أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الحنفي - أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟.....16














المزيد.....

أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟.....16


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:52
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


إهداء ... إلى زوج الرفيق / الفقيد عرش بوبكر، المناضل الطليعي الذي كرس حياته في التفاني في تعليم أبناء الكادحين. إلى تلاميذه في ربوع هذا الوطن.

إلى رفاقه الذين لا زالوا على قيد الحياة.

من أجل الوفاء إلى الرسالة التربوية التي وقفت وراء انفراز ثلة من المناضلين الأوفياء من الذين قضوا، ومن الذين لازالوا على قيد الحياة.

محمد الحنفي
التطور الديمقراطي للمجتمع، وتطور المدرسة العمومية:.....1

إن المدرسة العمومية، أي مدرسة عمومية، وفي أي بلد، وفي إطار أي نظام، هي جزء من المجتمع في واقعه، وفي تطوره المستقبلي، وفي تفاعل حاضره بماضيه. وما دامت كذلك، فهي المرآة التي يكون عليها المجتمع، وتتحدد وظيفتها بناء على ذلك.

فإذا كان المجتمع يعاني من الاستبداد فإن المدرسة العمومية سوف تعاني من ذلك الاستبداد على مستوى البرامج، وعلى مستوى التقرير، والتنفيذ، وعلى مستوى التوجه التربوي، الذي يسود في المدرسة العمومية.

أما إذا كان مجالا لتصريف ديمقراطية الواجهة، فإن المدرسة العمومية، أيضا، تصير مجالا لتصريف ديمقراطية الواجهة، لأن هذه الديمقراطية، ومن هذا النوع، تخفي وراءها طابع الممارسة الاستبدادية، وعندما يصر النظام القائم ديمقراطيا، وعلى أساس قيام دستور ديمقراطي، وانطلاقا من إيجاد قوانين انتخابية، تجسد الرغبة السياسية في قيام ديمقراطية حقيقية، تجسد إرادة الشعب، أي شعب، فان المدرسة العمومية تصير، كذلك، قائمة على أساس الاختيارات الديمقراطية، والشعبية. فالديمقراطية في المدرسة العمومية، التي تعتبر امتداد للديمقراطية القائمة في المجتمع، تقتضي مساهمة جميع المعنيين المباشرين، وغير المباشرين، في التقرير، والتدبير، على مستوى وضع البرامج التعليمية، وفي مختلف التخصصات، وعلى مستوى اختيار الإدارة التربوية، وعلى مستوى تكوين المدرسين، وعلى مستوى إجراء العملية التربوية / التعليمية، وعلى مستوى التقويم، وعلى مستوى المردودية القريبة، والمتوسطة، والبعيدة المدى. وهذه المساهمة تجعل جميع لمعنيين أمام المسئولية التاريخية، التي تفرض الحرص على أن يكون الاختيار حرا، ونزيها، وأن يكون التقرير، والتنفيذ، في إطار من الشفافية التي يصير فيها كل شيء واضحا، وأمام الجميع، ولا مجال لأي ممارسة تدليسية / تضليلية، لإيجاد مناخ ينشأ فيه أبناء الشعب على أساس ديمقراطي، حتى يتربوا على ممارسة الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

هذا على المستوى العام. أما على مستوى التطور الديمقراطي للمجتمع المغربي، وتطور المدرسة العمومية المغربية، فإننا نجد أن المدرسة العمومية، ومنذ نشأتها، ارتبطت باختيارات الطبقة الحاكمة، ومهما كانت هذه الطبقة، حتى تعمل على إعادة إنتاج نفس الهياكل القائمة في المجتمع المغربي، في مرحلة تاريخية محددة.

فالمدرسة العمومية في عهد الاحتلال الأجنبي للمغرب، كانت لا ديمقراطية، ولا شعبية، ولا وطنية، مما يجعلها لا تخدم إلا إعادة إنتاج نفس الهياكل الاستعمارية، التي عرفها المغرب في مرحلة تاريخية محددة.

وعندما صار المغرب يتمتع باستقلاله السياسي، صارت المدرسة العمومية في خدمة الحاجيات الوطنية الملحة، التي اقتضتها المتطلبات الآنية، والمرحلية، ولكن، في نفس الوقت، أريد لها أن تخدم الأهداف المخزنية، التي ترتب عنها تحويل المدرسة العمومية إلى وسيلة لمخزنة المجتمع، ولتكريس الاستبداد القائم، ولإنتاج من يسعى إلى فرض استبداد بديل، سواء كانت هذه المدرسة عصرية، أو أصيلة، كما يراد لها أن تسمى.

وعندما انفرز التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، من رحم استغلال النفوذ، وانتشار الفساد الإداري، وممارسة التهريب، والإرشاء، والارتشاء، والاتجار في المخدرات، وفي كل مكان، ولا زال، يعتبر محرما، والمضاربات العقارية، واحتكار البضائع، وغيرها، تحولت المدرسة العمومية إلى وسيلة لخدمة مصالح التحالف البورجوازي الإقطاعي، في ارتباط بالمؤسسات المالية الدولية، وبالشركات العابرة للقارات، وغير ذالك من الشركات العابرة للقارات، باعتبار ذلك التحالف مشكلا للطبقة الحاكمة، وجزءا لا يتجزأ من المؤسسة المخزنية، مما يحول تلك الخدمة إلى خدمة مزدوجة.

وبعد تحول المغرب، وبسبب الضغوطات المحلية، والدولية، وكنتيجة للتحولات النوعية، التي صار يعرفها الواقع في تجلياته المختلفة، إلى دولة تعتبر نفسها ديمقراطية، بفعل الأخذ بممارسة ديمقراطية الواجهة، التي لا تخرج عن كونها شرعنة للاستبداد القائم، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، صارت المدرسة المغربية تظهر وكأنها مدرسة ديمقراطية، في الوقت الذي لا تسعى فيه إلا لخدمة مصالح التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، إلى جانب خدمة مصالح الاستبداد المخزني. ومعلوم أن ممارسة ديمقراطية الواجهة، ليس إلا وسيلة لتضليل الجماهير وتوهيمها بأن ديمقراطية الواجهة هي الديمقراطية الحقيقية، حتى لا تنتبه الجماهير إلى ما يمارس عليها، من استعباد، واستبداد، واستغلال، وحتى لا تعمل الجماهير على الارتباط بالحركة الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية المناضلة، من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

وما دام المجتمع المغربي لم يرق بعد إلى مستوى صيرورتها مدرسة ديمقراطية، فإن المدرسة العمومية لازالت، كذلك، لم ترق بعد إلى صيرورتها مدرسة ديمقراطية.

وما دام المجتمع مرتبطا بالتحولات التي يعرفها العالم، وما دامت حاجيات الدولة، والشركات الخاصة، تعمل على تقليص العاملين فيها، ما أمكن، واعتماد المكننة، بدل الإمكانيات البشرية، فان المدرسة العمومية صارت تلعب دور الحارس الأمني، الذي يتكلف بمراقبة الأطفال في سن التمدرس، في فترات معينة، حتى يتم استنفاذ تلك الفترات، لتلقي بهم في الشارع، ودون مؤهلات تذكر، ليحول الدور الذي تقوم به المدرسة العمومية إلى المدرسة الخصوصية، التي صارت مدرسة طبقية بامتياز.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟..... ...
- هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار ...
- هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار ...
- هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار ...
- هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار ...
- هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الحنفي - أثر الممارسة الديمقراطية في تكريس دور المدرسة العمومية؟.....16