أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - العراقيون بين الديمقراطية و -المعزومية-!!














المزيد.....

العراقيون بين الديمقراطية و -المعزومية-!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2430 - 2008 / 10 / 10 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ما يجري على الساحة العراقية الآن من تجاوز على الدستور و القانون هو من ضمن مظاهر "الديمقراطية العراقية"؟ و هل تسعى هذه الأحزاب الحاكمة الطائفية و القومية إلى ترسيخ فكرة أن كلمة عراقي تعني "متخلف"؟، للأسف فإن هذا هو بالضبط ما يحصل على أرض الواقع، فبعض الأحزاب القومية المشاركة في السلطة رسخت و لا تزال – في منهج لا يختلف قط عن البعث الغاشم – فكرة أن الفساد و عبادة الزعيم الأوحد و تقديس المسؤول و كونه يملك صفات إلهية، كل هذا هو جزء لا يتجزأ من شخصيتنا "القومية" و نضالنا القومي العنصري التقسيمي، و ما إلغاء المادة خمسين من قانون انتخاب مجالس المحافظات – الذي لا يشمل كل العراق – و هضم حقوق الأقليات إلا خطوة إلى الوراء من ضمن خطوات.
المصيبة التي يعانيها العراقيون الآن هي أن الأحزاب الحاكمة و المتحاصصة قد قررت أن تقوم بابتلاع ما يمكن ابتلاعه ضمن لعبة منافقة مليئة بالمجاملات على حساب الدستور و القانون و اسمها "التوافق الوطني" الذي حول الديمقراطية إلى – معزومية – و قصعة يجب أن يأكل الجميع منها و بالتالي ذهبت الانتخابات و العملية الديمقراطية ضحية أذواق مريضة و نفوس ملؤها التآمر و التحاصص، فهذه الأحزاب ليست ديمقراطية في بنيانها الداخلي التنظيمي و لا تحمل أي خطاب وطني حقيقي اللهم إلا النعرة القومية العنصرية و عقلية الصراع القومي و الطائفي، فكيف نتوقع من هكذا أحزاب لا تعتبر السلطة و السياسة إلا مغنما و فريسة و أن على الشعب أن يستمر في المعاناة لأن هذا هو قدره.
إن الوطنية هي شيء مختلف تماما عن كل العقليات التي حكمت و لا زالت تحكم العراق، فزعيم الحزب "و هي أحزاب أيديولوجية بالتأكيد" هو وحده من يقرر ما هي الوطنية و ما هي معايير هذه الوطنية و متى يكون المشاركون في الحكم شركاء وطنيين أو خونة يستحقون الموت، ببساطة و لأن هذه الأحزاب – مع استثناءات نادرة جدا – تكره الثقافة و المعرفة و الحرية لإغنها تستعين على الدوام بأناس يتم اختيارهم عبر "الولاء" للزعيم و الحزب و من خلال سياسات الحزب تجد أنه أكبر تجمع للمغرورين و الجهلاء و العقليات المستعبدة التي لا ترى في الثقافة إلا كمجموعة معلومات فارغة يستفيد منها الكادر الحزبي في الارتزاق، من هنا كان من واجب المواطنين التحري و البحث عن أي حزب وطني حقيقي لا يستند إلى الطائفة أو القومية و العشيرة بل إلى خلفيته الثقافية العراقية.
إن الأحزاب الطائفية و العرقية القومية لا تختلف عن حزب البعث الذي كان يحكم العراق "المتعدد" بنعرة عرقية عربية، بالتالي تجد أن هذه الأحزاب لا تختلف عن حزب البعث كون الانتماء إليها محصورا بدين أو عرق قومي معين و إذا ما انتمى إليه شخص ينتمي إلى دين أو قومية أخرى فإن المجتمع نفسه يحتقره قبل أن يعتبر هذا الشخص نفسه ناقصا – و كان هذا حال الكردي و التركماني الذي ينتمي للبعث العربي الإشتراكي – و بالتالي فإن هذه الأحزاب تعلن أنها أحزاب غير عراقية لمجرد حصرها على طائفة أو قومية معينة، كانت هذه الأحزاب تمتلك شرعية ما حينما قسم البعث العراق على أساس العرق و الطائفة، و لكن ما أن سقط صنم البعث حتى سقطت هذه الأحزاب معه.
غالبية الأحزاب الموجودة في السلطة تعاني الآن من أزمة انتماء إلى العراق و هي لحد الآن لم تستطع الخروج من زمن الأيديولوجيات و زمن التقوقع وراء نظرية دينية أو قومية، و ما يميز الشعوب المرفهة الديمقراطية الحرة هو أنها تؤمن بشيء واحد فقط إيمانا مطلقا و هو أن للفرد الحق في التفكير و التعبير و العيش وفق الأسلوب الذي يريده هو و دون إكراه من أحد، بالتالي فإن مجموع الأفراد الأحرار ينتخبون من يجسد هذه الحرية، أما نحن العراقيون فغالبا ما نصوت للمنافق الأطول لحية أو البطل القومي الذي يعد كل مرة بمحاسبة المفسدين و هذا مستحيل لأنه السبب الأول للفساد، بالتالي لا تتوقع عزيزي القاريء أن يكون هناك ثمار جيدة لشعب لا يعي مصلحته كأفراد، بل هو مستمر في الإيمان المطلق بهذا الحزب و ذاك التيار و كأن الإنتخاب هو اختبار لدرجة الإيمان و دون أن يدرك السائق أن السيارة بحاجة لبنزين فإن أدعيته و نذوره و مفاخر الآباء "الخالدين"!! لن تحرك السيارة و لا حتى للحظة.

