أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - العراق... من هيمنة الفرد (الدكتاتور) إلى حقوق الفرد (المواطن)














المزيد.....

العراق... من هيمنة الفرد (الدكتاتور) إلى حقوق الفرد (المواطن)


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 10:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لقد أوجد الكائن البشري على الأرض نظاما متكاملا – أخلاقيا قانونيا سياسيا – و ذلك بفعل ما يملكه من إحساس بالتجربة و حيويتها في خلق وعي يفرق بين ما هو نافع و مفيد و بين ذلك الذي أصبح نظاما باليا و غير قابل للتطبيق، و إذا كان البعض من المفكرين "الدينيين" يشكك في قيمة التجربة بحجة أنها تقوض الإيمان الديني و بالتالي يخلطون بين التجربة كحالة من التمرن على الوعي و الارتقاء بهذا الوعي نحو الأفضل و الأحسن، متناسين أن مجال التجربة كمؤثر على الواقع يختلف عن مجال الدين، فاليقين الديني له أيضا تجربته الخاصة و مجاله الاستكشافي المحصور به، فمثلا حينما يقول القرآن ((و اعبد ربّك حتى يأتيك اليقين)) فإن ذلك يعني أن يعيش المؤمن تجربة روحية معينة تجعله يتجاوز الحالات الروحية الواحدة تلو الأخرى، أو كما يصفها المتصوفة بالمراتب و المنازل الروحية أو كما يقول المسيح في الإنجيل: إلهي لا تجعلني أخوض تجربة.." و نحن استشهدنا بالنص الديني لنبين لأؤلئك الذين يخلطون الدين بالسياسة – و السياسة لها تجربتها المنفصلة عن الدين – بأن التجربة الدينية مختلفة كليا عن التجربة السياسية التي تتعلق بالعالم الزمني المادي.
و الآن و نحن كعراقيين نعيش "تجربة" جديدة قائمة على التعدد و الحرية و الديمقراطية، فإن علينا أن ننتبه إلى أن هذه التجربة تسير نحو الرقي رغم الأخطاء بفعل التجربة التي تنمي الوعي باللحظة و ظروفها المحيطة بها و كيفية إضافة المزيد إلى هذا الوعي، فقد عشنا مرحلة الهيمنة للدكتاتور الإله الذي تنفذ مشيئته فوق أي شيء آخر و الذي كان يتحكم بكل شيء – لا راد لقضاءه – بمعنى أنه أعطى نفسه صلاحيات الإله، و انتقلنا فجأة إلى حالة الفوضى و فقدان الدولة – لا القانون لأن القانون لم يكن موجودا أصلا أيام الطاغية – و تفتت الهوية العراقية التي كانت ملتهبة أصلا.
هنا تنامى الوعي لدى الإنسان العراقي، خصوصا النخبة المثقفة، مدركين عبر تجربتين مرّتين أن الحالة الوسطية بين استغلال الدولة للفرد و بين الفوضى و دكتاتورية الأقاليم أو الفدراليات هو بناء توازن متين، كأي دولة فدرالية حقيقية، يقوم على حماية الفرد أولا و ضمان حرياته مقابل دولة قوية ذات صلاحيات واضحة لا شك في حدودها، و إن كانت الأمور ستستمر من حيث الدراسة و البحث في كيفية تنظيم هذه العلائق الحيوية كون التجربة تثبت نفسها بنفسها أو بمعنى آخر فإن الوعي لا يتطور إلا من خلال رؤية و لمس الخطأ و من ثم يكون من الأسهل معرفة كيفية معالجة هذا الخطأ.
إن الإنسان العراقي عموما لا يزال يعيش حالة الانتماء الهامشي أو الفرعي أي إلى العشيرة و المنطقة و القومية و حتى الدين – إذا ما تحول الدين إلى التدخل في الشأن السياسي – بالتالي فإن العراق و العراقية كهوية لا يمكن أن تتطور إلا من خلال خلق واقع شعوري يمكن للمواطن من خلاله ضحالة و تخلف كل الانتماءات الجانبية، و هذا لا يتم من دون جعل الفرد و الفرد وحده غاية للدولة، لإن تحويل أي قومية أو مذهب أو دين أو طائفة غاية – مع الفرد أو بدونه – سيخل بتوازن العراق مرة أخرى و من ثم نعود إلى الوراء في التناحر و الصراع و التناحر، كما أن الفدرالية القومية و الطائفية ستحطمان العراق لا محالة و تعيقانه عن التحول الفلسفي ليصبح العراق مظهر العقل العراقي "الفــــــــــرد" الخلاق الذي هو أحب المخلوقات إلى الله، بل هو غاية الله – الله أو الإله هنا هو إله كل الأديان و لا ينحصر في دين أو عقيدة – و هذه الدولة هي الضامن الوحيدة لراحة و رفاهية الإنسان العراقي.

Website: http://www.sohel-writer.i8.com

Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث مومباي الإرهابية... تداعيات الزلزال العراقي
- الشعب العراقي – رهينة الماضي و الحاضر
- الإمام علي و العلم الأمريكي
- صناعة العراق الجديد... المشاكل و الحلول (4)
- صناعة العراق الجديد... المشاكل و الحلول (3)
- صناعة العراق الجديد... المشاكل و الحلول (2)
- مثل آل سعود.. كمثل .....يحمل -قرآنا-!!
- صناعة العراق الجديد... المشاكل و الحلول (1)
- رئيس وزراء قوي.. برلمان قوي
- صابر و صبرية و الإتفاقية الأمنية..!!
- من دولة العشيرة إلى دولة القانون
- المثقف في مواجهة -الإسلام النفطي-!!
- العراق.. اللا دولة -تنجز إتفاقية-؟!
- نرى القذى في عين الغرب و لا نرى العود في عيننا – عبد الوهاب ...
- خمسة سنوات من -النفاق السياسي-!!
- خالص جلبي – من الديناصورات إلى آخر الحضارات!!
- معك و ضدك يا أستاذ عادل..!!
- العراقيون بين الديمقراطية و -المعزومية-!!
- الفقر و صديقي الأمريكي و الإمام السيستاني
- إشكالية الدين و العلمانية في العراق


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - العراق... من هيمنة الفرد (الدكتاتور) إلى حقوق الفرد (المواطن)