أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سهيل أحمد بهجت - معك و ضدك يا أستاذ عادل..!!














المزيد.....

معك و ضدك يا أستاذ عادل..!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 09:15
المحور: حقوق الانسان
    


علينا أن لا ننسى المقابر الجماعية و التعذيبات و الجرائم التي ارتكبها نظام البعث المجرم ضد أبناء الشعب العراقي، و على وجه الخصوص ضد أبناء الجنوب و معاناتهم المستمرة لحد الآن، و لكن ما دفعني لكتابة هذا المقال هو خطاب الأستاذ عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية في مؤتمر النجف حول المقابر الجماعية، فقد أكد الرجل على أن الدولة العراقية يجب أن لا تعود إلى الوراء إلى الحكم المركزي الصارم كضمانة لعدم عودة الدكتاتورية إلى البلد، و لكن فات السيد عبد المهدي أن هناك نوعا آخر من الدكتاتورية بدأ بالنشوء.
إن الدكتاتورية ليست متعلقة ببغداد كمدينة بقدر ما يتعلق الأمر بعقلية الحكام و أصحاب السلطة أنفسهم، فقد كانت هناك فترات هيمنت فيها أنظمة حكم مركزية و لكن هذه المركزيات كانت ديمقراطية، و ربما تكون الفدرالية الأمريكية حاليا ذات نزعة مركزية دون أن يكون لهذه المركزية أي صفة دكتاتورية، لكن ماذا نفعل مع فدراليات و أقاليم تحولت بدورها إلى مجموعة دكتاتوريات؟ و ماذا نفعل تجاه "فدرالية" تضطهد مواطنيها على أساس الانتماء الحزبي و العرقي و الطائفي الديني؟
هذا هو السؤال الذي ينبغي على الأستاذ عبد المهدي و غيره أن يجيبونا عليه، فما معنى أن تقوم حكومتنا و بإجماع من الأحزاب المهيمنة في تقديم الدعم المادي و المعنوي لإرهابيي غزة من حماس و جهاد – الذين شجعوا و لا زالوا يحرضون على القتل في بلدنا الذي تحرر للتو – بينما يتغافل حكامنا "المنتخبون"!! عن معاناة الشعب و درجة التخلف التي يعيشها العراقيون، فالعراق حسب تقارير دولية يعيش في مستوى جيبوتي أو أريتيريا أو البنغلاديش، و لكن الحقيقة هي أن مآسي العراقيين أكبر كونهم يعيشون على بحر من النفط، و بينما تتمتع فئة صغيرة بكل خيرات العراق فإن غالبية الشعب تعاني، و لا ننسى أن الشعب الذي صوت لكم يتحمل جزءا من مسؤولية هذا التقصير.
لا زالت أحزابنا "تكفر" و تنكر العراق ليل نهار، فكل حزب يرفع شعارات الأمة القـومية أو الإسلامية و ما إلى ذلك، و ما أن يقع هؤلاء في ضائقة حتى نجدهم قد أصبحوا عراقيين يستنجدون بالحكومة المركزية لأن من واجب "العراق" حمايتهم، و الحقيقة هي أن هذه الأحزاب لا يهمها أي مبدأ لا وطني أو قومي أو حتى ديني، فالمهم هو التشويش على العقل العراقي و إثارة عداوات خارجية – قضية فلسطين و غيرها – و كل يوم و بفضل أزمة يعانيها العراق مع دولة جارة أو إقليمية يتناسى الجميع محنة المواطن العراقي الذي يختبر أصعب وضع يجتازه أي شعب.
