أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نجلاء صبرى - الطفل الخيالي















المزيد.....

الطفل الخيالي


نجلاء صبرى

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 00:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من هو الطفل الخيالى و ما هى مواصفاته ؟

الطفل الخيالي هو طفل يملك قدرة عالية على السرد لتنوع مفرداته اللغوية التى تساعده على اختلاق القصص المرتبة المتتالية المراحل بدقة عالية ،لدرجة يكاد بها ان يقنع من حوله أنها أحداث واقعيه 100 % ،فنجده على سبيل المثال يعامل لعبه بصورة مختلفه عن بقية أقرانه فيتحدث إليها وينسج قصة حولها أو أن يتعامل مع الآخرين بسرد قصة من الألف الى الياء تملك حس الاثارة العالي ويكون منفعل جدا في أثناء سردها بحيث يستحوذ على اهتمام من أمامه ويلفت انتباهه لكل كلمة يقولها .أو أن يمسك الهاتف ليحدث آخر غير موجود على الجهة الآخرى ونجده يتقمص الحالة فيحكي حكاية طويلة مرتبة ومثيرة الأحداث .أو أن يعيش وسط أشخاص وهميين فيتفاعل معهم ويتقمص دور القائد ويوجههم كيفما يشاء .وغالبا ما يملك هذا الطفل شحنة عالية من التوتر والقلق والاحساس بالنقص والاهمال من الوسط المحيط تجعله يلجأ للخيال لتفريغها والتخلص من عبئها النفسي .ويجب الانتباه وخاصة إذا تمادى في أمر اختلاق الأشخاص الوهميين لأن لذلك دلالة على أن حياته كما يعيشها لا تقدم له الاشباع اللازم فيلجأ للخيال كملاذ يشبع من خلاله رغباته ويمارس فيه سلطاته الخاصه.

ما الفرق بين الطفل الخيالى و الطفل الكاذب؟

مرحلة الخمس سنوات الأولى من حياة الطفل تكون زاخره بالخيال وهذا شىء طبيعي جدا لتلك المرحلة العمرية فالخيال هو روح الطفل التي يتنفس من خلالها ويعبر بها عن نفسه ، وعلى الوالدين التعامل مع خيال الطفل بنوع من الفطنه فلا يهملوه تماما ليتحول من مجرد خيال إٍبداعي لعالم افتراضي يستغرق فيه الطفل فيستعيض به عن واقعه وينفصل تماما عن حياته بما يؤدي لآثار سلبية على مستقبله وبناءه النفسي .وللخيال مراحل عمريه فمرحلة الواقعية والخيال المحدود بالبيئة تتراوح بين 3 ـ 5 سنوات من عمر الأطفال أنفسهم. أما مرحلة الخيال المنطلق فهي من 6 ـ 8 سنوات، ثم تأتي مرحلة الطفولة بين 8 ـ 13 سنة، وأخيراً مرحلة المثالية بين 13 ـ 15 سنة

ويستطيع الوالدان التفريق بين الخيال والكذب ببعض التفاصيل الصغيرة

كأن يستمعوا جيدا للقصة فإن كان فيها - سرد - الغرض منه دفع الطفل الأذى والعقاب عن نفسه،نتيجه لخطأ ما إرتكبه فيحاول أن يرمي بهذا الخطأ على الآخرين سواء أخوته الأصغر منه أو أشخاص افتراضيين، هنا على الوالدين لفت انتباهه أن لا وقت لهذا الكذب وبنوع من الهدوء يحاولون افهامه ان هذا خطأ ولا يجب اللجوء هذه الأفعال. ليتعلم الطفل حينئذ أن الوالدان يملكان القدرة على التمييز بين خياله وكذبه فلا يلجأ لمثل تلك الأساليب مرة أخرى.ٍ

بينما الطفل الخيالى هو الطفل الذي يجسد على الواقع أشياء لا يمكن لعقل تصديقها كأن يخبر والدته أن العصفورة نامت بجواره فى سريره وأخذت تحكى له عن مغامرتها فى السماء، أو أن يحكي حكاية من مدرسته او من واقعه ولكن بصورة تلفت نظر الأم الى انها خيال تام ولا تقرب للحقيقة الا ببعض التفاصيل المتناثرة البسيطة وهنا على الأم الانتباه إلى ما يريد الطفل أن يقوله من خلال سرده الخيالي وخاصة لو تلاقى الخيال مع بعض التفاصيل الواقعية فطبيعة الحال أن الخيال سواء فى سن الطفولة أو الكهولة إنما هو محاولة لإشباع حاجات نفسية لدى الأفراد.وعلى الوالدين أيضا فى تلك الحالة أن يشكرا طفلها على هذا القصة الممتعة قاصدين تنبيه عقله إلى أن ما يقوله خيال وهما قد استمتعا بهذا الخيال الخصب فيتعلم الطفل التفريق بين الواقع والخيال ويدرك تقبل الآخرين له .

