أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - كريم 10 - القرية : 1-13














المزيد.....

كريم 10 - القرية : 1-13


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 06:41
المحور: الادب والفن
    


كان اليومُ الثالثَ والعشرين من حزيران، وكانوا ثمانية وعشرين رجلاً، وكان العالمُ حزيناً على جراح العراق.
1
"حزينٌ"؟!
وهل سوى الحزن ِ مَرفأ ٌ
عميقٌ
بعصفِ الخيانهْ
يقي حُمولتي
وألغامي
وخَيْباتي الوفية؟
أليسَ في الحزن ِِاحتجاجٌ
واختلاءٌ لـَصيقٌ
وثباتٌ
وإدانهْ ؟
فابتعادي قريبٌ به
وبقسوتِهِ الحنانُ
أمَا في المرافئ الأخرى رياحٌ
ولصوصٌ
والماءُ دماءٌ
وأشياءٌ خفية؟

2
إذن سأفعلُ ما سأفعلُ
فإني سأروحُ وأ ُنسى
حكاية ً صُغرى
ككذبةٍ لم تصلِ الآذانَ
أو كحسرةِ قصةٍ
لم تغادرِ الصدرَ على موقدٍ
فتعيشُ عمرَها
كسرّ ٍ؛
لكنّ ما أقولُ سيبقى
ففيه البذرة ُالأولى

3
بغرفة نومي
أخلع رأسي
أ ُسْـنِدُهُ
لهذا الجانب أو ذاك
على طاوِلةِ الليل
وأ ُقـْنِعُهُ بأنه نعسانْ؛
بأصابعي أ ُسْبِلُ جفنـَيْهِ
حتى رموشـُهُ تـُلامسُ خدَّيه؛
لكنه يرمُقني محتجاً
ويعود إليّ
فيصيرُ لي رأسان!

4
ظن شيوخ ُ قريتنا
أنهم يقرأون النجمَ
ولا يرَوْنَ بدرَنا الكاملْ
فقد كانوا يقرأون أكفـَّهم
ولم ينظروا خارجَ الخيمة
لآثار ِالرضيع الزاحف في الرمل
ولا للخيمةِ الحاملْ

5
طقوسُ الأغنياءْ
حدودٌ تجتازُها
مرة ً فقط
خطى الفقراءْ

6
حين أكونُ غريباً هنا
أمضي هناكْ
وليسَ من حيّ ٍ يجئُ سواكْ
فلا تحملـُني ساقايَ حين أراكْ
فإنْ ليس من جدار ٍولا صخرةٍ
تـُؤْوي جسدي
أقرفصُ عندَ ظل ٍ
لشوكةٍ أو قصبهْ
إذ ْذاكَ تسعى للـّـقاءْ
لنجدتي
قادماً من قمة الهضبهْ
مُرَوِّياً بظلك
ظـَمْآى الرمالْ
فيغيبُ في ذرّاتِها
غيابَ الماءْ

7
فأحييكَ ثانية ً
في مدخلِ الخيمةِ التي كانت هنا
أقبـّلُ خدّيكْ
وكلتا كـَتِفَيْكْ
ونرتقي في ذراعَيْ بعضِنا
صَوْبَ التلالْ

8
الخوفُ الذي مرَّ خارجَ قريتِنا
تجَوَّلَ في أزقـّتِها بلا وَجلٍ
كاحتلالْ
فالحزنُ الذي يُغزَلُ فيها
ليلاً كعادته
ينسُجُه النفط ُعباءاتٍ
لأعيادها المرتقبهْ
للماءِ، للظلالْ

9
إنْ تطرِفْ بعينِكَ
في قرى الأسماك
يودّع ْ جَفنـَكَ الحذرْ
فما كنا بقريتنا نسألُ القمرْ
سوى حريةٍ تجتاحُنا،
ليلاً، ونجتاحُها:
حريةِ النظر

10
فهذا الليلُ للملوك
وفجرُ الأرض غبَّرَهُ الدخيلْ
وحينَ تكونُ غريباً فمن لي إذن؟
ومَنْ غيرُ النوارس ِ يأتي بمحيطٍ؟
وغيرُ الطـَّلـْع ِ بشـَّرَ بالنخيلْ؟
وكما النورُ والخمرُ رفيقانِ
مِن نور عينيك نشوة ٌ
وخـَدَرْ
من جرعةِ الماضي وحاضرهِ
فرحة ٌ تلدُ الأحزانَ، تأتي
بالقـَدّاح ليلاً
وبظلِّ تين ٍأبيضٍ
وسَدَرْ.

11
تحضُرُني عيناك
إنْ ضعْتُ في مراراتِ الثواني
فتـُرْشِد ُني
ونلتقي في أزلِ
هادياً، كعهدِكَ، آتياً
على غيميتين ِمن عسلِ؛

12
إذا استرخينا لهذا الموج
فأين يُوْصِلـُنا الماءْ؟
فماذا نقول نحن التائهين
لهذا العشب
وقد لامستْ أناملـُهُ الشاحبة
ضفـّة َالقارب؟
متوسّلاً
نسيماً ملوَّناً
يحيّينا
ويلتمسُ الرفقة َوالبقاءْ
يُشيّع ذيلَ القاربِ القيريّ مرتجفاً
وفي الخوص ِ أناملٌ
تمرُّ على أوتار قيثار ٍ بغيرِ هدىً
فنتيه ُ ثانية ً في الفضاءْ ؟

13
يتـّحدُ الفراتُ والأ ُجاجُ بقريتي
وتصفعني الشمسُ
وتلكزني الأغصانُ
وتـُغيظـُني أطرافُ السَّعَفْ؛
تمارسُ حبّـَها على جسدي الرياحُ
تعابثني
تدفعُني
تشدّ ثيابي
توقِفـُني لعتابْ
تتنهـّدُ في أ ُذ ُنـَيّ
وتسقيني كلّ َحسْرةٍ
حبيسةٍ بصدر الله؛
كذلك تفعلُ في حدودِها أبداً
كلما يُحضِرُني الغيابْ
وتلوحُ قبلَ بيوتِ الطين ِالمقبرهْ
تـُحاكي صمتيَ الملآنَ خارجَها
وصدريَ المُترَعْ
تـُلـَيْلاتُ التراب.



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفقاً بالرعية!
- كريم 10 - القرية (14-28)
- دخيلٌ على جُزُر الوحوش ِالصغار
- في الذين ماتوا من أجل شئ ٍمن العدل، في العصر السابق للتوزيع ...
- أكاذيب من عصر الشمبانزي السادس عشر
- -أمينُ لا تغضبْ- قصيدة محمد مهدي الجواهري بعد انقلاب شباط 19 ...
- في ثقافة الاحتلال العراقية - محاولة في تشخيص بعض صفاتها الأس ...
- كريم - 9 -
- أوباما
- إبتسامة ٌ آثمة
- ألسْتَ القائل...؟
- دفاعاً عن لامية الأدب العربي للجواهري
- الخُطى -2-
- الخُطى - 1 -
- بعضُ أراءٍ في تموز (بمناسبة مرور نصف قرن على تموز1958 في الع ...
- - محاولة ٌٌبدائيّة ٌٌفي البحث عن كُلِّيِّ الحكمة -
- نسيج
- روما 3
- 8 - روما - 2 (من مرثاة - كريم -)
- 8 - روما 1


المزيد.....




- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - كريم 10 - القرية : 1-13