أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - انتهى مأتم أكل لحم الجيفة!














المزيد.....

انتهى مأتم أكل لحم الجيفة!


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2677 - 2009 / 6 / 14 - 06:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




"المدينة فضاء يجسد الانتظارات الاجتماعية". هذه العبارة دبجتها وزارة الداخلية المغربية فيما اعتبرته تفكيرا مشتركا حول "الجماعات في أفق 2015"، من زاوية "المدينة: من التأهيل إلى التنمية الحضرية"، في سياق لقاءاتها التي سمتها تواصلية دون أن تتواصل مع أحد، منها ما عقدته بطنجة يوم 27 أبريل 2009، في إطار تسخين الطرح لا غير لبلوغ نسبة 50% من المشاركة.
فتبنت ما اعتبرته هدفاً أنه خلال 15 سنة المقبلة ستكون المدن مدعوة لإحداث، أكثر من 250 ألف منصب شغل سنويا عوض 150 ألف منصب المحدثة حاليا. واعترفت بحصيلة سنة 2007 من حيث العاطلين بالوسط الحضري بالمغرب الذي ربحت الدولة من كثرتهم رقم المليون. يضاف إليهم أكثر من ثلاثة ملايين حضري في وضعية اجتماعية حرجة : 27% منهم تحت عتبة الفقر، و73% الباقون "أحسن" حالا، أي في وضعية هشاشة اجتماعية.
ثم لنتخيل جموع العاطلين ينتجون مثل باقي الفئات نفايات في أحياء غير مهيكلة. عبارة عن براريك وبناء عشوائي. مع مجاري الواد الحار مفتوحة على الهواء مباشرة. سرعان ما تجففها وزارة الداخلية على صعيد القاموس اللغوي. لتصبح لدينا تعابير بلا روائح كما يلي: "تحديات تواجه الحكامة في المدن: أكثر من 95% من النفايات الصلبة تبقى بدون معالجة، أي حوالي 8 ملايين طن في السنة. أكثر من 90% من النفايات السائلة تبقى بدون معالجة، أي حوالي 600 مليون متر مكعب، في السنة. أكثر من 30 % من البنايات تنجز سنويا، فوق أراض فلاحية بضواحي المدن في غياب أي تخطيط".
وزارة الداخلية وكأنها تصف عالما غريبا عنها تقول: "أما الجماعات المحلية، فتنحصر تدخلاتها في التدبير المحلي اليومي في غياب تصور واضح ورؤية استشرافية، مع تسجيل توجه متنام لتفويض الخدمات الحضرية للقطاع الخاص". سبحان الله! لو يتذكر والي ولاية فاس اليوم، عندما كان واليا على تطوان سنة 2002، كيف استدرج رؤساء 12 جماعة بتطوان وما حولها على الساحل، كي تفوت قطاعي الماء والكهرباء للشركات الأجنبية التي لم تفعل شيئا غير إحلال الدمياطي الجديد في الحاسوب لاستخراج أجور خيالية لفائدة أطرها وحساباتها البنكية لا غير. واليوم وبعد مرور سبع سنوات عجاف من أصل مدة دفتر التحملات (25 عاما)، تأتي الوزارة الوصية تضحك على من اشترى القرد العولمي. هكذا تراوح الداخلية بين بيع قرود اختياراتها وبين الضحك على ذقون المغاربة.
ثم تأتي أرقام أخرى للمندوبية السامية للتخطيط، لتقول لنا إن المغرب الذي انطلق سنة 1960 للتنمية من نفس نقط التخلف الاقتصادي مع تونس وماليزيا وكوريا الجنوبية. لا مقارنة طبعا بين أوضاعه وحالة التقدم في كوريا وماليزيا، كما حققت تونس نـَفـَسـًا تنمويا أفضل من "بلابلا" المغرب. إذ سقط السيد الاقتصاد المغربي ما بين 1960 و2004 في حفرة ما تحت 0 من حيث معدل التنمية عشر مرات. كما اعتقدت البرجوازية المغربية أن الاعتماد على التصدير وإهمال الحاجيات الأساس للشعب سيعود على السيد الاقتصاد المغربي بالخير. لكن سياسة البذخ والاستيراد المفرط سينزل بمعدل الادخار والاستثمار إلى الصفر التنموي.
أليست الانتخابات في مثل هذه الحصيلة مثل أكل لحم الجيفة! فكروا معي ما إذا كان الذين قاطعوا لا يملكون الكثير من الحق! فكروا معي ما إذا كان الذين شاركوا إما أن يشاركوا بمرارة، أو يتزعموا مواكب الرشوة والابتزاز والاستفزاز (والنفاق الاجتماعي في أحسن الأحوال)! فكروا معي من المسؤول عن هذه الحالات الثلاث: المقاطعة لقطع دابر المهزلة! أو المشاركة بمرارة على طريق الصمود لبناء تقليد التصويت كشكل وجودي لفرض رأي الأغلبية بالسلم والإقناع طال الزمن أم قصر! أو المشاركة المهزلة للأكل من لحم الجيفة مثل العقبان والضباع! أليست الدولة؟



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميلاد -الحركة الوصولية- الليبرالية
- امتحانات الشباب والنخب: العقل أم -النقل-؟
- بركان سياسي ينفجر في النيبال
- الاحتراف الانتخابوي والليبرالية المتوحشة
- الخطأ الجسيم لحزب الهمة في الظرفية الانتخابية
- 38 سنة من حكم القهر
- الملاحظ في تازمامارت
- حول إنهاء عسكرة قطاع الرياضة
- من أجل مدونة سياسية للجهوية في المغرب
- الانتخابات مجرد صناعة للنفوذ الفردي!!
- مسألتان أمام تجربة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان
- الانتخابات المقبلة في المغرب الذخيرة المالية في الحرب الانتخ ...
- من أجل مقعد في الجماعات المحلية ديناصور اشتراكي يلتحق باللي ...
- لِمَ الفراغات البرنامجية في الانتخابات؟
- عطب في صندوق الضمان الاجتماعي
- ما بعد الحرب على غزة
- عندما يأتي الحزن من باريس ومدريد
- فلتهنأ الملكية في التايلاند وأنجلترا
- وصفة عبد الله العروي
- حول الأخطاء المطبعية في البيانات السياسية


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - انتهى مأتم أكل لحم الجيفة!