أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار النظام الرأسمالي؟.....2















المزيد.....

هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار النظام الرأسمالي؟.....2


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2485 - 2008 / 12 / 4 - 09:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



الأزمة المالية الأمريكية، والأزمة الرأسمالية العالمية:

وحتى نكون واقعيين أكثر، علينا أن ننطلق من أن النظام الرأسمالي، ومنذ قيام الدولة الرأسمالية، وهي تحمل أزمتها معها، وإلا:

فلماذا قيام الثورة العمالية المعروفة بكومونة باريز؟

ولماذا لجأ النظام الرأسمالي إلى احتلال القارات الخمس؟

ولماذا يرفع شعارات تضليلية توهم الجماهير العمالية، وباقي الكادحين، بعدالة هذا النظام، وبديمقراطيته، وباحترامه لحقوق الإنسان، في الوقت الذي يتنكر هو نفسه لكل ذلك، ويعمل على عدم أجرأة شعاراته، من خلال البرامج، والقوانين، والقرارات، إلا إذا كان ذلك يخدم مصالح النظام الرأسمالي؟

ولذلك، فالأزمة المالية الأمريكية، هي فعلا بادرة أولية لأزمة رأسمالية عالمية، ولكنها الأزمة التي جاءت في سياق مضاعفة استغلال الشعوب، في ظل ما صار يعرف بالنظام الرأسمالي المعولم، الذي صار يلتهم كل شيء لصالح الرأسمالية الأمريكية بالدرجة الأولى، والرأسمالية الأوربية بالدرجة الثانية، والرأسمالية المحلية بالدرجة الثالثة. وهذا السياق يقتضي تأثير الأزمة المالية الأمريكية على الرأسمالية العالمية، وعلى الرأسمالية الجهوية، وعلى الرأسمالية المحلية في نفس الوقت. إلا أن هذا التأثير لا يتجاوز إعطاء الفرصة للدول الرأسمالية في مستوياتها المختلفة، من أجل التدخل لصالح الرأسمالية في مستوياتها المختلفة، على حساب الجماهير الشعبية الكادحة، التي سوف تعاني من المزيد من الضرائب، ومن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ومن الجهل، والمرض، والفقر، بسبب ما تتعرض له العملات من انخفاض في القيمة.

وتدخل الدول لصالح إعادة الاعتبار للرأسمالية، ولأبناكها المختلفة، لا يضر الجماهير الشعبية الكادحة فقط، بل يعمل كذلك على شرعنة تسريح المزيد من العمال، وباقي الأجراء، كمظهر من مظاهر هذه الأزمة، ويقطع الطريق أمام إمكانية انفراز قوى قادرة على رفع حدة الصراع، وقيادته، بالاعتماد على الجماهير الشعبية الكادحة، حتى تبقى الرأسمالية، كعادتها، متربعة على عرش الاستغلال المادي، والمعنوي. وهو ما يعني أن الأزمة الرأسمالية العالمية، هي أزمة توظف لصالح دعم القوى الرأسمالية.

وعلى المستوى المرحلي، فإن من سيستفيد بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، هي القوى الظلامية، بتوجهاتها المختلفة: الظاهرة منها، والخفية، نظرا لدورها، ومنذ نهاية القرن العشرين، وبداية القرن الواحد والعشرين، في تجيش الجماهير الشعبية المقهورة، التي صارت، بسبب ذلك التجييش، مستلبة، لا تتعامل مع الواقع إلا من خلال المنظور الظلامي، حسب كل توجه على حدة، ونظرا لدخولها في مواجهة مكشوفة مع زعيمة الرأسمالية العالمية: الولايات المتحدة الأمريكية، ومع الأنظمة التابعة لها. وهذه الاستفادة لا تعني دخول الظلاميين في عملية إشراك الجماهير في الاستفادة من نتائج الأزمة الرأسمالية، بقدر ما يعني التخلي، وبصفة نهائية، عن كل ما حققته البشرية من تطور، وعلى جميع الأصعدة، وبقوة الحديد والنار، لصالح صعود القيم الرجعية المتخلفة، التي تصير سائدة في مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

ذلك أن القوى الظلامية التي سوف تكون المستفيد الأول من الأزمة المالية الأمريكية، والعالمية، ومن انهيار النظام الرأسمالي العالمي، سوف تسعى إلى:

1) ترسيخ الحكم الثيوقراطي، الذي سوف يحكم العالم باسم الغيب، وعلى جميع المستويات التي تصير خاضعة لما يريده الظلاميون، الذين تعتبر إرادتهم من إرادة الغيب، الذي يتنوع بتنوع المعتقدات الظلامية، والذي يسلب الإنسان كل حرياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، لتصير الحياة، بكل ما يجرى فيها، رهينة بما يقتضيه الخضوع لما يريده ذلك الغيب، وعلى جميع المستويات.

