العالم عندما القصيدة نثرا 5

عبد العظيم فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 21:06
المحور: الادب والفن
    

الأوديسة السومرية


بإمكانكَ أن تتخيّلَ الشمسَ تنفجرُ كبركان ٍعثرَ، أخيرا ،على فوّهته ، فيذوب الثلجُ ، يذوب الثلجُ ، ويسيلُ الماءُ مختلطا بالدم ، وهو ينحدرُ مسرعا من ذروة الجبل ، ثم ينهارُ كلُّ شيء لتتدحرجَ ، على السفح ، أجسادُ القتلى ..

لكن
لا ثلج في اور ، لترى ذلك .
لا جبل أيضا .

بإمكانكَ ، إذن ، أن تقترحَ عاصفة قوية جدا ، عاصفة جراد ، عاصفة بأسنان ومعاول : غاضبة ، تأتي من قلبٍ لاكه الزمانُ بقسوة ، فتقتلع القيرَ ، الترابَ ، والحصى من تلك الزقورة ، التي يدثـّرها اللغزُ والغبارُ : تلهثُ سمراء ، كشامة على خد النهر .

بإمكانكَ أن تتصورَ ماذا يحصل
لو قرر الفراتُ أن يعبـّر عن امتعاضه ،
لو خطرَ له أن يفيضَ ، طافرا سياج الأزمنة ، كما كان يفعلُ عندما ، كل عام ، يجدّدُ شبابه .

بإمكانكَ أن ..

شاهد ، على مهل ،
كيف تسيلُ الدموعُ من مآقي السومريين .
كيف تتطاير الآهات ، من حناجر الامهات .
و كيف تنجرفُ الأرواحُ ، الأذرعُ ، والأجسادُ التي شيّدتْ الهيكل العظمي لهذه الحضارة .


.........................

يتبع ..

#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات