أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رياض الأسدي - هل كان نهر الدم في غزة يستحقّ هذا القرار الاممي؟














المزيد.....

هل كان نهر الدم في غزة يستحقّ هذا القرار الاممي؟


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2522 - 2009 / 1 / 10 - 09:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا برقم1860 وبأغلبية (14) صوتا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت ويدعو القرار إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة يليه انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية. وعقب صدور القرار قالت وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفنى: "إن إسرائيل عملت وتعمل وستعمل طبقا لمصلحة أمنها وأمن مواطنيها فقط وحقها في الدفاع عن النفس" هكذا ينظر الصهاينة إلى شؤون القضية الفلسطينية. ولا ندري من يستحق الدفاع عن النفس أولا المحتل أم الذي احتلت أرضه؟
أما (إيلى يشاى) نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقال إن مجلس الأمن أصبح ناطقا باسم حماس وإسماعيل هنية – عجيب أمور غريب قضية!- وأضاف: " إن "شيئا لن يحدث إذا أبقت إسرائيل هذا القرار حبرا على ورق" مثلما أبقت عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن من قبل. كما يعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتماعا الجمعة لدراسة الرد الإسرائيلي على هذا القرار. ولم يتأخر رد حماس حيث صرح ممثل حركة حماس في بيروت أسامة حمدان ل(بي بي سي) إن الحركة ترفض القرار.
هل يحتاج الفلسطينيون إلى كلّ هذه الدماء البريئة وتدمير البنى التحتية التي عكفت عليها السلطة الفلسطينية على مدى 15 عاما في غزة من اجل توكيد حقوقهم في الحياة والدفاع عن وطنهم؟ تقول إسرائيل متبجحة أنها تدافع عن شعبها الذي يتعرض للقصف الصاروخي الحماسي، وتقول حماس أنها ألغت التهدئة بينها وبين إسرائيل للدفاع عن الشعب الفلسطيني. وبين هذا وذاك حدثت اكبر مذبحة في القرن الحادي والعشرين بعد مذابح العراقيين طبعا.
ماذا جنى هذا الشعب المعدم في إمارة غزة- مليون ونصف إنسان وستة أشخاص للكيلومتر المربع الواحد- لكي تتواصل سكاكين المطابخ السياسية على ذبحه من حين لآخر؟ هل كان هذا القرار الاممي الجديد يتناسب وسيل دماء الأطفال والنساء التي أثر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض على إظهارها على شاشات التلفاز أخيرا البارحة وخاصة تلك الصور لرؤوس أطفال مقطوعة. وكذلك سلسلة الحصارات والعذابات ونقص الأدوية والأغذية وإغلاق المعابر وقصف البيوت على ساكنيها وتدمير المدارس والتي تعرض لها المدنيون الفلسطينيون فبل غيرهم في إمارة غزة ودفعوا ثمنها باهظا؟
جاء قرار مجلس الأمن الأخير بحق إمارة غزة مطابقا تماما لعموم توقعات المعنيين والمراقبين للشأن العربي والفلسطيني. وهو قرار يشبه القرار 1701 المتعلق بإنهاء الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006 وهو يتلخص بوقف لإطلاق النار ونشر قوات مراقبة دولية فاصلة بين الطرفين. ولماذا تقوم حماس بإلغاء التهدئة بينها وبين إسرائيل لتنتهي بوقف إطلاق النار دائم؟ وهل كان عدد الصواريخ المحلية الصنع من نوع القسام تستطيع تدمير إسرائيل التي تمتلك (رسميا) 300 رأس نووي وترسانة كبيرة من الأسلحة البيولوجية والكيماوية لا يعلم بها إلا الله وحده.
أما نحن المدنيين المساكين في غزة الآن وفي عراق (الكيماوي المزدوج) سابقا فلا نعلم شيئا إلا بعد فوات الأوان. وربما لا نريد – أو يراد لنا- ان لا نعلم شيئا عن مأساتنا وهواننا بعد ذلك أيضا. وما يخططه لنا السياسيون والعسكر من كل لون: عسكر رسميون بنجوم لامعة ولحى حليقة، عسكر مرقطون بلحى طويلة، وعسكر ملثمون لا تعرف ماذا يريدون. هكذا تجري الأمور في هذه المرحلة الشائكة بالأسلاك الشائكة. ويريدون لنا ان نعبرها بجلودنا العارية وعلى طريقة رجال الصاعقة المصرية القدماء الذين لم يصعقوا أحدا. سبحان الله!
