان يبغضها حد رؤية دم اسنانه كان يجاهر في رؤيته وتصوراته عن تلك الحكومة وهو يستذكر اصدقاءه وأقرباءه وقد غيبتهم المقابر الجماعية حتى ينقض عليه حفنة من ازلام النظام المستهترة بارواح الناس في اليوم الاول من كانون الثاني سنة 2001 ولعل البعض من هؤلاء الذين ساهموا باعتقاله هم من الضعفاء الذي استغلهم النظام ليراقبوا ذالك الشاب الذي مازال في عنفوانه العشريني ولم يدخل عتبة الثلاثين من عمره وهم يودعوه في تلك الزنازين ليبقى في قعرها سنة و ثلاث اشهر حتى اعادوه الى اهله مقتولا وقد لف في خرقة ممتلئة بدماء الشهادة مع شروط تلك الطغمة المشهورة ..
لا بكاء ولا لطم
لا فاتحة ولا قرأن
لا تعازي
لا زيارة لأحد من الاقرباء الى امه وابيه وذويه
واخيرا مطلوب من عائلته ان تدفع ثمن طلقات الغدر القاتلة لأنها لازالت مستقره في جسده .
ترك الشهيد علي المرياني رسالته في اللغة العربية الموسومه (الصورة البيانية في نهج البلاغة) وربما هذا العنوان هو واحد من تلك الاسباب التي ادت الى الاعتقال بقيت رسالة الشهيد منذ ذالك الحين على رفوف كلية التربية قسم اللغة العربية جامعة البصرة وبما ان الكثير من زملاء الشهيد هم من عاصروه وعرفوا معنى واهمية تلك الرسالة وتأثيرها على الوضع الدراسي لأهم كتاب ولأعظم مؤلف وهو كتاب نهج البلاغة لذا قرر مجلس الجامعة وردا لعرفان ذالك البطل الذي كتب اسم جامعته باحرف من نهج البلاغة قبل ان يكتب اسمه بأحرف من نور قرر المجلس الجامعي وهو الذي يعرف اهمية فضل الشهيد على وطنه وكليته واهله ان تناقش تلك الرسالة ..
وفي يوم بصري جميل علقت اللافتات على جدران الجامعة تعلن موعد مناقشة رسالة الماجستير مع التأكيد على ذكر اسم الشهيد في كل تلك الإعلانات لتدعوا الناس الى المناقشة في الزمان والمكان ,,
وفي الموعد المحدد تدفق الطلبة والاساتذة واصدقاء الشهيد واهله وابناء عمومته واخواله وهم يفتخرون بابنهم البار يناقش رسالته دخل الجميع الى القاعة الجامعية الكبيرة وكان العدد غير متوقع حتى اكتظت المقاعد ومن لم يجد مكان له فضل البقاء واقفا على المغادرة وهم ينتظرون المناقشة ..
حضرت لجنة المناقشة استقروا في مكانهم المعهود على يمين الحاضرين ,,لكن الجميع كان ينتظر المناقش ,,الجميع كان يترقب حضور الشهيد علي فرج المرياني الذي فاجئ الجموع بعدم حضوره ليوكل المناقشة لأحد زملاءه الذي يثق بهم ,
وفي خطوة لافتة اعتذر المناقش المنيب عن الشهيد ان يجلس في مكان زميله وعلى كرسي المناقشة فقرر انه لا يستطيع ان يجلس في مكان علي لأنه اصغر من ان يجلس في ذالك المكان المخصص لذا طلب ان يجلس في مكان اخر وطالب لجنة المناقشة ان يسمحوا لروح الشهيد الذي بقيت ترفرف في اجواء القاعة طالب اللجنة ان تسمح لتلك الروح من الجلوس في المكان المخصص للطالب وفعلا وافق رئيس الجلسة على كل طلبات المناقش النائب عن الشهيد وبين هذا الطلب وبعض الاحداث كانت الدموع تنهال دون استئذان من مأقيها وهي ترى ذالك المكان خالي من الجسد الشريف ...
استمرت المناقشة ساعات طويلة واحتدم النقاش بين المناقش واللجنة حتى اقتنعت اللجنة المناقشة ان تلك الدراسة تستحق ان تنال درجة النجاح الباهر وبامتياز وبشرف وبعد الانتهاء من المناقشة تصاعدت اصوات البكاء والنحيب وهي تبارك الشهيد الشهادة الثانية وبهذا الشرف العظيم ليخرج الحاضرين وهم ممتلئين بالفخر والاعتزاز والعرفان لذالك البطل الذي اضاف كتابا اخر لمكتبة الجامعة...
خطوة رائعة لم تسبق بخطوة قبلها حسب معلوماتنا ولم نسمع يوما ان مناقشة رسالة تمت ومؤلفها غادر الدنيا قسرا وبلا رحمة ..
التحيات أحلاها لجامعة البصرة وكوادرها على هذا العمل الفريد وهي لم تنسى ابنها البار واحد اساتذتها ..
وسلاما على الشهيد علي فرج المرياني يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا .

حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إغلاق مطار النجف يعيد بلورة تكوين الأقاليم إلى الواجهة
- وحقك إنهم يكذبون ... السعودية تتدخل بشكل سافر في الشأن العرا ...
- علاوي او المالكي رئيسا للوزراء أو الجمهورية ...و ممكن حقيبة ...
- ما الضير..علاوي والمالكي ائتلاف ناجح .. يوقف اللهاث وراء الق ...
- المرأة العراقية تحلق بعيدا عن ألكوته الانتخابية وباستحقاقها
- ارحموا المفوضية المسكينة رجاءأ رجاءا فالأمر اكبر منها بكثير. ...
- حكومة هزيلة وبرلمان قوي ومواطن يرحمه الله . وبسطال أمريكي مد ...
- انعكاسات القراءة الخاطئة للمشهد السياسي العراقي ... القائمة ...
- لو استعانت المفوضية بطلبة إحدى مدارس بغداد او كلية من كلياته ...
- لغة الأرقام غير لغة التكهنات والمالكي سيعبر علاوي بأكثر من س ...
- السيد أياد علاوي... الرابح الأكبر ..الخاسر الأكبر
- جلال الطالباني عراقي والجميع لهم الحق بالرئاسة
- النيشروانيون قادمون ..الى أصحاب الكتل البرلمانية الكبيرة حصر ...
- مولانا خفف الوطء ...خض,,خض ..باجر أنشوف الزبدة
- الله ما جمل ما يجري في العراق اليوم ...الله ما أحلى ما يجري ...
- مسيحيو العراق.. نخلة شمّاء وعطاء بصمت
- قائمة اتحاد الشعب (363)..شاهدت الدعاية ولم يتعرف الناس على ا ...
- المرجعية توقف الدراسة الحوزوية في النجف الاشرف
- مشاهد ووقفات امام صور مرشحي الانتخابات وبطلها برنامج الفوتو ...
- الم يغتال حنظله ناجي العلي ؟...نقابة الصحفيين تغتال أهل الكا ...


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حمزه الجناحي - وقفت طويلا وانا اصفق لجامعة البصرة... وشهيدها علي فرج المرياني