أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - المنصور جعفر - يا أم المساكين














المزيد.....

يا أم المساكين


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 09:57
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في الذكرى الأولى لرحيل السيدة سارة الفاضل

السيدة سارة الفاضل محمود عبد الكريم ساتي علي حاج شريف سيدة من نخيل أمهات السودان، كنداكة نوبية ذات عزم ومضاء ، تذكرني بملكة غانا القديمة "يا سانتويا" التي حاربت حملات العبودية والإستعمار، فقد كانت السيدة سارة مثقفة وقائدة ومناضلة وإبنة وأخت وأم في بيت من أكبر بيوت السياسة في عالم الإسلام والوطن الأفريقي والعربي بكل ما في هذا العالم من تعقيدات السياسة والثورات والإنقلابات والنهوج والمصالح المتعارضة.

وإذ أهلت النشأة في بيت الدين والحكم والطائفة بقدر ما أمنا سارة لتفتُح الثقافة والسياسة فقد أهلتها دراسة علم الإجتماع لفهم أعمق للمحددات القبيلية والعرقية والدينية والطبقية والسياسية لتواشج الأسر والأقوام والطوائف والأوطان.

من خبرة العمل النقابي المطلبي في إتحاد الطلاب الأفارقة وإتحاد الطلاب العرب في الولايات المتحدة أوائل الستينيات ومن شذرة الخبرة في بحوث الأمم المتحدة حين تدربت فيها ثم من خبرة حرمانها من العمل الديبلوماسي، وكذا من خبرة تدريسها التاريخ السوداني والأدب الإنجليزي فإن السيدة سارة حازت بهذه النشأة والثقافة والمعرفة والنضال السياسي الذي سكها وقمنت مكانتها الربانية في سفينة الأسرة-الحزب وسط الأمواج العالية، وبهذا النشاط البسيط كما عرق الذهب في المناجم بزت السيدة سارة عدد كثير من بنات جيلها وعدد كثير من أمهات وبنات الأجيال القادمة .

في زمن السوق والموازين المفردة والأسعار الرابية المطلقة وإنحسار الدخول الطائفية القديمة وإنفتاح المعتقلات والمنافي غالبت السيدة المترفة إطلال الفقر عليها بإرادة وتنظيم وإباء وعفة فكانت ناجحة في إثراء حياة أبناءها وبناتها بالمفيد والجميل، و وسدت لهم ولغيرهم شموس التعليم الصحة والعافية، فكانت في أمهاتنا من النخلات الطويلات الغذيرات الوفيرات .

مع مذر الحركات العسكرية ضد السلطان الحاكم في 5 سبتمبر 1975 وفي 2-3 يوليو 1976 تعرضت هذه الملكة الشمس للإعتقال والعسف والظلمات مما أخذ شيئاً من صحتها أخذ الأرض من ضوء الشمس، ومع حنكتها ورباطة جأشها سطعت شيمتها في كظم الغيظ والعفو والتسامح ، وفي إدارة الأمور بعقلية العدل والنفع العام في الحاضر والمستقبل لا بنزغ الكيد والتجبر الذي يسم الصغار .

في جهدها السياسي أسست في بيت الطائفة والحزب التقليدي بعض عزائم الأمور الحديثة للتداول والتشاور والقرار والإنفاذ، ولم يكن ذلك التأسيس هيناً في زمن يمزقه الإستبداد الطائفي وتعصفه ديكتاتورية فرد في الدولة المقيدة بسيطرة وهيمنة الدول الغربية وتوابعها، ولكن السيدة سارة بحسن في نظرها ومضاء في عزمها ونور في بصيرتها ودقة في تنظيمها نجحت نوعاً ما في تحويل بيت السيادة والإشارة إلى مؤسسة ذات ليبرالية متزايدة تتجه إلى العدالة الإجتماعية إتجاهاً واضحاً أسفر عنه برنامج حزب الأمة المصدر في سنة 1986. وإن ثقل هذا الإتجاه بآسار الحالة الطائفية وعصبيتها في المجتمع وطبيعة القوامة في الأسرة فقد سجل التاريخ أدوارا عددا لهذه السيدة النبيلة في البعد عن الأرستقراطية والإتجاه إلى القسط والعدالة الإجتماعية فاق ما كان للملكة الصالحة أروى في اليمن.

وإذ قضت السيدة سارة عمرها بين الورق والحكم والصلاة وأسرة عددا وطائفة شتى وبلاد عاجة ماجة فإن السيدة الفاضلة سارة لم تك مجرد أنديرا غاندي أو بندرنايكا بل كانت تجتهد لتكون في مصاف النساء المقاتلات جميلة بوحريد وفاطمة برناوي وغيرهن فصارت بين القصرين أم المساكين في السودان، فالحمد لله على ما قضى فينا بوفاتها والرحمة والمغفرة لها والسلام عليها وعلى أسرتها وبلادها.





#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأستاذ إسماعيل العتباني
- خفق الإنتصار للحزب ضد تيار (سِيِبَك، فِكك منو) !
- إستراتيجيات المسألة الإسرائيلية والمسألة السودانية
- قدس الله سر هذا الحذاء
- نقاط إلى مؤتمر الحزب
- من جدل الصراع القومي والصراع الطبقي والتنظيم السياسي
- إنتقاد مشروع البرنامج
- التحول الديمقراطي في معسكر كلمة
- تغبيش الحقيقة
- خمسة تناقضات
- إنتقاد مقالات السر: حياة الوطن في تقدم الحزب الشيوعي لا في ع ...
- التنمية الصاح والتنمية الكشا مشى
- ياااا حسن!! (2 )
- يا اا حسن!
- إلى إحيمر الثوري ضد إحيمر السياسي (بتاع لا نسبية أحمد وحاج أ ...
- الناس دي جنت ولا شنو ؟؟؟!!!
- رفع الكلاش
- تقدم إلى العدالة وأترك الحق والإنصاف لشعبنا
- الفدائي حين يُمتَحنُ
- واجبات القائد الشيوعي حين يلاقي إنتقاداً


المزيد.....




- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...
- تيسير خالد : قرية المغير شاهد على وحشية وبربرية ميليشيات بن ...
- على طريقة البوعزيزي.. وفاة شاب تونسي في القيروان


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - المنصور جعفر - يا أم المساكين