أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - العراق الجديد .. و مفترق الطرق















المزيد.....

العراق الجديد .. و مفترق الطرق


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 800 - 2004 / 4 / 10 - 11:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يقف العراقيون اليوم و معهم عراقهم الجديد على مفترق طرق و بالتحديد على مفترق ثلاث طرق أحدها سيحدد مستقبل هذا العراق و مصير أجياله القادمة .. فكل واحد من هذه الطرق يتجه بالعراق الى سيناريو معين و شكل سياسي معين يختلف عن الأخر بل قد يكون على النقيض منه .
و لكي لا نتوه في المقدمات فأن هذه الطرق الثلاث التي أرى أن العراق و شعبه مُقبل على السير في أحداها هي :
- الطريق المؤدي الى الحرب الأهلية .
- الطريق المؤدي الى قيام الدولة الأسلامية أو النظام الأسلامي .
- الطريق المؤدي الى الدولة الديمقراطية أو النظام الديمقراطي .
فالحرب الأهلية هي أحد السيناريوهات المحتملة الآن في العراق لكنه ليس بأقواها و هو مطروح الآن لأسباب عديدة أصيلة و مكتسبة .. أصيلة بسبب التنوع الطائفي و القومي و الديني الذي يميّز فسيفساء المجتمع العراقي .. و مكتسبة بسبب بذور الفتنة و الفرقة التي زرعها نظام صدام طوال ثلاثون عاماً من حكمه البغيض بين ثنايا هذه الفسيفساء و التي لا تزال بقايا أزلامه تغذيها بأشكال عديدة لا مجال لذكرها الآن .. بمعنى أن الأجواء السياسية العامة في العراق مهيئة بشكل عام لأندلاع هذه الحرب التي لو قامت فسيكون من الصعب أيقافها بسبب تلقي الأطراف المتنازعة آنذاك للدعم من جهات أقليمية عديدة سيكون من مصلحتها أستمرار هذه الحرب أو حسمها لصالح الجهة التي تدعمها و تدور في فلكها على غرار ما حدث في لبنان التي كان للدول الأقليمية المحيطة بها دور في أشعال حربها الأهلية و أستمرارها لما يزيد عن 15 سنة و من ثم أنتهائها بأنتصار المحور أو الطرف اللبناني الذي تدعمه أحدى دول الجوار و التي لا تزال تتحكم في لبنان كأنها محافظة تابعة لها .. و المخيف في هذا السيناريو هو أن الحرب الأهلية في العراق في حال أندلاعها لا سمح الله قد تستمر لفترة أطول من الحرب الأهلية في لبنان كما أن نتائجها ستكون أكثر كارثية من النتائج التي خلّفتها الحرب في لبنان بسبب ما نراه اليوم من أستعداد عالي و أندفاع محموم لدى بعض العراقيين للأصطدام بالآخر بل و ألغائه بالأضافة الى أن دول الجوار الأقليمي هي أكثر المتضررين من التغيير الذي حصل في العراق لذا فليس لديها من خيار سوى أشعال مثل هذه الحرب في العراق و أطالة أمدّها قدر الأمكان لتبعد عن نفسها ما أستطاعت شبح التغيير الذي بدأ يقضّ مضاجعها و يزلزل الأرض تحت أقدامها و هو طائلها لا محالة .
السيناريو الثاني و الأوفر حظاً في العراق الآن هو سيناريو قيام النظام الأسلامي و الذي يلاقي اليوم رواجاً واسعاً في الشارع العراقي .. ذلك الشارع الذي بدأ الشعور الديني السطحي و الغير مستند الى ثقافة و وعي يتنامى بين عوامه منذ بداية التسعينات على أثر بقاء صدام في السلطة رغم أنهزامه في حرب عاصفة الصحراء التي شنّتها دول التحالف ضد نظامه الهمجي لأخراجه من الكويت و من ثم فرض الحصار على العراق و يأس أغلب العراقيين من أسقاط صدام و الخلاص منه مما دفع بالكثيرين منهم الى اليأس من الحياة و التفكير بالموت و الآخرة كون الرجل منهم و أهل بيته مهددون بالموت بين لحظة و أخرى أما بسبب الظروف المعاشية الصعبة التي عاشها العراقيون أبان التسعينات أو بسبب سياسة الأرهاب والترويع و القتل العشوائي التي كان يمارسها النظام المقبور ضد من يخالفه و لو حتى بنظرة من عينيه أو همسة من شفتيه .. و النظام الأسلامي في حال قام في العراق فهو لن يكون نظاماً أسلامياً معتدلاً كما يتوهم البعض أي أن الدولة آنذاك لن تكون أسلامية الشكل ديمقراطية المحتوى كما هو موجود الآن في تركيا مثلاً بل أنه سيكون نظاماً أسلامياً متشدداً على غرار نظام طالبان الذي كان في أفغانستان و في أحسن الأحوال سيكون على غرار نظام الحكم في أيران .. أي أننا سنرى جمهورية أسلامية متشددة نوعاً ما و لكن ليست متخلفة كنظام طالبان يقودها رجال دين راديكاليون و السبب بسيط و هو أن الأسلاميين في العراق سنة و شيعة هم أصحاب فكرة و ليسوا مستوردين لها نتيجة لكون العراق هو المعين و المنهل الأساس للفكر الأسلامي بشقّيه الشيعي و السني متمثلاً بالمرجعية الشيعية لكل أتباع المذهب الشيعي في العالم و التي مقرّها النجف و بالتراث العلمي الغزير لأتباع مذهب أهل السنة و الجماعة و الذي كان العراق منشأه الأساس هذا بالأضافة الى كم هائل من المراقد و الأضرحة لآل بيت الرسول (ع ) و غيرهم من أولياء الله الصالحين لا يوجد لها مثيل بالعدد في كل أرجاء العالم الأسلامي و التي تعطي زخماً روحياً لا يستهان به لأتباع هذا المذهب أو ذاك .
