أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - العراق.. اللا دولة -تنجز إتفاقية-؟!














المزيد.....

العراق.. اللا دولة -تنجز إتفاقية-؟!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثر الجدال و اللغط العراقي حول مسألة الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة، فطرف يصر على قبول الاتفاقية لا من منطلق عراقي بقدر ما هو مبني على الخوف من إنهيار تجربة حزبية فاشلة، و طرف آخر يصر على رفض الاتفاقية أيضا من مطلق إسلاموي إقليمي هو أبعد ما يكون عن الوطنية العراقية و متبنيا ذات الخطاب البعثي و خطاب هيئة علماء البعث و قتلة هؤلاء الذين يحتجون الآن بشعارات إيرانية، و قليلون هم أؤلئك الذين ينظرون إلى الاتفاقية من خلال نظرة وطنية و واقعية بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة و القومية العفنة أو العقل الخرافي، إن العراق في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة لا زال بعيدا عن أن يكون ضمن صيغة "الدولة" التي لها ملامح واضحة، و هذا ما يجعل العراق بلدا مفتتا غير قادر على إنجاز أبسط الاتفاقيات الدولية.

إن الدولة القوية – و نحن لا نقيس قوة الدولة بجيشها و عتادها و إنما بقوة قرارها و حرية مواطنيها – لا يمكن أن تقوم على أكتاف سياسيين عديمي الكفاءة و الذين يرفعون شعار الانتماء الوطني بينما هم مؤمنون إما بأيديولوجية قومية أو طائفية، و هذا الانتماء هو الذي يرسخ ضعف الدولة و شبه انهيارها و عجزها عن تجاوز الأزمات، ففي كل مرة يهتز المجتمع العراقي بعد أن تتعرض فئة أو مجموعة من المواطنين لأحداث مؤلمة أو خرق صريح و علني للقانون، تقيد الأحداث دوما "ضد مجهول" أو يهرب المتهم بالجمل و ما حمل، و هذا مؤشر على فشل هذه التجربة اللا ديمقراطية، و هي بالتأكيد ليست ديمقراطية لأنها ببساطة طائفية قومية عنصرية، و العراق مقبل على فوضى شاملة إذا ما تكرر التصويت على نفس الأسس التي تم الانتخاب على أساسها ليتم خلق هذا البرلمان و الحكومة المالكية الضعيفة و الهزيلة، بل إن حكومتنا و بدلا من أن تسارع في حل الأزمات و تطبيق القانون بحق الفاسدين و الإرهابيين فإنها تبادر إلى جدال الصحافة – كما فعل الدباغ الناطق باسم الحكومة – حول عدد الضحايا أو الجرحى أو المهجرين و كيف و متى..!!

و إذا كان القاريء العزيز يحسب أننا شططنا عن الموضوع فالأمر ببساطة هو أن كل السلبيات التي تعاني منها الحكومة العراقية هي من ضمن مظاهر الحكومات الضعيفة الفاشلة، فالسيد رئيس الوزراء ضعيف و هزيل في كل المواقف، لكننا نراه حازما و قويا أمام الأمريكيين فقط، ليس لأي سبب إلا كونه ينظر إليهم نظرة "عقائدية" صارمة تعود إلى أيام "النضال"، لكنه لو كان قويا في محاسبة الفاسدين و الوزراء و المدراء العامين على سرقاتهم و فسادهم، لكان موقفه قويا مع الأمريكيين أيضا، و أحسب أن النواب البرلمانيين العنصريين و القوميين – الذين ألغوا المادة 50 – يراهنون الآن على الضحك مرة أخرى على ذقون العراقيين ليصوتوا لذات المفسدين "و بعضهم حجز و احتل بعض الوزارات منذ التحرير و كأنها مال أبيه أو مال أبوه حسب التعبير الشعبي"، و إذا كان العراقيون سيرتكبون الخطأ نفسه مرة أخرى، فكأنهم سيصوتون مرة أخرى على الفقر و انعدام الكهرباء و سوء الخدمات و شحة الموارد، حينها على الشعب أن يقتنع بكل الألم الذي صوت له، فالسيد العظيم و البطل القومي الكريم و شيخ العشيرة المقدام وحدهم هم من يستحق جني أرباح النفط و هي بالتأكيد ليست كافية لهؤلاء اللصوص و الحرامية.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نرى القذى في عين الغرب و لا نرى العود في عيننا – عبد الوهاب ...
- خمسة سنوات من -النفاق السياسي-!!
- خالص جلبي – من الديناصورات إلى آخر الحضارات!!
- معك و ضدك يا أستاذ عادل..!!
- العراقيون بين الديمقراطية و -المعزومية-!!
- الفقر و صديقي الأمريكي و الإمام السيستاني
- إشكالية الدين و العلمانية في العراق
- الشعب و برلمان التعليق و العلاق!!
- العراقيون الشيعة – بين العار و العرعور
- دراما للتخدير و دراما للتحرير
- العراق... قائمٌ بذاته
- نحو.. عقل عراقي جديد
- العراق و برلمانه..-النازي-
- جيراننا إرهابيون و حكومتنا جبانة
- حول فكرة -الأب القائد-!!
- نحو..-كتلة وطنية- للمستقبل العراقي
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية(2)
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية..
- العراقيون اليهود.. المظلومون المنسيون
- مؤتمر الفيحاء.. و إقليم البصرة الإنساني


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: أكثر من 10 آلاف حاج عالقون في السعودية ...
- مصدر عسكري إيراني: أكثر من 70% من الصواريخ أصابت أهدافها بدق ...
- مصر.. القبض على -المذيع الفرفوش- بسبب فيديوهاته المخلة
- الجيش الأردني: سقوط طائرة مسيرة وانفجارها بكامل حمولتها
- الحرس الثوري الإيراني يعين خلفا لرئيس استخباراته الذي اغتالت ...
- مدفيديف: الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية خطيرة وقد ت ...
- نوفاك: روسيا مستعدة لبدء إمدادات الغاز عبر المسار السليم من ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لمنطقة صناعية في إيران (خر ...
- من هو -الغوريلا- الذي يؤثر على استراتيجية ترامب تجاه إيران و ...
- ابتكار درع صيني جديد فائق المقاومة للحرارة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - العراق.. اللا دولة -تنجز إتفاقية-؟!