أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - حين غادرت هذ العالم ....














المزيد.....

حين غادرت هذ العالم ....


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 09:09
المحور: الادب والفن
    



وفي طريق عروجها .... رأت روحي كل النجوم التي احبها ..... رأيت نجوم الارض ونجوم السماء ... كانت اختي وهي تدرس في المدرسة الابتدائية تبدو لي من بعيد كوكب الزهرة الذي كنا نراه من ارضنا .... لانها مخلصة جدا في طريقة تدريسها ...
رأيت ايضا ... كل المجرات ... رأيت كل الاقمار الصناعية التي كانت تدور حول بيوتنا ... وقلت لا حاجة لي بكل ذلك ... لربما هنالك شئ اخر افضل ينتظرني ...
كان اخي قد ذهب كي يشفر الستالايت ...ويرى بطولة كأس العالم ... لكنه لم يعد .... قيل لي سيكون لي قصر بجنب قصره ... لكن قصره اكبر بطبيعة الحال ... لأنه مات شهيدا ... وانا مت موتا عاديا ... عاديا جدا ...
وكنت انتظر ان يدخلني الحرس الى بيته .... كان متشوقا جدا لاستقبالي ... ورأيت كل عائلتنا قد اجتمعوا ..... عدا امي تركتها تبكي لفراقي .... واتفقت مع اخي ان نرسل لها هدايا مختلفة من عالمنا لعلها تكون سعيدة ... وتنسى فراقنا ....
ولانني مت في عز شبابي ... قرروا ان يملأوا قصري بكل انواع المصوغات الذهبية ... افضل بكثير من مصوغاتي التي بعتها ... وجدت كل شئ سعيت لاجله هنا ... وجدت كل شهاداتي معلقة في غرفة المكتب ... وحتى اثاث ذلك المكتب هو من خشب عجيب غريب لم يخطر على عقل بشر ... في الحقيقة طلبت تبديله ... لانني اردت مكتبا ابيض من العاج ... واقلاما من اللؤلؤ .... ولانني بطبيعتي كنت ابدل ما اشتري في عالم الدنيا بسرعة فائقة ... فقد ... لبوا رغباتي المتبدلة .... لو تعلم والدتي .. حتى هنا وفي هذا العالم ... لازلت اشترط ..جمالا في كل ما اريد.. رغم ان كل شئ هنا جميل ...
وكان نوع السعادة الذي امتلكته يختلف .... انني اشعر بأن كل الهموم قد انزاحت عن بالي ... ونزعنا مافي قلوبهم من غل ... كل الاغلال الروحية من حزن وكآبة وكسل وضجر ... قد زالت .. لانها مرتبة بعالم الدنيا الفاني ... وقد فنيت ... وكل من عليها فان ... ... لكن الرفاهية هنا خلقت من وجهي الاسمر ... لونا اخر ... اسمر لكن اجمل بكثير ....
وقلت لهم بأنني اريد لابتوب ابل ماكنتوش ... فحصلت على ما اريد ولكن ... في الحقيقة لم يكن هنالك اي جهاز ... شريحة واحدة ... اضغط عليها ... او انظر لها فقط ... فتفتح امامي لوحة المفاتيح .. وكل ما اريد اطبعه على الهواء .. او لا اطبع على الاطلاق .... فقط اتكلم.. واحيانا يكون ما اريد كتابته ... توارد خواطر فقط مع الـ سي بي يو...
ولكنهم لاموا علي ... قالوا انك مللت وانكسر ظهرك في عالم الدنيا .. لم تصرين على الكتابة الان ... عليك فقط ان تنسي التعب ... لم تصرين على التعب ...
انني سعيدة اليوم بكل ما افعل ... واوقاتي اقضيها في اشياء نافعة .... وازور اخي في قصره ... ونضحك سوية على ماجرى علينا في عالم الدنيا ... اليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون ... على الارائك ينظرون .... في الحقيقة بكينا على حالهم وجهلهم كثيرا ونحن في عالم الدنيا ... كنا نبكي لجهلهم ... كيف يكونون كذلك ...
ولم يكن يهمني من امر الدينا شئ في ذلك العالم ... لكنني كالعادة كنت افكر في كل الناس .. واحب الخير للجميع ... وكنت لازلت افكر في الاطفال ..لانهم الشئ الوحيد الجميل البرئ في عالمنا الدنيوي السابق .... وكان جارنا في قصور عدن ... قد جاء اليها هو وعائلته واولاده بعد ان توفوا في انفجار سيارة مفخخة ... ولكنهم اليوم سعداء ... ونلهو ونلعب مع اطفالهم ... في الحقيقة ... رأيت ابن بنت عمي الصغير قد كبر .... ولكنه لازال طفلا بالنسبة لنا ... خمس سنوات ... توفي قبل خمس سنوات ... نلهو ونعب معه ... ونزور جدتي في قصرها .... لاننا هنا نعتبر من سكان الدرجة الاولى .... بحكم كل الظلم الذي تعرضنا له في عالمكم الفاني ذاك .... آه لو تعلمون ...نحن بخير ..نعم بخير ....سعداء ...ونتمنى ان يعيش الجميع بسعادة ايضا. وتلك هي عاقبة المتقين ...




#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أريد زوجة .....!!!
- طرق التفكير ... والنظر الى الحياة ...
- العيد ... وانت ...***
- اميركا ايضا اعلنت جهادها ....
- الارهاب ليس جهادا ....
- ينعقون مع كل ناعق .....
- عشرة اولاد ... لماذا ؟
- الرجل الفظ !!
- هاجر ..... لن تتعلم الطبخ ..
- ماذا قالوا لها ... عن دورها في الحياة ؟ ! وكيف كان الواقع .. ...
- سأمضي وما بالموت عار ....
- كلمات حب لله ...
- كتبنا وما كتبنا .......
- امرأة لم تشتري فستانا ابيض !!
- ولازلت ارثيه ... ويسعد عيني دمعها ...
- الاطفال ... يرحلون من جديد !
- المرأة وادوار الجندر ....
- كيف تنشأ المليشيات ...؟؟ ومن يقودها ؟
- ليلى قيس ...
- اخلاقيات العمل ... مع النساء !


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - حين غادرت هذ العالم ....