أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - رأيٌ بقصيدةٍ قصيرةٍ للجواهري















المزيد.....

رأيٌ بقصيدةٍ قصيرةٍ للجواهري


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 19:03
المحور: الادب والفن
    


هل من الممكن إجراء تغيير في الشكل الطابوقي لهذا البناء المتماسك، هذا العمل الكلاسيكي، الملتزم؟



هل من الممكن أن يُمسَك كما تـُمسَك كرة كبيرة، ويُضغـَط من الجانبين، ليتمدد بمرونةٍ فائقة، فيبدو كناطحة نجوم؟



أعتقد أن من الممكن أيضاً إجراء تغيير بسيط في ضبط أواخر بعض الكلمات، أعني تسكين نهاياتها، فهذا تماماً ما يمكن أن ما يفعله الجواهري نفسه عندما يتلو قصائده.

أود الاشارة إلى نقطة دقيقة لما له علاقة بعلم الصوت تهمّ نهايات بعض العبارات: مسألة تتعلق بالايقاع في العربية، فهذا "التغيير" لن يكون إلا في نهايات تلك العبارات، كما يفعل الشاعر عندما يقوم بتسكين تلك النهايات في كلمات مثل:

"الخير" كما في عبارة "دجلة الخير"

فهذه الكلمة تـُلفظ بطريقتين:

الأولى : الخـَيْر ِ - حيث الصوت /أ َيْ/ عبارة عن دفثونكَـ /ei/ (راجع ملاحظة1 أدناه)

الثانية: الخير (كما تـُلفظ بالدارجة العراقية، لكنها ليست دارجة بل ميزة من مزايا بعض لهجات الفرات الفصحى*ملاحظة إضافية لرقم 1 أدناه.)

وهي ميزة جواهرية ذات نكهة خاصة حيث يسبق تسكين الصوت الصحيح تطويلاً بسيطاً في صوت العلة، يُقاس باجزاء الثانية، بحيث يعادل مجموع طولين لوحدتين صوتيتين الأولى صوت العلة والثاني الصوت الصحيح الذي يليه ولكن محرَّكاً. ويصدق الوصف نفسه على الصوت /:o/ كما في /موت/ وليس /مَوْت/ اللذان لا يحتوي أي منهما على دفثونكَـ ، لأن الصوت /w/ في /مَوْت/ (حيث الفتحة على الميم عند الكتابة والسكون على الواو)يُعتبر صوتاً صحيحاً في منظومة الأصوات العالمية**، ويُلفظ بكلا الشفتين بخلاف صوت العلة /:o/ في /موت/ الشبيه بزميله في /door/. هل هذه المشكلة محلولة علمياً في العربية؟ لستُ متأكدا.



لكني أبقيت سبعة من الأشطر، ستة صدور وعجزاً، دون تقسيم.

هل من الممكن ان تكتب هذه القصيدة بطرق غير هذه؟

ربما!



(الملاحظة الأخيرة أدناه، 4، ستكون في بعض المفردات)



***



لا تـَلـُمْ أمْسَكَ – لشاعر العرب الأكبر الأستاذ محمد مهدي الجواهري





لا تـَلـُمْ أمْسَكَ في ما صَنعا



أمس ِقد فاتْ،



ولن يُستـَرْجَعا



أمس ِقد ماتْ،



ولن يبعثـَهُ



حملـُكَ الهمَّ له ُ



والجَزَعا



هَدَرا ً ضَيَّعْتـَه ُ



مثلَ دم ِالمَلِكِ الأبْرَش ِ،



لمّا ضَيَّعا،



فاطـَّرِحْهُ



واستـَرِحْ من ثِقـْلِهِ



لا تـُضِعْ أمْسَكََ واليومْ (2)



