أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمرو اسماعيل - تطور الشخصية العربية ونظرية فرويد .. المرحلة الشرجية















المزيد.....

تطور الشخصية العربية ونظرية فرويد .. المرحلة الشرجية


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 836 - 2004 / 5 / 16 - 14:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لسجموند فرويد نظرية شهيرة في علم النفس عن تطور الشخصية قسم فيها مراحل هذا التطور الي ثلاث مراحل : المرحلة الفمية والمرحلة الشرجية و المرحلة التناسلية.
في المرحلة الاولي الفمية تكون الشخصية مرتبطة بالأم لأنها المصدر الرئيسي للأشباع ثم تتطور الشخصية تدريجيا وتنفصل عن الأم عندا يجد الأنسان طرق اخري للأشباع ويبدأ الأحساس بمتعة الأخراج والتحكم فيه ويطلق فرويد اسم الشرجية علي هذه المرحلة التي تستمر طوال الطفولة و يكون فيها الطفل ذكرا كان او انثي مرتبطا بالأسرة والمشابه جنسيا وتجد الاولاد الذكور يتكاتفون ضد الجنس الآخر و يعتبرونهم أعداء والعكس صحيح والطفل في هذه المرحلة دائما يحتمي في دفء المألوف وخاصة الأسرة ويميل الي الأنانية و الصراخ للحصول علي ما يريد او للهروب من العقاب وأذا أخطأ يميل الي اتهام الآخرين انهم مسئولبن عن هذا الخطأ سواء أخوه أو أخته او زميله في المدرسة كما يستسهل الكذب البريء للهروب من العقاب او الحصول علي ما يريد.
ثم تبدا الشخصية في التطور الطبيعي عند مرحلة البلوغ عندما يبدأ الطفل او الطفلة التعرف علي الأعضاء التناسلية و ما يثيره الجنس الآخر من مشاعر فيصبح عدو الامس صديقا و حبيبا ويبدأ الانسان في البحث عن المجهول والمختلف و تعلم المتعة في ذلك و تعلم الأختيار بين بدائل و تحمل تبعات هذا الأختيار .. اي ببساطة يبدأ الأنسان في النضج و أهم علامات هذا النضج هو اكتشاف ان هناك آخر مختلف يجب التعايش معه ومحاولة الحصول علي الثقة والمنفعة المتبادلة , ومعرفة ان هناك حرية اختيار بين عدة بدائل و نحمل مسئولية هذا الأختيار وهذا التطور في الشخصية هو التطور السوي وتؤثر فيه عوامل كثيرة مثل الأسرة و البيئة المحيطة و الثقافة الغالبة فيها وطبعا هناك استثناءات لكل قاعدة.
وأعتقد انه من الممكن استخدام نفس النظرية في محاولة فهم تطور الشخصية الجمعية للشعوب و الأمم وتأثير الثقافة السائدة وعوامل البيئة علي هذا التطور وسأحاول قراءة تطور الشخصية العربية حسب نظرية فرويد بقراءة السمات الرئيسية لهذه الشخصية لكي نستطيع ان نحدد الي اي مرحلة تنتمي هذه الشحصية حسب تقسيم فرويد ولماذا:
فالمتابع لأهم سمات الشخصية العربية يجد ان اهم ما تتصف به هو التمسك بدفء المألوف من العادات و الأفكار واعتبار ان كل من يخرج في تفكيره او تصرفاته عن هذا المألوف هو ضال او شارد يجب رده الي الصواب كما تعتقده المجتمعات في اي مرحلة زمنيه واذا لم يمكن ذلك فالأفضل تصفيته معنويا أو حتي جسديا اذا كان صوته عالي اكثر مما يجب .. وتتضح هذه السمة اكثر ما تتضح في امثالنا الشعبية ,, اللي تعرفه احسن من اللي ماتعرفوش,, .. ,, انا واخويا علي ابن عني وانا وابن عمي علي الغريب,, بصرف النظر عن اين الحق و اين الخطأ , كما تتضح هذه الصفة في اتهامات التكفير والعمالة التي نطلقها جزافا وبسهولة شديدة علي كل من يفكر بطريقة مختلفة حتي تم اختزال الموضوع في الآونة الأخيرة الي جملة واحدة .
والسمة الثانية الواضحة في هذه الشخصية هو عدم تقبل الآخر المختلف تماما مثلما لا يتقبل الأطفال الذكور الأناث في مرحلة الطفولة وعدم القدرة علي استكشاف المجهول والتمتع بهذه الرحلة الأستكشافية واعتبار ان من يفعل ذلك هو نوع من الخلل العقلي ,, كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار,, وكل مجتمعاتنا تقريبا يتم فيها فصل الذكور عن الأناث ويحدث هذا تقريبا بطريقة تلقائية تماما مثلما يتجمع الأولاد اثناء الطفولة ليلعبوا سويا بعيدا عن البنات اللاتي يفعلن نفس الشيء. يحدث هذا في المدارس و الجامعات حتي لو كانت مشتركة ويحدث في المناسبات الأجتماعية حتي لو لم يكن الموضوع فرضا في المجتمعات الأكثر انفتاحا في العالم العربي.
اما اهم صفات الشخصية العربية فهي قدرتها علي الصراخ دون الفعل لتحصل علي ماتريد .. فنحن نصرخ لنحصل علي حقوقنا دون ان نحاول العمل و الأنتاج لنحصل علي القوة اللازمة التي ستضمن لنا في النهاية هذه الحقوق .. ونلقي اللوم علي الآخرين لنبرر لأنفسنا الفشل او الخطأ مثلما يفعل الطفل تماما .. فالشعوب تلوم حكامها علي ماهم فيه من تخلف وقهر والحكام يلومون الشعوب انهم غير مستعدين لأخطار الديمقراطية او ان سبب تخلفهم الأقتصادي هو تكاثرهم غير الواعي وزيادة نسلهم وكأنما يريدون ان تتوقف الشعوب عن ممارسة الجنس ليصبح حكرا علي الحكام ,, انظر الي اي خطبة لرئيسنا المبجل الذي اختصر كل مشاكلنا في زيادة عدد السكان وكأنما الصين مثلا تعيش علي كوكب آخر,, والجميع شعوبا و حكومات يصرخون لوما للآخرين علي كل بلاوينا من الأمبريالية العالمية الي امريكا التي اسميناها اللقيطة الي الصهيونية العالمية وكأنما نحن ضحايا يتآمر علينا الجميع حتي نظل متخلفين اقتصاديا و حضاريا .. نظل نصرخ ليل نهار اننا خير أمة أخرجت للناس دون أن نقدم اي دليل علي ذلك .. لقد اصبح الاسم المختصر لكل شعوب الأرض الأخري هو الكفار ثم نستغرب لماذا لا يحبوننا .. بالله عليكم كيف تتوقعون من الذي نعتبره كافرا ان يقف بجانبنا ويؤيد حصولنا علي حقوقنا.
اما الأنانية التي تجدها صفة من صفات الطفولة البريئة فحدث و لا حرج .. فنحن نعتبر ان الله قد سخر لنا الشعوب الخري لتعمل وتكتشف وتنتج لنستمتع نحن علي الجاهز .. نركب سيارات لا ننتجها ونستعمل تكنولوجيا الغرب ثم نلعن هذا الغرب الكافر ونأكل مما يزرعه الغير ثم نفجره بسيارة مفخخه ونظهر علي الفضائيات مستمتعين بحماية القانون في المجتمعات الغربية التي يعيش فيها بعضنا هربا من سجن بني وطنه , ثم نجدهم يتهمون هذه المجتمعات بالكفر ويحللون قتلهم ونسفهم رجالهم و اطفالهم و نساءهم.
اما وضع المرأة في مجتمعاتنا فهي اكبر مثال علي توقف تطور شخصيتنا عند مرحلة معينة فنحن نعايرها ليل نهار باننا ضمنا لها خقوق لا تجدها في اي مجتمع آخر بصرف النظر عن رأيها الذي هو بالنسبة لنا شيئا ثانويا المهم أن تكون مستعدة دائما لأرضاء اعضائنا التناسلية التي تعرفنا عليها بغرائزنا وليس بعقولنا كما يؤكد علي ذلك فرويد في نظريته عن تطور الشخصية.
وليسامحني كل العرب الذين أنا منهم فأن شخصيتنا العربية الجمعية قد توقفت في تطورها عند المرحلة الشرجية ولا أمل لنا ألا اذا تطورنا كباقي شعوب الأرض الي المرحلة الأخيرة التناسلية بعقولنا وليس بغرائزنا.
ولننظر الي ما يحدث في العراق .. فالجميع فيه الان من عرب و امريكان و أوروبيين يستمتعون بالتردي الي بدائية الأنسان الأولي من قتل و تعذيب ونسف واستخدام التكنولوجيا الحديثة في ذلك فصور مؤخرات الرجال اصبحت تبث في وسائل العلام والأعدام بفصل الراس عن الجسد امام الكاميرات والتمثيل بالجثث وقصف البيوت بالطائرات ونسف الامنين بالسيارات المفخخة .. الجميع وعلي رأسهم جنود قوات الأحتلال يستمتعون بممارسة العنف والقتل والتعذيب باسم الديمقراطية والمقاومة والدين والحقيقة ان الجميع في منطقتنا المنكوبة من العالم قد توقف او ارتد الي المرحلة الشرجية من التطور .. والجميع يبدو مستمتعا بذلك.. لنا الله



