أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حاكم كريم عطية - ظاهرة فجج الرؤوس هل تتناسب مع المجتمع الحضاري














المزيد.....

ظاهرة فجج الرؤوس هل تتناسب مع المجتمع الحضاري


حاكم كريم عطية

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 08:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



في العام الماضي كتبت وكتب الكثيرين غيري عن ظاهرة التطبير في العاشر من محرم والذي يصادف ذكرى أستشهاد الأمام الحسين وهو تقليد أعتاد الشيعة على ممارسته لمئات السنين ويرجعه البعض ألى الدولة الصفوية وشعائرها الدينية وتقاليدها وهناك ممارسات أخرى بجانب التطبير مثل ضرب الزنجيل الذي يحتوي على رؤوس الشفرات الجارحة واللطم على الصدور والرؤوس وقديما كان يسمى نوع من جلد الذات أتبعته الكنيسة حيث يستعمل نوع من النباتات ذات النهايات الحادة لضرب الظهور وأدمائها وهو نوع من جلد الذات يشابه ما يمارسه الشيعة في ايران والعراق وأماكن أخرى ويوصف هذا التقليد من قبل الكثيرين على أنه لا يتناسب مع روح العصر ولا يعبر عن حب الشخصية التي من أجلها يمارس هذا التقليد بل هو نوع من السادية في أيذاء النفس لا تجعل الأنسان يؤمن حقا بأنه يجلد نفسه أو يفج رأسه لحب أحد بقدر ما هو عقاب ذاتي للنفس لخذلان شخص ما أو مجموعة من البشر وهو تقليد مع عاد يتوافق مع لغة العصر والمجتمع البشري حيث تطورت المجتمعات البشرية وتخلصت من عادات كثيرة فظاهرة الجلد في الكنيسة المسيحية أنتهت قبل دخول القرن التاسع عشر وهناك ظواهر كثيرة في الديانات الأخرى أختفت وأضمحلت وحل محلها ظواهر تتماشى وروح العصر وتطور المجتمعات البشرية.
ويذهب البعض ألى أن المجتهدين وعلماء الدين قد حرموا هذه الظاهرة وذهب البعض منهم لأصدار فتاوي بذلك ويؤكد قسم منهم أن دخول هذه الظاهرة ألى المجتمع العراقي قد عاصر حكم الصفويين ولا يرتبط بأي علاقة بالدين الأسلامي أو المذهب الشيعي فالوقت الذي يدافع عنها الكثير من المجتهدين ورجال الدين وقادة الأحزاب السياسية الدينية لأسباب عديدة تغلف بحب شخصية الحسين الثائر وصحبه وحب آل البيت عموما وهناك ظاهرة يمكن أن نتلمسها بعد سقوط نظام صدام حسين وتولي أحزاب الأسلام السياسي مراكز القيادة في العملية السياسية أنتشار ظاهرة تشجيع هذه المظاهر من الزيارات وكثرتها وتخصيص أيام عطل لا تتناسب مع الوضع الأمني ولا الوضع الأقتصادي ولا الوضع السياسي وظهر العديد من المراكز التجارية والشركات التي تؤمن المعدات واللوازم لأنشار مثل هذه المظاهر حيث شغلت القوات الأمنية وأجهزتها بسيل من المناسبات زاد من ثقل واجباتها في محاربة فلول القاعدة والبعثيين والعصابات وأبطال الفساد الأداري والمالي كما أن بلدا مخربا تعتريه مشاكل أقتصادية وبطالة مخيفة يحتاج ألى كل يوم للبناء والأعمار وتخليص هذه الفلول التي تشارك في هذه المناسبات من حالات الفقر والعوز والأنتقال بأوضاعهم المادية والخدمية والأجتماعية ألى وضع أفضل بكثير أما من الناحية السياسية فقد كرست هذه الظاهرة الأنقسام الطائفي وأستغلت المنابر الأعلامية وحتى الحكومية منها لهذا الغرض مما زاد الوضع تعقيدا وأصبحت القوى والأحزاب السياسية أبعد ما تكون ألى الوصول ألى حل ينقذ البلاد من وضعها المزري ويذهب الكثير من المحللين السياسيين ألى أن ظاهرة دعم هذه المظاهر وترسيخها هو جزء من آلية قوى الأسلام السياسي خدمة للدعاية السياسية والأنتخابية وتغطية مظاهر الفشل في السياسة والبناء والفساد الأداري والمالي وأبتعاد الأجهزة التشريعية والقانونية عن الدستور وحقوق المواطن العراقي وعدم أستقلالية القضاء في مشاكل كثيرة كما وأن الأحزاب السياسية الأسلامية مقبلة على الأنتخابات المحلية ونحن نعرف جيدا أن تركيب هذه الأحزاب الطائفية قد خلق في الجامع والحسينية فلا يمكن أن ينشط ألا فيهما ولذلك تلتف هذه الأحزاب على تعليمات المفوضية العليا للأنتخابات بأشكال عديدة وتمارس الضغوط على الناخب بأشكال عديدة أيضا بحيث لا يمكن للمفوضية أن تحدد الحزب المتجاوز على تعليماتها في ظل حالة من الفوضى تترافق مع هذه المظاهر وقد أستغل الكثير من رجال الدين والناشطين للدعوة للأنتخاب التهجم على الخصوم السياسيين والكتل الأخرى وأستغل المظهر الديني أبشع أستغلال غير مكترثين بما حددته المفوضية العليا للأنتخابات وهو أجحاف بحق الكيانات والكتل السياسية غير الدينية .
وجاءت ظاهرة فج الرؤوس لتكمل الصورة والدعوة ألى حب آل البيت بهذه الطريقة التي ما عادت تتوافق مع روح العصر وتطوره وكنت قد أقترحت في العام الماضي مقترحا اعيده هذا العام بأن يخصص هذا اليوم للتبرع بالدم للضحايا والجرحى من العمليات الأرهابية كذلك لمرضى السرطان اللوكيميا من الأطفال والكبار وكان يمكن أن يكون خير عمل تضامني مع الشعب الفلسطيني لو جعل هذا العام يوم تبرع بالمال والدم لضحايا العدوان الأسرائيلي على غزة وأهلها وهناك الكثير الكثير من المشاريع التي ستجذب الكثيرين لحب الحسين والقضية التي ثار من أجلها وستجعل الكثير من المجتمعات البشرية تتعاطف معنا في أستذكار هذا الحدث بدل من أن تنتشر الحسينيات في الدول المتطورة للطم وفج الرؤوس ونشرالتعاليم عن واقعة أستشهاد الحسين وربطها بهذه العادات المتخلفة أكتب موضوعي هذا مع جل أحترامي لمن يزاول هذه الشعائر ولكننا نعيش في القرن الحادي والعشرين ونحن بحاجة لمواكبة العصر والمجتمعات البشرية.



