أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سهيل أحمد بهجت - حول فكرة -الأب القائد-!!














المزيد.....

حول فكرة -الأب القائد-!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 08:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



دار حديث بين اثنين من المثقفين حول مشكلة "المجتمعات الأبوية" و التي تعتبر أن الشعب كله هم أبناء للدكتاتور و تساءل أحدهما عن ماهية الحل الذي يمكن أن يجد طريقه إلى هذه المجتمعات؟ فقال الآخر:
ــ الحل الأمثل لهذه المجتمعات أن يتزوج الدكتاتور كل نساء الشعب ليكون الشعب فعلا أبناء للدكتاتور.."!!
هذا الجواب طبعا هو للنكتة ليس إلا لكنه تعبير عن جسامة و فداحة مصيبة هذه المجتمعات و التي تعاني الآن – و أغلبها في عالمنا الإسلامي – من إنهيار شبه شامل و في كل المجالات النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و لا تتوفر في هذه المجتمعات حتى أبسط مقومات القانون و العدالة الاجتماعية و يتسلط فيها أراذل القوم بينما الحكماء و العقلاء في السجون، لا بد لهذه المجتمعات من تغيير، سواء كان هذا التغيير من داخل أو عبر قوة خارجية، و لحالة مزمنة كالعالم الإسلامي المصاب بعقدة الوثنية حسب النمط الشرقي – حيث أن الوثنية الغربية كانت تختلف جذريا عن الوثنية الشرقية كون الوثنية الغربية كانت تقدس الإنسان و الطبيعة – هذه الوثنية تتمثل في عبادة كل زعيم و قائد، و هذه الظاهرة غالبا ما تبرز في مجتمع العشيرة الذي يقدّس الذكورة، فإن التغيير على الأغلب يكون من خارج كما حصل في تجربة نظام الإجرام البعثي و الذي تم عبر التعاون بين أبناء الشعب العراقي و قوات التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة، و الحقيقة أنه و لو لا انتفاضات و ثورات الشعب العراقي ضد صدام و بعثه الدكتاتوري لما قامت قوات التحالف و لا حتى بمجرد التفكير في الإطاحة بالبعث.
تقوم عقلية المجتمعات العرقية القومية و الدكتاتورية التوتاليتارية على أساس نظرة ضيقة متخلفة مبدأها أن الدكتاتور و الزعيم القومي هو "الأب القائد" و "الأب الزعيم"، "الأب المناضل"، "الأب الخالد الذي لا يموت" برغم أنه مات و شبع موتا، و هذه العقلية هي نوع من العبودية المقنعة و الملثمة بالشعارات و البروباكاندا التي ترسم في الغالب صورة "لماعة" كاذبة هي نقيض الواقع البائس و المتخلف، و كثيرا ما يلجأ هؤلاء القوميون و الدكتاتوريون إلى خلق نوع من التدين الطقوسي "المزيف" لإبقاء العقل مخدرا ضمن تفكير أسطوري يرسم صورة جميلة للآخرة في واقع مر و بائس.
في هذه المجتمعات التي تنظر إلى الدكتاتور و الطاغية على أنه "الأب القائد" و أنه كل شيء، في هذ المجتمعات يحصل نوع من التحالف "الشرير" بين الدكتاتور و زبانيته و رجال الدين و سلطة الكهنوت من جهى أخرى، الدكتاتور يتبنى عقيدة هؤلاء الوعاظ و المرتزقين باسم الدين و هم بدورهم يقدمون لهذا المستبد و الدكتاتور الشرعية الدينية و مزيدا من التخدير لعقل الشارع و الشعب و منعه من التفكير في فساد السلطة و زمرة و حاشية هذا المستبد، و طبيعي أن بيئة كهذه تكون سببا في خلق تخلف و بيئة عسكرتارية يكون قوامها أن يتحول المجتمع إلى مجموعة من الطبقات يتجسس بعضها على بعض و يندفع أغلب هذا المجتمع المنكوب في خضم معارك "التحرير القومي"!! التي تنتهي على الأغلب بكارثة تمدر كل مقومات المجتمع، إلا أن تجربة تركيا مع القومية تكاد تكون الوحيدة التي لم تجر البلد إلى الكوارث و ذلك بفضل تبنّي النظام العلماني الصارم و الذي منع رجال الدين من استغلال السياسي و السياسي من استغلال الدين، و أعتقد أن مصطفى كمال تبنى القومية كبديل مؤقت لاستغلال السلطة و المجتمع للدين كتبرير للفساد و الانحلال و التخلف، و هذه القومية آخذة في طريق الإصلاح و التغيير ليصل الأتراك في النهاية إلى النمط الأوروبي الإنساني.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو..-كتلة وطنية- للمستقبل العراقي
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية(2)
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية..
- العراقيون اليهود.. المظلومون المنسيون
- مؤتمر الفيحاء.. و إقليم البصرة الإنساني
- المالكي.. و أنتاج -الثقافة-!!
- إتحاد الأقاليم الجنوبية لا -إقليم الجنوب-
- لهذه الأسباب.. أكره البعث
- ثقافة رهن الارتزاق!!
- مبادئ لتنمية الديمقراطية العراقية
- الدعوة.. على مفترق الطريق
- الانتخاب و الديمقراطية كونها -تجربة-!!
- فجأة.. العراقيون كلّهم بعثيون ..!!
- من حكم المركز.. إلى المركزيات.. نظرة إلى الفدرالية في العراق ...
- رحلتي مع الفيحاء
- -القومي-.. حاكما و معارضا!!
- أحزاب -وراثية- حتى العظم
- الديمقراطية التوافقية التآمرية و أزماتها
- هل تتخلى إيران عن نهج -الوهابية-؟
- المسلمون يهتفون: عاش هبل.. يسقط محمد..!!


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سهيل أحمد بهجت - حول فكرة -الأب القائد-!!