أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - المالكي.. و أنتاج -الثقافة-!!














المزيد.....

المالكي.. و أنتاج -الثقافة-!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 00:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان لإعلان السيد رئيس الوزراء نوري المالكي عن انطلاق مشروع "المجلس الأعلى للثقافة" فرصة لنا كمثقفين و لي شخصيا كمهتم بالشأن الثقافي و السياسي و إبداء الملاحظات حول سياسيات الحكومة العراقية المتعلقة بالشأن الثقافي و الفني و العلمي و ترابط هذه المجالات الثلاث مع بعضها البعض بحيث يصعب الفصل بينها، و إذا ما كنا سننتقد جوانب من سياسات الحكومة فإنني أود ها هنا أن أقول أن أطروحات الأستاذ المالكي ينطبق عليها المثل العراقي الذي يقول:
"أسمع كلامك يعجبني، أشوف فعلك أتعجب.."!!
فالخطاب السياسي للمالكي كرئيس لأعلى سلطة تنفيذية هو خطاب ممتاز و يغطي كافة الجوانب التي يعاني منها العراقيون كحاجتهم إلى الثقافة الوطنية و بناء دولة الإنسان و المواطن و ترسيخ الحرية و الديمقراطية كبديل واضح عن الطــائفية و القومية اللتين تهددان سلامة البناء القانوني للدولة، لكن ما يطبق على الأرض هو عكس كل هذا الخطاب، و اللوم هنا لا يمكن أن يقع كليا على ذمة رئيس الوزراء و لكنه يتحمل جزءا من هذا الوزر و الخطأ، فالثقافة العراقية الآن تشهد ما يشبه الانتكاسة بسبب سياسات الحكومة التي تشجب البعث و النعرة القومية "إعلاميا" لكنها على أرض الواقع تتيح للبعثي سواء كان فنانا أو دكتورا ـ وصل إلى الدراسات العليا عبر تزكيات البعث ـ و أن هناك فعلا الآن أحزابا قومية في الحكومة تنتهج ذات النهج القومي البعثي، بالمقابل هناك غالبية من المثقفين الوطنيين الذين تم تجميدهم من أيام صدام و إلى الآن.
لا أريد هنا أن أسبق الأحداث و أحكم بفشل المجلس الأعلى للثقافة رجما بالغيب، لكن من خلال سياق أداء الحكومة نستطيع أن نتوقع نوعية ما سيتم إنتاجه، فالجميع يعرف أن الحكومة العراقية باتت بلا معارضين تقريبا، فالكل يكاد يأكل من الغنيمة، حتى البعثيون تسللوا إلى الحكم بوساطات قومية محلية عربية و غير عربية، و مؤسسات الدولة الثقافية سواء وزارة الثقافة أو التعليم العالي و دار الشؤون الثقافية و غيرها أصبحت أشبه بالملك الخاص و من يملك وساطة أو قرابة من مسؤول فإنه بالتالي يصبح صاحب إمكانيات إعلامية و "ثقافية"!! و إن كان هذا الشخص من النمط "الطلفاحي ـ نسبة إلى خير الله طلفاح خال صدام" الذي لا يتقن إلا التملق و الارتزاق و تمجيد الماضي المليء بالتخبط و الفشل.
و من الطبيعي أن يكون غالبية حاملي الشهادات الكبيرة في العراق من البعثيين فقد كان هؤلاء يمنعون حتى أكبر العقول العراقية من الوصول إلى التحصيل العلمي ما لم يكن بعثيا و من هنا كان الخطر الذي يهدد الثقافة و السياسة العراقيتين، يبدو لي أن الحكومة الآن تردد شعارات "المرحلة" بينما هي على أرض الواقع تعيد إنتاج أنماط شبيهة أو مستنسخة من العقلية البعثية، فلحد الآن لا نرى ديمقراطيتنا تنتج أي نوع من "الثقافة الإنسانية" و أن يكون العراقي ابن بلده لا غير، بدلا من هذه الثقافة نجد المزيد و المزيد من المكتسبات للفئات العنصرية و القومية و الطائفية و في اللقاء الذي أجراه رئيس الوزراء مع لفيف من المثقفين العراقيين طالب أحدهم بمزيد من الإمكانيات المادية و الأعمال لفئته "القومية" بعد أن مجد نفاقا بالعراق و تحريره ـ مع أنه لا يؤمن إلا بوطنه القومي المزعوم ـ و بالتالي فأنا متأكد أن ما سيكون سمة للمجلس الأعلى الثقافي المزمع إنشاءه سيكون تكرارا للأسطوانة المشروخة عن التعايش "القومي الطائفي" و "الثقافة القومية" التي ستعيدنا إلى القرون الوسطى و أيام البعث الغاشم.