#حاكم_كريم_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل أن لا يلدغ العراقيين من صناديق الأقتراع مرة أخرى
- محاكمة أعوان النظام في جرائم قتل وتعذيب
- المحاصصة داء يسري داخل الكتل السياسية
- يا أهل بغداد أرجعوا مجدها
- مؤتمرات لجذب الكفاءات العراقية
- أنتخبوا العراق
- المرأة العراقية ضحية الصراع الحالي في العراق
- -أوباما- من -الأوتاد- التي تظهر قبل ظهور المهدي المنتظر!!!!! ...
- نعم أيها العزيز عدنان الظاهر سنطأطيء رؤسنا للنصيرات ولكن ليس ...
- بشرى لذوي الدخل المحدود من وزير المالية -ذهب تحت المخاديد-
- مؤتمر صحفي لثلاثة من المعنيين بالأقتصاد العراقي
- ملامح أصطفاف القوى بعد رفض الأتفاقية العراقية الأمريكية
- أين قتلة كامل شياع يا وزارة الداخلية
- سيبقى السؤال من هم قتلة كامل شياع
- محطة القامشلي القاعدة الخلفية للأنصار الشيوعيين الجزء الثاني
- سياسة التوافق هل أصبحت وجه آخر للمحاصصة
- ما أشبه اليوم بالبارحة خطرالشيعة وظلال أفغانستان
- دعوة لتوثيق تأريخ الحركة الأنصارية وتجربة الكفاح المسلح
- رمضان هل أصبح من هموم الفقراء في العراق
- كونفرنس الأنصار الشيوعيين شجون الذاكرة وآمال المستقبل


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حاكم كريم عطية - ظاهرة فجج الرؤوس هل تتناسب مع المجتمع الحضاري