أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء اللامي - المبسط في النحو والإملاء : الفرق بين الضاد والظاء















المزيد.....

المبسط في النحو والإملاء : الفرق بين الضاد والظاء


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 871 - 2004 / 6 / 21 - 08:23
المحور: الادب والفن
    


وددت أن أودع القارئ الكريم الذي تابع هذه السلسلة من الدروس طوال الفترة الماضية بهذا الدرس الذي خصصته للتفريق بين الضاد والظاء لما لهذا الموضوع من أهمية فائقة . والحقيقة فقد انتقلت بالقارئ إلى الدرس الستين منهيا بذلك هذه السلسلة لسبب بسيط هو إنني بدأت في إعادة كتابة هذه الدروس بشكل أكثر تفصيلا وقد ألحق كل درس بتمارين تطبيقية استعدادا لطبعها في كتاب خاص قد يحمل الاسم ذاته أي ( المبسط في النحو والإملاء ). وسيحتوي الكتاب بين دفتيه على دروس أكثر قد تبلغ السبعين درسا وسوف نعلن عنه وعن مسرد مفصل بالدروس بمجرد صدور الكتاب فشكرا لكل قارئ وقارئة أبديا اهتماما أو متابعة فشجعانا على الاستمرار حتى بلغنا بهذه التجربة المتواضعة هذه التخوم .

التفريق بين الضاد والظاء : إن مشكلة صعوبة التفريق بين الضاد والظاء قديمة وليست حديثة . ولعل أول من أشار إليها الحريري صاحب المقامات الذي ألَّف منظومة شعرية للتفريق بين هذين الحرفين وهناك عدة كتب وتصانيف قديمة حول الموضوع منها على سبيل المثال :
-الفرق بين الحروف الخمسة الظاء و الضاد و الذال و السين و
الصاد / تأليف عبد الله البطليوسي .
-الاعتماد في نظائر الظاء و الضاد / تأليف محمد بن مالك .
- كتاب في معرفة الضاد و الظاء / جمع أبو الحسن القيسي .
- زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد و الظاء / تأليف ابن الأنباري .