2) قطع الطريق أمام إمكانية العمل على تحقيق الحريات العامة، والخاصة، ومن أجل تكريس الاستعباد كقيمة أزلية، ليصير الظلاميون أسيادا جددا للعالم، وغيرهم عبيدا لهم، فكأن العبودية سوف تصير قدرا للبشرية، والسيادة قدرا للظلاميين، الأمر الذي يترتب عنه صيرورة العبيد، وما يتصرفون فيه، ملكا للأسياد الجدد / القدماء.

3) قطع الطريق أمام إمكانية النضال من أجل الديمقراطية، وعلى المستوى العالمي، والجهوي، والقطري، ما دامت الديمقراطية، في نظر الظلاميين، كفرا، وإلحادا، وبدعة رأسمالية، ليصير الاستبداد بذلك هو المبتدأ، والمنتهى، الأمر الذي يترتب عنه عدم التفكير في إيجاد دساتير ديمقراطية، وإيقاف العمل بما هو قائم منها، والتخلي وبصفة نهائية عن التفكير في إجراء انتخابات حرة، ونزيهة، لإيجاد مؤسسات تمثيلية حقيقية، تنفرز عنها حكومة تعمل على خدمة مصلح الشعب في أي بلد من البلدان، وعلى المستوى العالمي، ما دام كل ذلك يتناقض مع منطق الاستبداد الظلامي، الذي نعتبره استبدادا بديلا للاستبداد الرأسمالي القائم.

4) قطع الطريق أمام مكانية النضال الحقوقي، الذي يسعى إلى تحقيق تمتيع جميع الناس بجميع حقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، من منطلق أن حقوق الإنسان هي بدعة غربية كافرة، وسعي إلى تسييد القدرية، التي تجعل حياة الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مجرد قدر، ولا يد للإنسان فيه، ويجب أن يعمل على قبوله، باعتبار ذلك القبول جزءا من إرادة الله.

5) أقامة نظام ظلامي عالمي، يشرف على إنشاء أنظمة ظلامية قطرية، تعمل جميعها على جعل الاستبداد الظلامي يتخلل الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تنفي كل ما يتناقض مع طبيعة الاستبداد الظلامي.

وبما أن النظام الرأسمالي العالمي، الذي عمل ومنذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين، على ترسيخ جذور القوى الظلامية في الأرض، وجعلها وسيلة لمحاربة القوى التقدمية، والديمقراطية، ولاستئصال الحركة العمالية من على وجه الأرض، من أجل فرض اعتبار الرأسمالية نهاية للتاريخ، كما ذهب إلى ذلك المنظر الرأسمالي: فوكو ياما، وبما أنه أدرك في نهاية المطاف، وخاصة بعد أحداث 11 شتنبر المعروفة، أن دعمه للقوى الظلامية انعكس عليه سلبا، وكلفه كثيرا، فإن النظام الرأسمالي سوف يعمل، وبكل ما توفر لديه من إمكانيات على أن لا يصير مصير العالم بيد القوى الظلامية، ولكنه، في نفس الوقت، سوف يطور آلياته، من أجل الحيلولة دون نهوض القوى التقدمية، والديمقراطية، ودون ظهور حركة عمالية رائدة، حتى لا تعمل على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، باعتبارها أهدافا كبرى، تتناقض تناقضا مطلقا، مع طبيعة النظام الرأسمالي.

ولذلك سوف يعمل النظام الرأسمالي العالمي، وفي إطار التضامن بين دوله الغربية، والتابعة في نفس الوقت، على تجاوز الأزمة المالية للولايات المتحدة الأمريكية، بما يخدم مصالح النظام الرأسمالي العالمي، ومصالح الرأسماليين في كل مكان من العالم. وفي هذا الأفق سوف تتحرك كل الآلات الرأسمالية، من أجل تجاوز الأزمة الرأسمالية الأمريكية، حتى لا تصير الشرارة التي تحرق النظام الرأسمالي العالمي، والجهوي، والقطري.

والأزمة الرأسمالية التي تؤدي إلى التحول الإيجابي لصالح البشرية هي التي تكون نتيجة لقيام صراع طبقي حقيقي، بين الطبقات المستغلة للبشرية، وبين الطبقات التي يمارس عليها الاستغلال، بقيادة الحركة العمالية التي سوف تعرف نهوضا جارفا لكل ما تجده في طريقها من أجل إقامة نظام اشتراكي، يضمن تمتيع جميع الناس، بجميع الحقوق، كما يراها الاشتراكيون، ويحقق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، كما يقتضيها النظام الاشتراكي.






#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفدراليين، وأستنتج منها ...
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....7
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....6
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....5
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....4
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....3
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....2
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....1
- الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر ...
- العلمانية وحقوق الإنسان
- الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر ...
- الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر ...
- الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر ...


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار النظام الرأسمالي؟.....2