أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - -القومي-.. حاكما و معارضا!!














المزيد.....

-القومي-.. حاكما و معارضا!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2366 - 2008 / 8 / 7 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال مقالنا هذا سنقارن بين معارضة "إيجابية" تبغي خلق تغيير حقيقي في المجتمع و الدولة نحو الأفضل و نموذجنا هنا هو الدكتور سعد الدين إبراهيم و الذي بلغ به الحال و هو في هذه السن أن تحكم عليه محاكم التفتيش المصرية التابعة لـ"البلطجي حسني مبارك" بالسجن مدة عامين مع الأشغال. و معارضة أخرى "سلبية" تريد أجراء تغيير على أرض الواقع في المجتمع و الدولة و لكن عبر استخدام ذات المصطلحات التي يستخدمها من هم في السلطة، و نموذجنا هنا هو السياسي العراقي "هارون محمد".

الدكتور سعد الدين إبراهيم و عبر مؤسسة "ابن خلدون للدراسات" يطرح خطابا مناقضا كليا لخطاب السلطة الدكتاتورية الطائفية القومية التي أخذت تحطم مصر في كافة المجالات منذ انقلاب ناصر و عصابة الضباط الأحرار، فهذا الخطاب المعارض يطرح مفهوم "الحرية" و "المواطنة" و "المساواة" و "حرية التعبير" و "الانتخاب الحر" في مقابل مصطلحات السلطة "الحرية المقيدة و المقننة" و "العروبة" و "القومية" و "حكم الطوارئ" و غيرها.

و طبيعي جدا أن معارضة من هذا الصنف الصريح و المتسم بالبساطة و الوضوح يستطيع أن يوقع السلطة و أرباب الحكم في أزمة و مواجهة مع الشعب الذي يقوم بدوره بالاستفادة من هذه المعارضة المثقفة و الواعية ليصل إلى حقوقه و حريته، و معارضة كهذه تكون أقوى كلما دخلت السجن أو منع لها منشور أو كتاب أو وسيلة إعلام، و الدكتور سعد الدين و كثير من اللبراليين المصريين استطاعوا تجاوز الحدود و الفوارق المصطنعة التي تخلقها السلطة بين المواطنين و ليكتشف الشعب بدوره أن عدوه الحقيقي هو ذلك الدكتاتور المستبد و بطانته التي تتقن النهب و السلب و تغطية الفساد و التخلف الثقافي و الإداري.

في المقابل و في شأننا العراقي نجد نمطا آخر من المعارضة التي تتطرح مشاكل و إشكالات يعاني منها العراق كبلد مفكك الهوية و تجره أطراف قومية و طائفية نحو الانحطاط و عصر المماليك، و لكنه حينما يبدي اعتراضه على القوميين و الطائفيين نجده يروج للقومية العربية و أن العراق "هويته عربية" و أن هذا البلد لا بد من أن يسير في ركب "العروبة" التي حُكم عليها بالموت تاريخيا و واقعيا، و أحيانا أخرى يلمح إلى طائفة تمثل "أغلبية العراقيين" مشككا في أصلها العربي ليبني العراق مرة أخرى بنفس العقل البعثي القديم.

إن المشاكل التي يعاني منها العراقيون و وصول أحزاب قومية و طائفية إلى السلطة هو واقع مؤلم ينبغي الاعتراف به، لكن السيد هارون محمد يريد علاج الحروق بمزيد من النار و الحرارة و كأن ما تشوه من العقل و الجسد العراقي بحرائق البعث و صدام لم يكن كافيا و متجاهلا في الوقت نفسه أن الفاسدين في السلطة ـ و بالتأكيد هناك في السلطة و البرلمان وطنيون مخلصون ـ أن هؤلاء الفاسدين الطائفيين و القوميين يستفيدون من خطابه القومي و الطيور على أشكالها تقع.

لو كان هارون محمد "الذي يعارض نظاما لا يمكن إنكار ديمقراطيته رغم عيوبه" من نمط سعد الدين إبراهيم "الذي يعارض أحد أعتى الأنظمة الدكتاتورية الجبرية في الشرق الأوسط"، لربما كانت الأوضاع غير ما نشهده في العراق، فهارون محمد هو مثقف و لا أحد يستطيع إنكار ذلك، لكن هذه الثقافة تسير باتجاه خاطئ هو بالضد من العراق و هويته "العراقية" و ثقافة تسير بهذا المنحى من الشعور هي أشبه بالدواء الذي حال إلى سم قاتل، فالشعور الوطني ضروري و مهم لكل شعب، لكن حينما يتم اختصار "الوطنية" و تفسيرها بـ"القومية" فإن النتيجة الكارثية المؤكدة هي مزيد من التفكك العراقي و طول أزمات و كوارث فوق ما سبق.

و أخيرا أود أن أنوه إلى نمط التفكير الذي أدى إلى فشل بناء الدول الوطنية بسبب خلط مفكرينا و مثقفينا خلال النصف الثاني من القرن العشرين ـ و لا زال هناك من يفعل ـ خلطهم بين "الوطنية" التي هي حق إنساني يكتسبه عبر شروط قانونية أخلاقية و بين النظرية العرقية القومية التي تجعل المواطنة ذات بعد عنصري كون القومية مهما تخفت وراء الشعارات تنتهي بعنصرية تفكيكية للمواطن قبل الوطن، و هذا ما حول كتابا كـ"في الفكر الغربي المعاصر لمؤلفه حسن حنفي" يبدو ذا نزعة تنويرية إنسانية في بدايته، لكنه ينتهي بتسمية التجارب اليسارية و القومية و وصفها بالتحررية و هو الوصف الكاذب لتجارب بشعة و مدمرة و مسببة للتخلف.

فالفكر المثالي الطوباوي و الذي لا يعترف بالفرد كوجود ينتهي إلى عبادة الكلمات، كما كنا نحن العراقيون نذبح تحت شعار "الوحدة" في وطن و مجتمع مفكك و "الحرية" في ظل أبشع نظام مخابراتي و أمني و "الاشتراكية" في ظل نظام إقطاع قاس و غاشم



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزاب -وراثية- حتى العظم
- الديمقراطية التوافقية التآمرية و أزماتها
- هل تتخلى إيران عن نهج -الوهابية-؟
- المسلمون يهتفون: عاش هبل.. يسقط محمد..!!
- مؤتمر مدريد لحوار الأديان.. حكماء و دهماء
- الحوزة العلمية و الديمقراطية
- أزمة الفهم الديني في مجتمعاتنا
- الإرهاب ..بين الدين و القومية
- من صدام حسين إلى البشير..
- السفينة العراقية و حضرة -المفتي التمساح-!!
- إشكاليات تناقض الدولة الدينية و الدولة المدنية
- خرافة -الوحدة الإسلامية-!!
- العراق... الديمقراطية و المستبدون الأقزام
- -الوزير الوطني-... غير مرغوب به!!
- الخروج من تنور الطين
- هزيمة المنتخب العراقي... و الحرس القديم
- الحرية و -الأحزاب الشعاراتية-
- علي و الديمقراطية
- الزنديق الطّيِّبْ قصيدة
- سلفي في عباءة فيلسوف!!


المزيد.....




- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - -القومي-.. حاكما و معارضا!!