فإسرائيل تعد الجيش الخامس في العالم من حيث التنظيم والتسليح والصناعة العسكرية والرؤية الإستراتيجية، وهم كانوا قبل ستين عاما مجرد مليشيات لكنهم استطاعوا هزيمة (60000) من الجيوش العربية عام 1948 – طبعا إن الوثائق الحربية الأخيرة أظهرت أنهم لا يعدو ان يكونوا غير (2000) عسكري سيء التدريب- ونحن لدينا كل الجيوش العربية مجتمعة، وعلى رأسها الجيش العربي المصري (جيش الكنانة) أصبحوا خارج قوس الصراع العسكري طبعا لأن اليهود أذاقوهم مرّ الهزيمة عام 1967 وتظهر الوثائق الأخيرة حالات الإعدام الجماعية للجنود المصريين وهم أرسلوا بملابسهم المدنية بجلاليبهم الصعيدية العريضة الهفهافة وعماتهم البيض المميزة لطيران طبعا.
هكذا كانت تجري الأمور في عهد المشير العظيم عبد الحكيم عامر - رحمه الله- الذي كان سكرانا وبحضن الفنانة برلنتي عبد الحميد وقت قصف المطارات المصرية للطائرات الجاثمة على الأرض؛ مرحى انتحر عبد الحكيم عامر وترك صاحب اكبر هزيمة عربية اليوزباشي جمال عبد الناصر على كرسي الحكم بعد استقالته البائسة المشهورة. بل إن الجيش المصري _ بارك الله فيه!_ قام في المدة الأخيرة من أزمة الخبز بدور الفرانين ونزل إلى الشارع لحل أزمة الخبز التي كان النظام المباركي المسؤول الأول عنها: مرحى لهذا الدور التاريخي المناط به وشكرا لهذا الجيش الذي خاض سلسلة من الهزائم أمام إسرائيل.
لماذا لا نعترف بشيء من الحقيقة المرة التي نعيشها ونقول إن الصراع العسكري بيننا وبين إسرائيل لم يعد مجديا، وحان الوقت لنقوم بصراع حضاري وسياسي يعتمد العلم والتخطيط والعقلنة. لماذا لا نريد إلا الفوران العاطفي الذي لا يثمر بالنتيجة إلا عن قرارات لصالح العدو الصهيوني ويقدم له فرصا كاملة لكسب الجولات ضدنا.
هاهو القرار الجديد يتخذ من إسرائيل سياجا لحمايتها تماما مثلما هو القرار 1701 الذي جاء بقوات مراقبة دولية وحتى تلك الصواريخ التي سقطت على نهاريا فقد تنصل عنها حزب الله. وبالطبع يمكن ان يحدث في غزة ما حدث في جنوب لبنان أيضا، ويمكن للقوات التابعة للأمم المتحدة ومنها ربما تكون قوات سعودية – كما هو التصريح الأخير- لحماية إسرائيل من سقوط صواريخ القسام التي لم تجرح أو تقتل إلا بضعة أشخاص في جنوب إسرائيل كما عن القرار ينص على غلق جميع أنفاق تهريب السلاح إلى غزة من مصر ووضع قوات مراقبة دولية في هذا المجال إلى جانب فتح المعابر ورفع الحصار عن غزة والقيام مصالحة فلسطينية. فهل كانت المذبحة الغزاوية الكبرى تحتاج على كل هذا السيل من الدماء لتحقيق تهدئة دائمة مع إسرائيل؟



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفن غزة بلا أشرعة
- عودة العسكر إلى العراق؟؟
- صاحب أكبر (خلوها سكته)
- لنتكاشف: أسئلة مابعد الحرائق
- أوباما: سراب العرب الأخير
- صقور (بيت أفيلح) الأخرانيين
- يوجد لدينا مختبر جديد لإبن الجزري؟!
- عرب عاربة وآمال خائبة وكباب بالساطور!
- ادعوكم للتوقف عن الكتابة!
- الزورخانيون .. وكلّ (24) يوما
- العراقيون رواية بوليسية طويلة
- الماركسية في عالم متغير
- تعالوا إلى زها محمد حديد
- تعددت السفن والطوفان واحد
- حديث إبن الرافدين: حساب عرب سياسي
- البحث عن قبعة نابليون
- المسيري: ثلمة في جدار قديم
- نادورام كوتشي
- وهم العالمية: بيس نفر
- حزن ما بعد المليون


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رياض الأسدي - هل كان نهر الدم في غزة يستحقّ هذا القرار الاممي؟