أن ملامح النظام الأسلامي بدأت تتضح و تبرز في معالم الشكل العام للعراق الجديد بوضوح منذ الآن على الرغم من وجود قوات التحالف من خلال سعي بعض رجال الدين لأسلمة المجتمع بالكامل من خلال التدخل في كل شاردة و واردة من شؤون المجتمع .. فقد بدأ بعضهم بمهاجمة وسائل الأعلام و الصحف و أتهامها زوراً بنشر الفساد و الرذيلة كما حدث مع شبكة الأعلام العراقي التي لم يرضى عنها بعض رجال الدين ممن يريدون تحويل التلفزيون الى شاشة لعرض الطقوس و الشعائر الدينية كما يحدث الآن في أغلب التلفزيونات المحلية للمحافظات .. هذا بالأضافة الى عملية الفرض القسري للنساء على أرتداء الحجاب في الشوارع و الدوائر و الجامعات و الأفتاء من قبل البعض بعدم التعامل مع النساء السافرات و التضييق على الأقليات الدينية الأخرى في العراق بل و الأعتداء عليها كما يحدث الآن في البصرة من قبل بعض المنظمات الأسلامية المتطرفة القادمة و المدعومة من ما وراء الحدود .. و أخيراً هناك الخطاب الأسلامي الراديكالي اللامسؤول ذو النبرة المعادية للغرب ( أي للحضارة ) الذي بدأ يطغى على خطب الجمعة في مساجد السنة و الشيعة معاً بعد ان بدأته مساجد السنة فور سقوط دولة الخلافة التي كان يقودها قائد الجمع المؤمن و الحاكم بأمر الله صدام حسين ذلك الخطاب الطوباوي الذي كان من نتائجه الكارثية ما نراه اليوم من فوضى و دمار يعمّان العراق بعد أن سار البعض في ركاب من يأمونهم في الصلاة وهم يحملون السيوف بدلاً من سعف النخيل و أغصان الزيتون و يلبسون أكفان الموتى داعين الناس الى الموت بدلاً من دعوتهم الى الحياة .. أفلا ينبىء كل هذا بولادة نظام أسلامي متشدد في العراق ؟
أما السيناريو الثالث و الأخير الذي تمنيناه و مازلنا نتمناه للعراق الجديد أي سيناريو ولادة العراق الديمقراطي الليبرالي فهو السيناريو الأضعف و الطريق الأصعب من بين هذه السيناريوهات و هذه الطرق حتى هذه الساعة و بعد مرور عام على سقوط نظام صدام خصوصاً عندما نرى الأداء الركيك لسلطة التحالف و مجلس الحكم في التعاطي مع متغيرات و متطلبات الشارع العراقي الذي كان دوماً و عبر التأريخ عصياً على الساسة و الحكام و يحتاج الى أسلوب معين في التعامل معه لم نلمسه حتى الآن في من يدّعون رغبتهم في قيام عراق ديمقراطي حتى أن أحدهم و الذي كان حتى الأيام الأولى لسقوط النظام يعتبر من اساطين الديمقراطية و الليبرالية في العراق بدأ الآن بمغازلة التيار الديني الأسلامي أملاً في أصوات الأسلاميين و دعمهم له لتولي السلطة .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحتكار حق المواطنة .. و تكرار المأساة
- العراق الجديد بين الثرى و الثريا
- أزنار .. بالاثيو .. لا نقول وداعاً بل الى اللقاء
- الفضائيات .. و صفقات التسويق المفضوحة
- أمريكا .. ما بين مسمار جحا و قميص عثمان
- عراقية الأكراد .. عريقة عراقة دجلة و الفرات
- الأرهاب ملّة واحدة .. صدام و بن لادن
- المتقاعدون .. لماذا لم ينصفهم العراق الجديد ؟
- مجلس الحكم و سياسة المحاصصة و التوافق
- لسنا فقط أمة قاصرة .. بل أننا القصور بعينه
- مرتزقة و مزورون
- نعم للفدرالية .. من أجل عراق مستقر و آمن
- العرق الجديد .. و خطوة الى الوراء
- وزير الدفاع الأمريكي وأسير حربه !
- لماذا ما هو حلال لكم حرام علينا ؟
- و أَ سكَتوا صوت الحق
- العراق الجديد و هيستيريا القومجيون العرب
- العراق الجديد و بعض الأصوات النشاز
- رياح التغيير و الأنظمة العربية
- هل أصبح للطغاة حقوق يدافَع عنها ؟


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - العراق الجديد .. و مفترق الطرق