أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عمر حمّش - مصطفى الحمدني اللؤلؤة المغادرة














المزيد.....

مصطفى الحمدني اللؤلؤة المغادرة


عمر حمّش

الحوار المتمدن-العدد: 2636 - 2009 / 5 / 4 - 07:08
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كان يجاورني في سواد الليلِ!
عندما كان لا شيء سوى الصمت، وهدير عرباتهم العسكرية تأتينا من قريبٍ، تقطع علينا مهمتنا الباسلة!
في تلك الليلة، كان أول من اخترع مقلاع العلم، ذاك الحبل المثلث، لينسدل من بعدها، وفي طرفه أوثق الراحلُ الحجر!
في تلك الليلة كنا قد قررنا تعليقه على أعالى أسلاك كهرباء الضغط العالي، في شارع الترنس الذي كان شارعا رئيسا في مخيم جباليا، والعلم كان غريبا يومها، ممنوعا، ورؤيته كانت تعني لهم - إن ارتفع - نهاية دولتهم المدججة بالسلاح!
وأصرّ مصطفى الحمدني أن يكون العلم قبالة ثكنتهم في أعالي شارع الترنس!
كان يقذفه؛ فيترنح إلينا العلمُ عائدا، ومع كلّ محاولة كانت أضواء العربات العسكرية تفاجئنا بالمجيء!
كنا نلتقط العلم، ونختفي في زاوية هي اليوم مطعمٌ يرتاده سكان المخيم، ويعود الراحلُ مُصرّا بالعلم، وأعودُ معه للمحاولة، كانت الأسلاك بعيدة تناطحُ الفضاء، وكان علينا أن نعاجل، وأن نحاول مراتٍ ومرات قبل أن تكتشفنا الأضواء، ولن أنسى – بعد عودتنا - بهجة محياه وهو يبتسم لانسدال العلم، الذي تركناه يغيظهم، ويرفرف فوق المخيم، قبالة ثكنتهم للمرة الأولى!
كان ليلتها علم فلسطين كبيرا، جميلا، بهيّا،علقته أياد نظيفة بلا أوامر من ضباط، ولا راتب، ولا وعد بوظيفة!!
تلك كانت إحدى صور الراحل مصطفى الحمدني ابن حزب الشعب الفلسطيني، وأحد مؤسسيه البواسل في قطاع غزة!
وكم تأتيني صورته- وأنا كنت أهرول خلف نعشه - وهو يخطط ألف مرة للانفجار الموعود قبل حدوثه، ويتمناه!
حين كنا نعلق العلم في أول الثمانينات كنا نبعد عن زمن الانتفاضة الآتي فيما بعد بسنوات، لكنا كنا نعرف أن الانتفاضة آتية، وأنها إستراتيجية الشعب الحقيقية والمثمرة!
كان وجه مصطفى الحمدني يعبسُ؛ ليعود يبتسم، كان رائعا، وملهما، وفاتنا، ومثقفا كبيرا، في زمن شحّ – أيامها - بالمهتمين والمبادرين، كان بيته قلعة حزبية، وأسرته خلية نحل على الدوام، فمِن احتواء اجتماعات الرفاق، إلى توزيع حِصص المنشورات عليهم، إلى صناعة الإعلام المحارب والذي يكشف عورة الاحتلال! وهل ينسى مخيم جباليا فيلم ( غيتو غزة ) الذي أخرجه الراحل مع زوجته المناضلة؟ بل وأشرك أسرته جميعها فيه تمثيلا وتأليفا وتوزيعا!
وهل ينسى الناس في المخيم كيف قاد الراحل مظاهرات الانتفاضة الأولى بوجهه عاريا دون وجلٍ من سطوة الاحتلال وقمعه، ليدخل سجونه مرات ومرات!
هل ننسى تأليفه لمجموعات العمل التطوعيّ الأولى في شمال غزة؟ لتنتشر من بعدها بوعيّ جميلٍ زمن الاحتلال!
أم سننسى نضاله الدءوب من أجل مجتمعٍ حرٍّ ديمقراطي منافس لمجتمع العدوّ البغيض؟
كان نظيفا يدا،ً ولسانا، وتاريخا، كان مدافعا صُلبا عن حقوق الإنسان، والمرأة والطفل، يدعو لدفع الواجبات، ولأخذ الحقوق في عهد السلطة العتيدة، محاربا للفساد، وللرشوة، وللمحسوبية!
لقد غادرتنا يا رفيق أبا عبد الله، لكنّ المجد يعلق بأهدابك، وذكراك أبدا لن تغادرنا!
يا لؤلؤة غادرتنا جسدا، وتمكنت منا فكرا ووعيّا وممارسة!
لك المجدّ ولنا السلوان!






#عمر_حمّش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسُ الضُّحى
- بحر الليلِ/ قصة قصيرة
- في حضرة الأف 16
- السجين
- المتمرد
- حكاية جبري العابد
- محمود درويش لن يتبقى الا أنت!
- يوميات الحالم المتأمل
- لؤلؤة الزمان
- صغار القصص
- العودة الى مجدل عسقلان / قصة قصيرة
- من لهيب الذاكرة المهاجرة
- علاج / قصة قصيرة جدا
- شبق / قصة قصيرة جدا
- سراج / قصة قصيرة جدا
- قصص قصيرة
- دنيا الحمير / قصة قصيرة
- عفريت الفضة / قصة قصيرة
- عودةُ كنعانَ / قصة قصيرة
- سيف عنترة


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عمر حمّش - مصطفى الحمدني اللؤلؤة المغادرة