والضاد: حرف شجري (مبدأ نطقه من الشجر وهو مفرج الفم)، كالجيم والشين،وهو مجهور أي لا يجري معه النفس عند نطقه
ويعتقد د. إبراهيم أنيس في "الأصوات اللغوية" أن الضاد العربية القديمة كانت مرحلة وسطى بين الضاد الحديثة والظاء القديمة . أما المعجمي العراقي الراحل هادي العلوي فيقول ( ينطق الظاء في العراق والجزيرة العربية صافيا كما هو ويحول في لهجات أخرى إلى صوت شبيه بالزاي المفخمة أو الصاد المجهورة في مثل قصدير ويصدر ... أما الضاد فينطق في العراق والخليج صوتا شبيها بالظاء وهو المسمى بالضاد الضعيفة وهذا الصوت هو كل ما تبقى من الضاد التي زالت من بقية اللهجات وصارت صوتا قريبا من الدال وليس لدى الأصواتيين " علماء الفونولوجيا " اليوم فكرة قاطعة عن الصوت الأصلي للضاد سوى لفظه العراقي الممتزج بالظاء ..المعجم العربي الجديد / المقدمة ص 170 ) ويعتقد العلوي أن السوري والمصري قلما يخلطان في كتابتهما بين الحرفين لأنهما يلفظان الظاء ظاء في القراءة وصادا مجهورة في الكلام وهكذا يمكن لهما التمييز بين الحرفين . ولا يمكن الجزم بدقة وسهولة هذه الطريقة التي يلجأ إليها البعض للتمييز بين الحرفين والتي تقضي بأن ما يلفظه المصري أو الشامي بالزاي هو الظاء وما يلفظانه قريبا من الدال هو الضاد فقد وجدت أحيانا بعض الأدلة على أن المصريين أنفسهم يلفظون الحرفين زايا أو دالا ومن الأدلة على ذلك ما وجدته في كتاب ( الفاجومي / مذكرات الشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم ) المكتوب باللهجة العامية المصرية حيث وجدته يكتب كلمة ضابط بالظاء وليس بالضاد كما في ص153 وص211 وص 220 وص 257 .
كما يمكن الاعتماد على ذاكرة الحاسوب ونظام التدقيق اللغوي التلقائي فيه ، أما مَن ليس يملك حاسوبا فليعتمد - خصوصا إذا كان يكتب ما يملى عليه - على ذاكرته في التفريق بين الضاد القريبة من الدال والظاء القريبة من الذال المفخمة والتي تنطق زايا أحيانا .
والواقع أن الحاسوب قد سهَّل من مهمة الكاتب المعاصر في التفريق بين الظاء والضاد حيث يستطيع الكاتب بمجرد تحميل وتنصيب برنامج التدقيق اللغوي التلقائي في البرنامج العربي " وندوز " أن ينتبه إلى الخطأ حيث يتولى الحاسوب وضع خط أحمر رقيق متموج تحت الكلمة الخطأ . فلو كتبت كلمات من قبيل : عضم /غليض / ضهر / لظهر تحتها خط أحمر يزول بمجرد تصحيحها إلى : عظم / غليظ / ظهر / .ولو كتبت كلمة ظابط /ظبع / بيظة / رياظة لظهر الخط الأحمر أيضا وكان لزاما علينا تصحيح الكلمة إلى : ضابط / ضبع / بيضة / رياضة .
ولكن هناك كلمات قليلة متماثلة في العربية وتكتب حينا بالضاد فتعطي معنى معينا نحو ضل بمعنى ضاع ، وتكتب حينا آخر بالظاء فتكون صحيحة لغة ولكنها تعطي معنى مختلفا نحو : ظل بمعنى بقي و الكلمات التي من هذا الغرار لا يساعدنا نظام التدقيق الإملائي التلقائي في الحاسوب على تمييزها لأن الخط الأحمر لا يظهر عند كتابتها بالضاد أو بالظاء فكلاهما صحيح غير أن هذه الكلمات قليلة العدد ويمكن حفظها على ظهر قلب وهذه بعض الأمثلة عليها :
ظل بمعنى بقي والظل بمعنى الفيء / ضل بمعنى ضاع
/ حظ بمعنى نصيب / حضَّ بمعنى حثَّ وحرَّض
/ غيظ بمعنى غضب / غيض بمعنى غار واختفى الماء في الأرض
/ ظن بمعنى اعتقد / ضن بمعنى بَخِلَ
/ النظر بمعنى الرؤية / النضر بمعنى الحسن الهيئة
حضر عكس غاب /حظر بمعنى منع .
فظ بمعنى أخرق وغليظ الطبع / وفضَّ بمعنى فكك وفتح .
الفظة بمعنى المرأة الخرقاء وغليظة الطبع / والفضة بمعنى المعدن المعروف .
ظفر بمعنى ظفر الإصبع وظفر بمعنى انتصر وضفر بمعنى ضفر الشعر على هيئة ضفيرة وضفر الحبل .
كما يمكننا الاستعانة بالمعاجم والقواميس العربية العربية أو العربية الأجنبية أي المفهرسة على أساس التسلسل الهجائي العربي لنتأكد أحيانا من كيفية كتابة الكلمات التي تبدأ بحروف الضاد أو الضاد غير أن هذه الطريقة لا تنفعنا كثيرا مع الكلمات التي تقع الضاد أو الظاء في وسطها أو نهايتها .