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رب ضارة نافعة
- سؤال افتراضي .. ماذا لو انقلبت الأدوار؟ وكنا في قوة أمريكا
- فضيحة أبو غريب هي لنا قبل الأمريكان
- الحرة.. أسم علي غير مسمي
- مستشاري الرئيس
- مفهوم الدين في القرن الواحد و العشرون
- هل الدين هو فعلا أفيون الشعوب.. أم أن هناك مفهوم أفيوني للدي ...
- الفضائيات .. أسرع طريق للشهرة .. والموت أيضا
- ما هو المعلوم من الدين بالضرورة ؟ أفيدوني أفادكم الله
- فلنرد كالرجال .. أو فلنصمت الي الأبد
- لكي تكون نجما فضائيا.. العمائم هي الحل
- قتل أم قتال في سبيل الله
- هنيئا للعرب الديكتاتورية و هنيئا لأمريكا تورطها في العراق
- أحداث العراق و مدريد ..و ثقافة قطع الشطرنج
- ألي أهل العراق.. قلة منكم تصر أنه لا يصلح لكم ألا الحجاج أو ...
- من لم يقرأ التاريخ؟ العلمانيون أم السلفيون
- نابليون بونابرت و أمريكا.. رب ضارة نافعة
- عمرو يا موسي ساكت ليه.. في الجامعة العربية بتعمل إيه
- شارون و مسلسل انتهاك العرض العربي
- باللهجة العامية.. مرارتنا اتفأعت


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمرو اسماعيل - تطور الشخصية العربية ونظرية فرويد .. المرحلة الشرجية