مَعـا ؛



كم أشْفـَقـْتُ أن يُلـْوى بها



وترُ القلبْ



وأنْ ينقطِعا؛



آهِ كم جرَّرْتـُـــــها،



الآهاتْ،



سالتْ قِطـَعا ؛



آهِ يا شرخَ الصِّبا



لو طللٌ



سمِعَ النجوى،



ولو مَيْتٌ وَعَى؛



الرؤى طارتْ هباءا ً



بي صَبَا



والأماني شمْلـُهُنَّ انقـَطـَعا،



والغـُداة ُ الجونْ



عادتْ خِصَلا ً



كنديفِ الثلجْ



يَرشَمْ



بَلـْقـَعا، (3)



فاسْعَ لبْراها وجُبْ أربابَها



واسأل المصطافْ



والمُرتـَبَعا



قلْ لها كيفَ استجدّتْ



ومتى



هذه الدنيا



وهذي المُتـَعا



أعلى الحُسْن ِازدِهاءا ً وقعتْ



أم عليها الحُسْنُ زَهْوا ً



وقـَعَا



قلتُ مما أسْرَفَ الحُسْنُ بها



بئستِ الدنيا لنا



مُنتـَجَعا



يَحْسِدُ المُقعَدُ من جوع ٍ بها



مُتـْخَما ً



أ ُقـْعِدَ مما شَبـِعا



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)

diphthong

يترجمها البعلبكّي:

الإدغام: حرفا علة يشكلان صوتاً واحداً.

رأيي: كلمة "حرفا" غير دقيقة، والأدق: "صوتا علة يندمجان لتشكيل صوتٍ مركـّب واحد"، ليس فقط لأن الحرف هو ما يُكتب والصوت ما يُلفظ، ولكن أيضاً لوجودهما سوية، الذي هو "اندماج" لتكوين وحدة صوتية جديدة، فونيمة ذات جانبين، كما في الصوت /ei/ في may. (سأواصل استعمال كلمة دفثونكَـ لأنها أدق، فكلمة "فونيمة" عامة و"دفثونكَـ" خاصة.)

تحتوي قائمة الأصوات العالمية (والانكليزية) على ثمان دفثونكَات أساسية، لكنها لا تحتوي على صوتي العلة /أ َوْ/، كما في اللفظ الفصيح لكلمة "يَوْمْ"، أعلاه.

ينبغي ملاحظة أن الدفثونكَات في اللهجات العربية العراقية تتنوع بشكل كبير، حيث تتغير الوحدة الوسطية في كلمة /بيت/ ، كمثال، من صوت علة إلى آخر أو من صوت علة إلى دفثونكَـ أو من دفثونكَـ إلى آخر. ولابد أن المختصين في هذا الموضوع لديهم ما يضيفونه، أو قد يصححوا أي خطأ، حيث تتضح الفروق بين الموجات على شاشة الكومبيوتر تبعاً لذبذبات الأوتار الصوتية في الحنجرة، لأن جميع أصوات العلة والدفثونكَات صائتة (voiced) أي تتذبذب لها الحبال الصوتية.

(أما في الأصوات الصحيحة فتتضح الفروق بين الصائتة واللاصائتة voiceless عند مقارنة أزواج معينة من الأصوات "المتشابهة" التي تلفظ بنفس الأجزاء من الفم ولكن بتذبذب الحبال الصوتية أو بدون هذا التذبذب، ويُدرَك هذا عندما يغلق المرء أذنيه أثناء لفظهما على التوالي، شريطة عدم لفظ أي صوت علة مع النوع الأول (الذي على اليسار) خاصة في نهاية لفظها، كما في

t-d

k-g

s-z

f-v

ذ- ث ...إلخ)



* وصوت العلة في هذا النوع من اللفظ مشكلي، إذ يختلف عن الدفثونكَـ i (i+schwa) حيث أن "الشَّيْوة"، كما يسميها البعلبكي، يمكن لها، في رأيي، أن تعادل صوت الفتحة في العربية، لذا يمكن أيضاً إعتبار هذا الدفثونكَـ مزيجاً من الكسرة والفتحة، الكسرة أولاً، أي كما يُلفظ الصوت/ي/ في "زين" و "بيت" في معظم اللهجات العربية العراقية.