ولفائدة الدارس هذين منظومتين شعريتين حول موضوع الضاد والظاء :
- جمع الشيخ أبو عمرو الداني جميع الكلمات القرآنية التي ورد فها حرف الظاء في الأبيات التالية من نظمه :
ظفرت شواظ بحظها من ظلمنا *** فكظمت غيظ عظيم ما ظنت بنا
وظعنت أنظر في الظهيرة ظلةً *** وظللت أنتظر الظلال لحفظنا
وظمئت في الظما ففي عظمي لظى *** ظهر الظهار لأجل غلظة وعظنا
أ نظـرت لفـظي كـي تيـقظ فــــظه *** وحظـرت ظـهر ظهـيرها مـن ظـفرنا
وهذه معاني بعض الكلمات السابقة ( الشواظ = اللهب / كظم = حبس النَفَس والغيظ /و الظعن = السفر /الظمأ = العطش / لظى = نار )
وهذه منظومة شعرية نظمها الحريري في المقامة الحلبية وتضمنت الكلمات التي تحتوي على الظاء فإذا حفظناها أو احتفظنا بها أمكننا اعتبار كل ما تبقى خارجها بالضاد وليس بالظاء مع العلم بأن العديد من كلمات هذه المنظومة هو من الغريب الغابر والمنقرض أو النادر الاستعمال من قبيل الشيظم وهو الجمل الطويل الجسيم والظليم وهو ذكر النعام وغير ذلك مما يمكن إهماله من قبيل : الشَّناظِي والدَّلْظُ والظّأبُ والعُنظُوانُ والحنعاظ...الخ . قال الحريري في منظومته :
أيها السائلي عنِ الضّـادِ والـظّـا ** ء لكَـيْلا تُـضِـلّـهُ الألْـفـاظُ
إنّ حِفظَ الظّاءات يُغنيكَ فاسـمـع** ها استِماعَ امرِئٍ لهُ اسـتـيقـاظُ
هيَ ظَمْياءُ والـمـظـالِـمُ والإظْ** لامُ والظَّلْمُ والظُّبَى والـلَّـحـاظُ
والعَظا والظّليمُ والظبيُ والـشّـيْ** ظَمُ والظّلُّ واللّظـى والـشّـواظُ
والتّظَنّي واللّفْظُ والنّظـمُ والـتـق ** ريظُ والقَيظُ والظّما والـلَّـمـاظُ
والحِظا والنّظيرُ والظّئرُ والـجـا ** حِظُ والـنّـاظِـرونَ والأيْقــاظُ
والتّشظّي والظِّلفُ والعظمُ والظّـن ** بوبُ والظَّهْرُ والشّظا والشِّظـاظُ
والأظافيرُ والمظَـفَّـرُ والـمـحْ** ظورُ والحافِظـونَ والإحْـفـاظُ
والحَظيراتُ والمَظِـنّةُ والـظِّـنّ ** ةُ والكاظِمـونَ والـمُـغْـتـاظُ
والوَظيفاتُ والمُواظِـبُ والـكِـظّ ** ةُ والإنـتِـظـارُ والإلْـظــاظُ
ووَظـيفٌ وظـالِـعٌ وعـظــيمٌ ** وظَـهـيرٌ والـفَـظُّ والإغْـلاظُ
ونَظيفٌ والظَّرْفُ والظّلَفُ الـظّـا ** هِرُ ثمّ الـفَـظـيعُ والـوُعّـاظُ
وعُكاظٌ والظَّعْنُ والمَظُّ والـحـنْ** ظَلُ والـقـارِظـانِ والأوْشـاظُ
وظِرابُ الظِّرّانِ والشّظَفُ الـبـا** هِظُ والجعْـظَـريُّ والـجَـوّاظُ
والظَّرابينُ والحَناظِـبُ والـعُـنْ** ظُبُ ثـمّ الـظّـيّانُ والأرْعـاظُ
والشَّناظِي والدَّلْظُ والظّأبُ والظَّبْ** ظابُ والعُنظُوانُ والـجِـنْـعـاظُ
والشّناظيرُ والتّعـاظُـلُ والـعِـظْ ** لِمُ والبَظْـرُ بـعْـدُ والإنْـعـاظُ
هيَ هذي سِوى النّوادِرِ فاحـفَـظْ ** ها لتَقْـفـو آثـارَكَ الـحُـفّـاظُ
واقضِ في ما صرّفتَ منها كما تق ** ضيهِ في أصْلِهِ كقَيْظٍ وقـاظـوا ))



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة الطائفية في الفلوجة طعنة نجلاء في ظهر المقاومة !
- لجنة الحقيقة والمصالحة : ضمان حقوق الضحايا دستوريا واستثناء ...
- تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : نظام البعث استورد التعذيب الش ...
- تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : و معادلة العفو المشروط مقابل ...
- تجربة جنوب أفريقيا أكدت: تحقيق العدالة يؤدي إلى المصالحة ولي ...
- فضيحة الوزير الجلاد: التصفية العادلة لملفات القمع الشمولي وت ...
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الثامن والأربعون / التمييز / ...
- توضيح ومناشدة : لتكف الأقلام العراقية الوطنية عن الاحتراب ال ...
- المبسط في النحو العربي والإملاء الدرس السابع و الأربعون : ال ...
- الزرقاوي أخطأ العنوان في كل مرة وليس هذه المرة فقط !:
- محاولة عقيمة أخرى لتكريس الجلبي زعيما طائفيا بعد تصفية الصدر ...
- قصة السيد العلوي والطبيب القواد .
- حين ينعت اليساري الكادحين في تيار الصدر بالرعاع !
- من رفض وثيقة السلام في النجف وكربلاء: السيد الصدر أم مهندس ا ...
- النفاق الطائفي بين قبة ضريح علي بن أبي طالب ومقر الجلبي !
- الفضائيات العربية تمارس تعتيما طائفيا على المقاومة في الجنوب ...
- الدرس السادس والأربعون : المستثنى وأسلوب الاستثناء
- المؤتمر التأسيسي ماله وما عليه
- بمقتل مقتدى سيسقط التشيع الفارسي وسيصعد التشيع العربي العراق ...
- المبسط في النحو والإملاء : الدرس الخامس والأربعون : أدوات نص ...


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء اللامي - المبسط في النحو والإملاء : الفرق بين الضاد والظاء