Website: http://www.sohel-writer.i8.com

Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقر و صديقي الأمريكي و الإمام السيستاني
- إشكالية الدين و العلمانية في العراق
- الشعب و برلمان التعليق و العلاق!!
- العراقيون الشيعة – بين العار و العرعور
- دراما للتخدير و دراما للتحرير
- العراق... قائمٌ بذاته
- نحو.. عقل عراقي جديد
- العراق و برلمانه..-النازي-
- جيراننا إرهابيون و حكومتنا جبانة
- حول فكرة -الأب القائد-!!
- نحو..-كتلة وطنية- للمستقبل العراقي
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية(2)
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية..
- العراقيون اليهود.. المظلومون المنسيون
- مؤتمر الفيحاء.. و إقليم البصرة الإنساني
- المالكي.. و أنتاج -الثقافة-!!
- إتحاد الأقاليم الجنوبية لا -إقليم الجنوب-
- لهذه الأسباب.. أكره البعث
- ثقافة رهن الارتزاق!!
- مبادئ لتنمية الديمقراطية العراقية


المزيد.....




- مصادر تكشف لـCNN عن معلومات استخباراتية جديدة بشأن أهداف بوت ...
- المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية -فوجئت- بخبر تعيين روبيو مس ...
- تحقيق في البنتاغون بشأن مشاركة وزير الدفاع أسرار ضرب الحوثي ...
- إسرائيل تعلن شن غارة قرب القصر الرئاسي في دمشق.. ونتنياهو يع ...
- ما حاجة الكوريين إلى المشاركة في عملية روسيا العسكرية الخاصة ...
- لماذا يرفض زيلينسكي وقف إطلاق النار في عيد النصر؟
- الجيش الإسرائيلي يغير قرب القصر الرئاسي في دمشق ونتنياهو يوج ...
- طبيبة: الجلد -الرخامي- قد يكون أحد أعراض ورم الغدة الكظرية
- اكتشاف -إلهة الفجر- مخفية على أعتاب درب التبانة!
- هل أوكرانيا جاهزة لإجراء الانتخابات؟


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - العراقيون بين الديمقراطية و -المعزومية-!!