المؤكد أننا لن نستطيع أن نتجاوز الثقافة و العقلية البعثية التي ربت أجيالا بأكملها على ثقافة الحرب و العزة القومية و تقسيم العراقيين بين أصلاء و غير أصلاء عبر الولاء الحزبي و العرق و الدم و الطائفة و المذهب، لكن بدلا من الشروع فعلا في محو هذه الثقافة أو بالأحرى "النعرة" فإن المنافقين المنتمين لهذه الثقافة أو من يشبههم في النعرات القومية غير العربية أصبحوا يشكلون تهديدا فعليا لهذه الدولة و قد يتسببون بانهيار الدولة فيما إذا لم يردعهم أحد، و المثير هو أن المالكي رغم كل تصريحاته عن "محاسبة المفسدين" و اللصوص الموجودين في السلطة إلا أنه لم يقم بمحاسبة أي مسؤول لحد الآن على الأقل رغم أنه وعد أن عام 2008 سيكون عام محاربة الفساد، فإذا كان أعلى السلطة يريد أن يستغفلنا بالخطابات الرنانة ـ على طريقة عـــــلاوي ـ فمن الطبيعي و المؤكد أن الوزراء سيسرقون و ينهبون كما يشاؤون.
و إذا ما قال قائل أن كاتب هذه السطور إنما يتهجم على رئيس الوزراء لأمر شخصي و بمعنى أنني أتعامل معه انطلاقا من شخصي و معاناتي، نجيب و بكل وضوح أنني يمكنني أن أجعل معاناتي الشخصية تجربة فردية عانيتها و بالتالي يمكنني أن أشعر بكل الضحايا و المثقفين الذين كانوا و لا زالوا يعانون، فنجد الأحزاب المشاركة في الحكم تعطي لشخص ما 6 أو 7 رواتب بعنوان "خبير" و "مهندس" و "مستشار" و إلى غير ذلك ـ حتى أن أحدهم يتسلم شهريا 60 ألف دولار أمريكي ـ بينما يترك آخرون العديد من ذوي الخبرات و العقول المبدعة يجوبون الشوارع و الأزقة عاطلين عن العمل، أستطيع أن أقول أن لا أمل في حكومة المالكي البالية و الفاشلة و الفاسدة، و إذا ما قرر المالكي أن يستمر في في التبرير و تقديم الوعود الكاذبة و شتم البعث إعلاميا و محاباته سريا فإن على الشعب العراقي أن يقف بوجه هذه الحكومة الفاسدة التي أصبحت تبريرا للأمر الواقع.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إتحاد الأقاليم الجنوبية لا -إقليم الجنوب-
- لهذه الأسباب.. أكره البعث
- ثقافة رهن الارتزاق!!
- مبادئ لتنمية الديمقراطية العراقية
- الدعوة.. على مفترق الطريق
- الانتخاب و الديمقراطية كونها -تجربة-!!
- فجأة.. العراقيون كلّهم بعثيون ..!!
- من حكم المركز.. إلى المركزيات.. نظرة إلى الفدرالية في العراق ...
- رحلتي مع الفيحاء
- -القومي-.. حاكما و معارضا!!
- أحزاب -وراثية- حتى العظم
- الديمقراطية التوافقية التآمرية و أزماتها
- هل تتخلى إيران عن نهج -الوهابية-؟
- المسلمون يهتفون: عاش هبل.. يسقط محمد..!!
- مؤتمر مدريد لحوار الأديان.. حكماء و دهماء
- الحوزة العلمية و الديمقراطية
- أزمة الفهم الديني في مجتمعاتنا
- الإرهاب ..بين الدين و القومية
- من صدام حسين إلى البشير..
- السفينة العراقية و حضرة -المفتي التمساح-!!


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - المالكي.. و أنتاج -الثقافة-!!