أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الخليط الفارسي














المزيد.....

الخليط الفارسي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 13:25
المحور: كتابات ساخرة
    


يعترض كثيرون على إطلاق لفظة "الفارسي" على الخليج الذي يفصل ما يسمى بجزيرة العرب عن إيران. وفي الحقيقة، وتكراراً لما قلناه سابقاً فإنه لم يعثر في أي من الوثائق التاريخية القديمة، أو أي من الخرائط، ولا حتى في كتب التراجم والتأريخ ولا في الأصفهاني أو الطبرى، ولا في أي مكان آخر على لفظة الخليج العربي بالإشارة إلى هذا المكان. وفي الحقيقة فإن ربط الخليج بالعرب بأية طريقة، سيضفي عليه نوعاً من السلبية والسواد، فكل ما يرتبط ويشير للعرب اليوم يوحي بالسلبية بشكل ما، ولا أدري إذا كان أنصار تسميته بالعربي يريدون ذلك، ومن هنا توجد شكوك حقيقية بطبيعة نواياهم.

غير أن المشكلة لم تعد ها هنا، فيما إذا كان الخليج فارسياً، أو عربياً، حيث أنه حتى التكوين الديمغرافي لتلك المشيخات المترامية في على ذلك الشريط ليس عربياً، ولا يشكل العنصر العربي في الخليج ما نسبته الـ20% من عدد السكان في أحسن الأحوال. كون غالبية السكان والقوى المنتجة والعاملة هم من الفيليبين والباكستان والهند وسريلانكا والنيبال والصين والباتان وبنغلادش وإيران "الفارسية والصفوية والمجوسية"، وعبدة النار والعياذ بالله، .....إلخ.

واقتراحاً للخروج من هذا المأزق التوصيفي الخطير تشاطر بعض "الخبثاء"، بأن يتم إطلاق تسمية الخليج الإسلامي على هذه البؤرة، كون إيران ومشيخات الخليج، تدين بالإسلام، ورغم الاختلاف المذهبي الظاهر والحاد بينهما. لكن تبرز مشكلة، أيضاً، ها هنا، بأن معظم المقيمين على الضفة الأخرى، في هذه المنطقة هم من أصحاب الديانات الأخرى غير الإسلامية والعياذ بالله، وهم من البوذيين، والسيخ، والهندوس، واللادينيين، والوثنيين، والنصارى، واليهود (معظم الخبراء والفنيين والاستشاريين الكبار في تلك المشيخات هم من البريطانيين والأمريكان، وما أدراكم ما البريطانيين والأمريكان، ويحظون بأعلى الامتيازات والدلال والدلع الزائد من العربان)، ولذا فإن إطلاق لفظة الإسلامي ستكون غير دقيقة، أيضاً، فالغالبية العظمى التي تشكل قوام البشر الكلي في المشيخات ليست مسلمة، إنما هي من "أعداء" الله من المشركين والكفار.

أما القول بأنه خليج هندي كما اقترح خبيث آخر، أدلى بدلوه، ودخل على خط حل هذه المشكلة العويصة التي تؤرق عرب الخليج، على ما يبدو كثيراً، فإن ذلك قد يزعج، بقية الجاليات ذات الثقل السكاني النوعي، وقد تحتج وتزعل، وتتوقف عن بناء الأبراج وحضور سباقات الهجن والتجول في "المولات"، على تلك التسمية، كالفيليبينيين والباكستانيين والنيبال، والبنغال، والباتان........إلخ

غير أنه وبعد مداولات عنيفة، ونظراً لانطواء هذه المنظومة على خليط بشري هجين، غير متجانس، ديموغرافياً، وغير مسبوق في التاريخ، ومكون كلياً من عمالة مهاجرة ولا يجمع بينها أي جامع، ولا يربط بينها أي رابط، أو عامل، ديمغرافي وديني ووطني وسواه، كما لا يمكن لأية تسمية أن تكون عادلة وتفيه حقه، وتعبر عن واقعه بشكل صحيح، وكامل، وبما أن، ضفة ذاك الخليج، الأولى فارسية مائة بالمائة، ولا غبار على ذلك، ومتفق عليه، والحضارة الفارسية عريقة وأقدم بكثير مما يسمى بالحضارة العربية التي نهلت و"شفطت" الكثير من الأولى، ناهيك أن هذه التسمية الفارسية معتمدة رسمياً في الأمم المتحدة وكافة الأدبيات والخطابات السياسية والدبلوماسية والأكاديمية والطبوغرافية في العالم، ولا يمكن استبدالها بالعربي إرضاء لعرب النفط، كما ويشكل "الفرس" اليوم القوة الإقليمية الأكبر المهيمنة على هذه البقعة من العالم، أما شطه الآخر فهو هذا الخليط الفوضوي العجيب والغريب من أقلية عربية ضائعة المعالم وسط أمواج عاتية من فرس وهنود وفيليبينيين وبنغاليين وباكستانيين ...إلخ، ومع الإقرار من دون شك بأنه خليج من الجميع، فستكون التسمية الأنسب له هي الخليط الفارسي، بما أن أحداً من هذا الخليط البشري لن يزعل عندها، وإحقاقاً للحق، وخلطاً للقضية، وإعطاء كل ذي خلط خلطه، وحلاً لهذه المشكلة الاصطلاحية التي لم يبق غيرها، كي يختلف، ويحنق من أجلها الإعراب. ونأمل بهذا الاقتراح أن نكسب ود إيران، ولن نحسر فرح العربان، وسننصف ولاشك كل الجالية المقيمة هناك.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانوفوبيا
- خليك ع النت
- كيف سيرد الخليجيون على طهران؟
- مكافأة البرادعي
- نحو اتحاد شرق أوسطي
- هل حققت سوريا التوازن الاستراتيجي؟
- لماذا منعت جريدة الأخبار من دخول سوريا
- عنصرية في الخليج الفارسي
- ما أضيق العيش لولا الحوار المتمدن؟
- هل يمكن غزو أوربا دينيا ؟
- الدين الكبير
- احذروا الاقتصادي الإسلامي
- يا ليتني كنت شاليطا
- الإسلاميون و البكاء على الحريات الدينية
- دبي وجدّة: تهاوي الأساطير النفطية
- أظلمة أوربا : ردود على الردود
- مآذن سويسرا: أظلمة لا أسلمة أوروبا
- الفقاعات النفطية: و هشاشة المنظومة الخليجية
- السيد وزير العدل السوري/المحترم:
- فصل الدين عن البداوة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الخليط الفارسي