** رموز الأصوات العالمية

http://www.antimoon.com/how/pronunc-soundsipa.htm



(2)

مرة أخرى هنا:

لابد أن يلفظ َالجواهري الصوت /و/ في كلمة /اليوم/ كما يُلفظ الصوت /o/ في /door/ عند ذاك يُسَكـّن الصوت /مْ/ ولكنه سيجعل الصوت /o/ أطول قليلاً مما هو في الدفثونكَـ المفترض /أ َوْ/ في الفصحى /اليَوْمَ/ (إذن كما قلتُ اعلاه ليس هذا بدفثونكَـ) ذات الصوت /مَ/ لكي يعوّض الفرق الناتج عن غياب الصوت الذي تمثله الفتحة، كي يظل الايقاع منساباً، ولكن ينبغي أن نلاحظ علاقة هذا من بداية العبارة الى نهايتها وما وراء ذلك، إلى نهاية الرويّ.

إن "الضغط من الجانبين"، الذي يجعل كلمة "معا" تنزلق بهدوء الى السطر التالي، يساعد القارئ في إبقاء الشفتين مطبقتين فترة زمنية أطول نسبياً (بقليل) مما لو بقيت في مكانها، لأننا في كلا الحالتين سوف لا نلفظ الصوت /و/ كدفثونكَـ ، لأنهما ليسا كذلك.



(3)

كل من الصوتين /م/ و /بـ/ يُلفظ بكلا الشفتين bilabial (بايْْـلـَيْبْيِلْ)

ويمكننا هنا أن نـُجري نفس الوصف الوارد في الملاحظة (2) أعلاه



(4) لستُ بصدد شرح أية عبارة، لكني أميل إلى تفسير بعض المفردات كالتالي:



صَبَا: (صَبَا ً) هبوبا ًمن جهة الشرق

الغـُداة الجون: (كلاهما جمع) الأسُود

يرشـَم: (الماضي رشِمَ، بكسر الشين):صار به خطوط، وليس أي معنى آخر.

بلقع: أرض جرداء تماماً.

لبْراها: إلى براغ.

المُرْتـَبَع: المكان الذي يُقامُ به في فصل الربيع.

الإزدهاء: هنا، في رأيي، النزول مجبَراً.

زهواً: هنا، في رأيي، تكبّـُراً وباطلاً، لأن في البيت التالي ما يبرر ذلك: "... بئستِ الدنيا لنا..." ولأنّ "أسرفَ" هنا، في رأيي: جاوز الحد، ولكن إلى درجة الخطأ، حيث "أسرف"، بمعنى أخطأ.

هكذا أرى الجواهري.




#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحاديثُ القرية (1)
- التحجر
- من أجل المحافظة على عراقية العراقيين الساكنين خارج العراق
- هذا الذي أسلمني القلم
- القُرضة
- طوق الليل - قصة
- الخَبَر
- كريم - القرية 49 - 51
- القرية 44-48
- القرية 40- 43
- القرية - 39
- الأسئلة الأخيرة
- من عصر الرصاص 2
- من عصر الرصاص الأول
- كريم 10 - القرية 36-37
- القرية 35
- كريم 10 - القرية 29-34
- كريم 10 القرية 1-28
- كريم 10 - القرية : 1-13
- رفقاً بالرعية!


المزيد.....




- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان
- ترام الإسكندرية و-أوتوبيس- القاهرة..كيف يستكشف فنان الجمال ا ...
- تردد قناة بطوط كيدز Batoot Kids 2024 بجودة HD وتابع أجدد الأ ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 32 على قصة عشق باللغة العربية.. موت روي ...
- اخيرا HD.. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 ( مترجمة للعرب ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر قناة الفجر الج ...
- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...
- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان
- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - رأيٌ بقصيدةٍ قصيرةٍ للجواهري