أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار النظام الرأسمالي؟.....3















المزيد.....

هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار النظام الرأسمالي؟.....3


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 10:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


والسياق الذي وردت فيه الأزمة المالية الأمريكية، هو السياق الذي تعرف فيه الرأسمالية عولمة همجية اقتصاد السوق، وعولمة الاستغلال الهمجي للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، واستفحال أمر الاحتكارات الكبرى على المستوى العالمي، وسيادة الفساد الإداري، والمالي، واستغلال النفوذ، وقمع الشعوب، واستبدال الأنظمة المستعصية على التطويع بأنظمة موالية، وعميلة للنظام الرأسمالي العالمي، وغير ذلك مما يطول ذكره، ويصعب الانتهاء من ذكره.

ولذلك فالأزمة المالية الأمريكية، ما هي إلا نتاج للأزمة العامة للنظام الرأسمالي، وإفراز للشروط الموضوعية التي تحكمه.

فهل هذه الأزمة تعنى حتمية انهيار النظام الرأسمالي العالمي، بداية بانهيار الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بعدها باقي الدول الرأسمالية؟

إن النظام الرأسمالي العالمي، في صيغته الحالية، وبقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يملك من الآليات التي يستعيد بها قوته، كما يملك من القدرة على الصمود ما يجعله قادرا على مواجهة كل عوامل انهياره، خاصة وأنه يجدد نفسه باستمرار.

وما يجرى حاليا، على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى مستوى دول أوروبا، وجنوب شرق آسيا، ليس إلا ممارسة مستعجلة، ويومية، لإنقاذ النظام البنكي من الانهيار، عن طريق تدخل الدولة لمنع ذلك الانهيار، ومن أجل عودة الحياة إليه، حتى يستمر بالقيام بدوره لصالح الأشخاص الماديين، والمعنويين، وحتى يستمر الاقتصاد الرأسمالي العالمي متمكنا من كل شيء على مستوى الإنتاج، وعلى مستوى الخدمات التي تحررت الدول من تقديمها إلى عموم الجماهير الشعبية الكادحة، والمحرومة.

ومما يؤكد ما ذهبنا إليه أن هذه الأزمة المالية الحادة التي عرفتها الولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن مصحوبة بصعود البديل الثوري على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى مستوى أي دولة من الدول الرأسمالية. فهذه الحركة، إن وجدت فهي ضعيفة، وضعفها تعبير عن غياب إنضاج شروط حتمية انهيار النظام الرأسمالي العالمي، وعن ضرورة استعادة الحركة الثورية العالمية، والقطرية، لدورها في تعبئة الجماهير المعنية بضرورة قيام الثورة، في أوجهها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

وللوصول إلى تحقيق حتمية انهيار النظام الرأسمالي العالمي لا بد من:

1) بناء الأدوات الجماهيرية على أسس مبدئية، سواء تعلق الأمر بالتنظيمات الثقافية، أو الحقوقية، أو التربوية، أو التنموية، أو السياسية، سعيا إلى قطع الطريق أمام جميع الانحرافات التي يعرفها العمل الجماهيري، والتي تجعل التنظيمات الجماهيرية لا تستطيع القيام بدورها اللازم، والضروري، في اتجاه تأزيم النظام الرأسمالي القطري، وعلى جميع المستويات، من أجل إضعافه عن طريق انتزاع المزيد من المكاسب لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ومن أجلها.

2) الحرص على وجود برامج لمختلف التنظيمات الجماهيرية المبدئية، حتى تعتمد من اجل تفعيلها، رغبة في قيام تماسك جماهيري واسع، يقف وراء استمرار ارتفاع وتيرة تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية. وهو ما يترتب عنه استمرار ارتفاع وتيرة إضعاف النظام الرأسمالي العالمي.

3) العمل على إنهاك النظام الرأسمالي العالمي، والمحلي، عن طريق القيام بمبادرات نضالية محلية، وعالمية، تستهدف شل عملية الإنتاج، أو إضعافها على الأقل، وفي أفق المزيد من الضغط، سعيا إلى تحقيق المزيد من المكاسب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

4) السعي المستمر إلى احترام حقوق الإنسان كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، عن طريق العمل على ملاءمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان العامة، والخاصة، والنضال من أجل وضع حد، وبصفة نهائية، لكل أشكال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتفعيل المحكمة الجنائية الدولية.

5) الحرص على قيام أحزاب ديمقراطية، وتقدمية، ويسارية، وعمالية حقيقية، لمواجهة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، عن طريق النضال من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

6) العمل على إقامة جبهة وطنية للنضال من اجل الديمقراطية، تضم الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، ومختلف المنظمات الجماهيرية المبدئية، انطلاقا مما هو مشترك بينها، إيديولوجيا، وتنظيميا، وبرنامجيا، وسياسيا، حتى تضمن لنفسها الاستمرار، وقوة الفعل في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي والمدني والسياسي سعيا إلى تغيير ميزان القوى لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، في أفق تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، وإقامة الدولة الاشتراكية التي هي في نفس الوقت دولة مدنية ديمقراطية، ودولة الحق، والقانون.

ومعلوم أن بناء الأدوات الجماهيرية، والحرص على وجود برنامج لمختلف التنظيمات الجماهيرية، والعمل على إنهاك النظام الرأسمالي العالمي، والمحلي، والسعي المستمر إلى فرض احترام حقوق الإنسان، والنضال من أجل وضع حد لكل أشكال الانتهاكات الجسيمة. والحرص على قيام أحزاب ديمقراطية، وتقدمية، ويسارية، وعمالية، لمواجهة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، والعمل على إقامة جبهة وطنية للنضال من أجل الديمقراطية، لا بد أن يعمل على تغيير ميزان القوى لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ولابد أن يساهم في إنضاج شروط قيام تحول عميق في التشكيلة الاقتصادية ـ الاجتماعية الرأسمالية، في أفق إفراز تشكيلة اقتصادية اجتماعية اشتراكية. وهذا التحول العميق هو تحول حتمي، إذا زالت عوامل الكبح التي تمارسها الأنظمة الرأسمالية التابعة، والأنظمة الرأسمالية المركزية، خدمة للمؤسسات الرأسمالية العالمية. ولعل انشغال الأنظمة المذكورة بالأزمة المالية الراهنة، واستغراقها في التفكير في آليات تجاوز هذه الأزمة، يعتبر مقدمة كذلك للتخلص من عوامل الكبح المذكورة، إذا عملت المنظمات الجماهيرية، والأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، إن وجدت، على تفعيل برامجها الهادفة إلى استعادة الدور الذي تلعبه الجماهير الشعبية الكادحة، والواعية، في نفس الوقت، بأهمية دورها في تغيير ميزان القوى لصالحها، أما لم تعمل المنظمات الجماهيرية والأحزاب السياسية، المذكورة، بتفعيل برامجها، فان عوامل الكبح ستستمر، وستزداد حدة، لحماية الرأسمالية من الانهيار، حتى تستعيد عافيتها في اتجاه استعادة قوتها.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار ...
- هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفيدراليين، وأستنتج منها ...
- ما ذنبي إذا كنت أقرا ممارسة بعض الكونفدراليين، وأستنتج منها ...
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....7
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....6
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....5
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....4
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....3
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....2
- رخصة فتح مدرسة حرة = رخصة نهب جيوب الآباء..؟؟؟.....1
- الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر ...
- العلمانية وحقوق الإنسان
- الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر ...
- الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر ...


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - هل الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة مؤشر على حتمية انهيار النظام الرأسمالي؟.....3