كيف يتعامل الوالدين معهُ بشكل سليم بحيث يساعدونهُ على تنمية قدرتهُ الإبداعية؟


على الوالدين ادراك ان الطفل الصغير يملك عقلا غير قادر على الفصل بين الصور الحياتية والمتخيلة فلا يستطيع أن يفرق بين ما هو خيالي وما هو حقيقي وخاصة فى الخمس سنوات الأولى من عمره الا بصورة بسيطة لذا نجده عندما يسرد وكأنما الأمر حقيقي بصورة تامة،وعندما نحكى له قصة أسطورية أو من الفلكلور الشعبي الطفلي المثير فهو يندمج بكل حواسه فيها مبديا بعض التأثر بالتفاصيل منفعلا بالأحداث وكأنها حقيقية بالفعل، فالطفل يملك طاقة خيالية لا يمكن كبحها، تنتظر فقط ظهور الصورة التي تثتحثها لتعتمل بداخله وعند ملاحظة الوالدين لهذا التداخل في الأفكار لدى الطفل يجب عليهما ألا يعالجا الأمر على أنه أكذوبه فالطفل غالبا تلتبس عليه التفاصيل فيحذف بعضها ويسترسل بالبعض الآخر وهذا النوع يسمى بالكذب الالتباسى الذي يزول بدون علاج مع التطور العقلي للطفل، وإنما يخبرانه بنوع من الود على أن لديه موهبة رائعة في القص مثلا ويساعدونه على كتابة ما يتخيله ثم يخبرونه أنهم سيحتفظون بتلك القصص الجميلة لتكون ذكريات رائعه له عندما يكبر، أو يوفرون له أدوات الرسم ليرسم ما يتخيل وإن لاحظوا القدرة المتواترة على السرد لديه ومحاكاة ما يتخيله يمكنهم إلحاقه بالفرق المسرحية الصغيرة لتنمى لديه تلك الموهبة .

هل يوجد لديك أمثلة من العيادة النفسية ؟


بالعيادة النفسية جاءت الأم تشكو من كذب طفلتها الدائم فهي عند عودتها من الحضانة تسترسل في الحكايات عن زميلاتها وكيف يقمن بأفعال قبيحة وأن منهن من تتبعها إلى المنزل وتختبيء تحت سريرها لتقوم بافزاعها ليلا اثناء نومها فتجرى على الوالدة لتختبيء بحضنها الى الصباح ، بالطبع الخيال هنا له غرض على المستوى النفسي فبالبحث فى حالة الطفلة وجدنا أن الأم دائمة الانشغال عنها وأنها تقضى وقت كبير بمفردها أو بالحضانه ومن ثم فهي تفتعل هذه القصص الخيالية لتوضح لوالدتها حجم معاناتها ولتجتذب إنتباه الأم لها ومن ثم تجد مبرر لتركها لغرفتها والاختباء فى حضن الأم في محاولة مستميته للحصول على الحنان الغير متاح من والدتها .

كذلك الطفل محمد الذي غالبا ما يحكي لوالدته عن الرجل الشرير القادم للانتقام منه ومنها وكيف أنه يكره هذا الرجل ويقاومه وعندما تسأله والدته عن ملامح هذا الرجل وصفاته فانه يسرد ملامح متطابقه مع صفات وملامح والده الغائب عنهم للعمل فى شرم الشيخ ،فالطفل هنا سرح بخياله في قصة انما تعبر تعبير مباشر عن توجسه وقلقه وكرهه وعدوانيته المكبوته تجاه الوالد الغائب .

كذلك الطفلة هالة تلك التى تجسد من أصابع اليد اليمنى عائلة كاملة وتصنع لهم بيتا يحميهم من كف اليد اليسرى ، وتظل تحكى لامها عن مغامرات الأصابع الخمس شتاءا وصيفا مع ملاحقة الأم بالاستفسارات عن طبيعة العلاقة بين الأصابع مما يصيب الأم بالضيق ويجعلها تنهرها بصورة شديده فلا يكون من الطفلة سوى الرد على الأم بجملة ، لقد فعلتي مثلما فعل الاصبع الأوسط فى ابنه الاصبع الاصغر ، هنا دلالة السرد عن افتقاد الفتاة لجو الألفة والعائلة.

كذلك أغلب الأمهات يشكون من اختلاق أطفالهم لأشخاص والتحدث معهم بصوت عالى ثم السرحان والتوهان عن الواقع الذي يعيشون فيه لبرهة من الوقت والعودة اليه مجددا مما يستدعى في غالب الأمر قلق الأمهات ، وهنا علينا أن نطمئنهن بأن عليهن الانصات لخيالات واحاديث الأطفال ومن ثم محاولة الحوار معهم ليتعرفوا على الاشخاص الخياليين هل فعلا هم من نسج الخيال أم يعتبرهم الأطفال واقع معاش وعلى الأم في تلك الحالة أن تلجأ للحوار الهاديء مع الأطفال مع منح نفسها فترة لتتدبر أمرها جيدا وتدرس حالة الطفل هل يلجأ للخيال لتعويض نقص يشعره فى محيطة أم لمجرد الفراغ العاطفي أم لمحاولة إثبات الذات أو أن الأمر يخرج عن هذا الإطار النفسي وينبأ بمولد موهبة وهل الطفل فى حالة وعي أن ما يحدث هو من نسج الخيال أم يقول أنهم أشخاص موجودين بالفعل وفى حالة عدم الوعي من الطفل يجب على الأم اللجوء للمختصين لمعالجة الأمر في بدايته .



#نجلاء_صبرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرف القلب وحواديت الملحمة
- وبينها شىء ينتفض
- معزوفات عبثية
- واجب الدم
- Analytical psychology * علم النفس التحليلي * كارل جوستاف يون ...
- قصة لن تكتمل النهاية
- المايم * ورقصة الخلاص
- التألّه وغبش ملائكة الوطن
- أريد أن أراك ِ ...!!!
- قدر التعجب وسفح الرفات
- كيان يفقد خطاة
- للمتزوج الواقع فى براثن الإحساس البكر 1
- هذيانات حمى
- درفيل الوطن
- كائن ليلى أنا 00
- لغتى المفقوده فى جعبات الصمت
- ؛؛؛؛؛؛؛ قالوا ؛؛؛؛؛؛؛
- إلى صديقتى
- ،،،،،،،،،، أنين هزلى ،،،،،،،،،،
- يوم عادى


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نجلاء صبرى - الطفل الخيالي