أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - إلى الوزير خضير الخزاعي.. هل أنت غافل عن مناهج البعث؟














المزيد.....

إلى الوزير خضير الخزاعي.. هل أنت غافل عن مناهج البعث؟


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2575 - 2009 / 3 / 4 - 08:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سقط البعث و أزيح بالقوة في 2003 و لكن هل تخلصنا بالفعل من مخلفات هذا الحزب المتخلف و الإرهابي الإجرامي؟ لقد أدرك البعثيون كما أدرك النازيون من قبلهم، أهمية الجانب التربوي و تنشئة الأجيال على عقلية و منهج الحزب الأوحد و حروبه المصيرية، فكان طلاب المدارس ـ بل و حتى رياض الأطفال ـ و مرورا بكافة المستويات التعليمية و انتهاءا بأعلى الشهادات، يلقنون تعليمات الحزب و أفكاره و جوهره "عبادة الدكتاتور".
لكن يا ترى هل قام السيد خضير الخزاعي (وزير التربية) و هو ذلك المنتمي إلى حزب الدعوة المعروف بتضحياته الضخمة و الجسيمة في مواجهة دكتاتورية البعث؟. هل قام فعلا بكا يكفي لإزالة ترسبات و بقايا التربية البعثية، خصوصا في مجال المناهج التعليمية؟ الحقيقة أن من يتابع قناة العراقية التعليمية سيدرك بما لا يقبل الشّك بأن مناهجنا الدراسية لم تكن تحت طائلة الإهمال و حسب، بل تركت ملوثة (و يهمني هنا مادة التاريخ) بجراثيم البعث العربي و صراعاته مع ما يسمونه "الصهيونية" و "الإمبريالية الأمريكية" و "الاستعمار" و "قضية فلسطين"، كل هذا الإهمال يصيبنا بالغثيان حينما نقارنه بمحاولات البعث في تشويه العقل العراقي، بينما الوزير خضير الخزاعي لم يحاول و لا حتى إنشاء "لجنة" أو "هيئة" ذات خبرة لتنقية المناهج الدراسية و تطويرها بحيث نكف عن عقلية "الصراع" و نتحد ضد الإرهاب و الكراهية و نقوم باحترام الإنسان بغظ النظر عن قوميته أو دينه أو أفكاره.
إن هذا يدفعني إلى أن أشك في أن السيد الخزاعي إما هو "متنكـَ" و ما يريد يسمع حسب التعبير العراقي الدارج، أو أنه يتبنى أفكار البعث و أن العملية هنا فقط (تغيير اسم) الحزب المناضل و القائد، إن احتمالات عودة الدكتاتورية تتسع في ظل بقاء المنهج التربوي القديم و استمرار عقلية التخلف التي تعتبر الطلبة "مجموعة أغبياء" و أن علينا أن نلقنهم الأفكار حتى لو تم ذلك بواسطة الضرب و الإهانة و منع الطالبات من الدراسة و هن "سافرات" و كأننا في مملكة آل الإرهاب آل سعود أو في ولاية السفيه و وعاظه.
على وزارة التربية أن تخلق مناخ الحرية منذ دخول الطفل إلى الروضة و مرورا بالابتدائية و المتوسطة و حتى التخرج من الكلية، فالحرية مفهوم عام ـ رفعه البعثيون و كانوا يعنون حرية الدكتاتور في التصرف في رقاب الناس ـ و أحزابنا الحالية ترفع شعار الحرية و تتشدق بهذه الكلمة، و لكنها وضعت من الاستثناءات ما يهدد الحرية بحق، فأنت حر بما لا يتناقض مع الإسلام و رموزه أئمته "السنية و الشيعية" و المناضلين و المجاهدين و ...إلخ و هكذا أصبح كل شيء ممنوعا بحجة الاستثناء، و الحقيقة أن الحرية نفسها تخدم الدين و ذلك لأن الدين الحقيقي ـ و ليس التدين النفاقي الريائي ـ ينتعش في ظل التفكير الحر و إتاحة التفكير بلا قيد تخدم الدين، و لكن للأسف يُصرّ هؤلاء على إشعارنا أن "ديننا" هزيل إلى حد أنه سينتهي في ظل الحرية، و نحن نريد تخليص أبناءنا من مناهج البعث العبثي لا لننتقل من تقليد إلى آخر و لكن لننتقل من التقليد إلى الإبداع.
كانت هناك مادة في التاريخ اسمها "ثورة الحسين" كانت تزعج البعث و منظريه "الفكريين"!! فحولوها إلى "حركة الحسين" و لم تسمح لي الظروف لأرى هل تم تحويلها إلى "تمرد الحسين"؟، المسألة التي أود أن أثيرها هنا هي أن التربية هي أساس الدولة، فنحن متعددون في العراق الآن في كل شيء و إلى حدّ "فدراليات الفوضى" إلا أننا متحدون في الإبقاء على "مناهج العبث"، و أخشى أن تنتهي بنا المحاصصة القبيحة إلى تقاسم العلم نفسه، فيصبح "صلاح الدين الإيوبي" ـ الذي ذبح المسيحيين و الشيعة على حد سواء ـ بطل الحروب الصليبية "فقط" و إسدال الستار على باقي التاريخ البشع.
إن العقلية الدكتاتورية لا تقتصر على العرب وحدهم و لا على المذهب السني أو الشيعي، فكل من يحاول صبغ المناهج التربوية بلونه الخاص هو "دكتاتور"، و الأولى بنا كعراقيين أن نستفيد من "التجربة التــــركــــــــية" التي قضت على الطائفية ـ رغم وجود الطوائف المختلفة هناك ـ عبر العلمانية الرشيدة التي أساسها الفرد و هي الآن في سبيل حل مشاكلها القومية أيضا.
أرجو أن لا يكون السيد وزير التربية من ذلك النمط الذي لا يهتم بما يقال لأن الوزير الناجح هو ذلك المبدع لا الذي يقبض الراتب و يوزع الابتسامات و المديح على الإعلام.


Website: http://www.sohel-writer.i8.com

Email: [email protected]






#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمتنا السّكنيّة و -الصهيونيّة-!!
- الدبلوماسية وحدها لا تنفع مع إيران بقلم مايكل روبن
- أزمة العقل العراقي
- بعد الانتخابات... شبيك لبيك المرشح بين إيديك
- المجتمعات الحرة و مجتمعات التخلف
- الانتخابات بين الإخلاص و المتاجرين بالدين
- جلادوا آل سعود و صمت الحكومة العراقية
- إقليم الجنوب و -مجلس بني أمية-!!
- أحب بلدك و عارض حكومتك
- المالكي و الطالباني... و غزة و مزة!!
- -نصر الله- عروبي... و العراق لن يكون فلسطين
- مجتمعنا العراقي... و المسكوت عنه!!
- هيئة الإعلام العراقي و -ثقافة الحذاء-!!
- المواطن العراقي و الانتخابات القادمة
- شتان بين حذاء أبو تحسين و حذاء البعثي
- قناة الحرة ... من خان الأمانة؟
- العراق... من هيمنة الفرد (الدكتاتور) إلى حقوق الفرد (المواطن ...
- أحداث مومباي الإرهابية... تداعيات الزلزال العراقي
- الشعب العراقي – رهينة الماضي و الحاضر
- الإمام علي و العلم الأمريكي


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - إلى الوزير خضير الخزاعي.. هل أنت غافل عن مناهج البعث؟