الأمر الآخر الذي يتناساه المسؤولون، و أوجه خطابي هنا للأستاذ عادل عبد المهدي، هو أن تضحيات الشعب العراقي و مأساة المقابر الجماعية مستمرة إلى الآن، فالمسألة ليست إقامة مؤتمرات "جمــــــــاهيريــــة" و دعوة الفضائيات و الإذاعات فقط.. نعم من المهم أن نذكـّر شعبنا و العالم بمعاناتنا، و لكن الوفاء للتضحيات يمر عبر إنصاف المواطنين و توفير الحياة الرغيدة و العيش الكريم و حرية التعبير و نظام حقوق الإنسان لكل المواطنين، لكن غالبية التجارب السياسية المتخلفة و التي تعتبر المسؤول و المتنفذ هو وحده الذي يستحق كل شيء – إذ هو الأول و الآخر و المناضل و المجاهد – غالبا ما تنتهي إلى ما نحن عليه الآن، فالوفاء للشهداء و المعاقين و المسجونين لا يكمن فقط في مهرجانات القصائد الشعرية و بعض من المحاضرات الدينية و العلمية و تنتهي "بالتصفيق"، بينما أبناء الشعب و خصوصا مدن المضحين تمتليء بالعاطلين و الفقراء و المرض و الجهل و فقدان الخدمات.
ليست بغداد وحدها مسئولة عن دكتاتوريات سيئة و مجرمة تعاقبت على حكم العراق، بل مناهج أحزابنا التي أصبحت عدوة تقف بالضد من مصلحة الشعب العراقي، بل إن صعاليك ينتمون إلى أحزاب قومية يصرون على تسمية الشـــعب العراقي بـ"الشعوب العراقية"!! كخطوة أولى لتسهيل عمل القاعدة و أذنابها، فكيف نتوقع من أحزاب تتبنى معارك الآخرين و أخرى تتبنى "ولاية السفيه" أن تأتي بالخير إلى العراق و تحرر أهله من الألم و الوهم و الفقر؟ على الشعب أن يطرح بدائل لمن أصبح يتاجر بمعاناته و آلامه.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون بين الديمقراطية و -المعزومية-!!
- الفقر و صديقي الأمريكي و الإمام السيستاني
- إشكالية الدين و العلمانية في العراق
- الشعب و برلمان التعليق و العلاق!!
- العراقيون الشيعة – بين العار و العرعور
- دراما للتخدير و دراما للتحرير
- العراق... قائمٌ بذاته
- نحو.. عقل عراقي جديد
- العراق و برلمانه..-النازي-
- جيراننا إرهابيون و حكومتنا جبانة
- حول فكرة -الأب القائد-!!
- نحو..-كتلة وطنية- للمستقبل العراقي
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية(2)
- (الشخصية العراقية) بين التفكيكية و التحليلية..
- العراقيون اليهود.. المظلومون المنسيون
- مؤتمر الفيحاء.. و إقليم البصرة الإنساني
- المالكي.. و أنتاج -الثقافة-!!
- إتحاد الأقاليم الجنوبية لا -إقليم الجنوب-
- لهذه الأسباب.. أكره البعث
- ثقافة رهن الارتزاق!!


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي: الحرب أدخلت السودان في أكبر كارثة جو ...
- حملات أمنية واعتقالات تطال العشرات في أشرفية صحنايا
- الإمارات تدين -إساءة- استخدام القوات المسلحة السودانية لمنصا ...
- الأمم المتحدة: 92% من الرضّع في غزة محرومون من الغذاء الأساس ...
- روسيا: لا بديل عن عمل الأونروا في غزة
- العفو الدولية تدعو سلطات مالي للتراجع عن مقترح حل الأحزاب
- الأمم المتحدة تدعو الأطراف الليبية للتركيز على مسار توافقي ل ...
- آثار خنق وتعذيب وأعضاء مفقودة.. تحقيق يكشف ما حلّ بصحفية أوك ...
- تركيا تأمر باعتقال 15 شخصا بتهمة التلاعب بالبورصة
- الأونروا تصف حصار غزة بـ-الفضيحة الحقيقية-، ومحكمة العدل الد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سهيل أحمد بهجت - معك و ضدك يا أستاذ عادل..!!