أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - خمس حكايات














المزيد.....

خمس حكايات


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 07:28
المحور: الادب والفن
    


(1)
(بديهة)
بينما كانت المركبة تشق الطريق بسرعة قصوى،كان الطفل يراقب الأشياء المارقة عبر زجاج النافذة..استدار رأسه وسأل والده:
ـ أبي لماذا تتدحرج الأرض إلى الوراء..!!
ـ لكي نصل إلى البيت..!!
***
بعد ست سنوات سأل المعلم تلاميذه:
ـ لماذا تتدحرج الحياة إلى الوراء..!!
قفز الطفل وصاح:
ـ لكي نصل إلى الموت..!!
***

(2)

(النساء الثلاث)

حدث أن التقين داخل كراج نقل المسافرين،ثلاث نساء،متشحات بالسواد..
ليست مصادفة،نساء المملكة لفهن الزمن بعباءته ما أن قرر(الإمبراطور)الحرب..
خرجن ورحن يتجولن داخل السوق وبالقرب من المقاهي والمطاعم..
لكل واحدة منهن،ولدان وثلاث بنات..
ليس مصادفة..فنساء المملكة ولودات..
لكل واحدة أبن قتل في الحرب..
ليست مصادفة..كل امرأة لديها قتيل أو أسير أو مفقود..
النساء الثلاث أسماءهن(فاطمة)..
ليست مصادفة..كل الناس تلتجئ إلى الدين لحظات الولادة،تختار أسماء مباركة..
النساء الثلاث..أرامل..
ليست مصادفة..معظم نساء المملكة فقدن أزواجهن جراء حروب(الإمبراطور)..
النساء الثلاث..لديهن رغبة واحدة..
ليست مصادفة..نساء المملكة لديهن رغبة واحد تولد مع فقد الزوج..
النساء الثلاث..كل صباح يخرجن ويتجولن في الكراج والأسواق بحثاً عن تحقيق تلك الرغبة القاتلة..
رغبة الفوز بـ(بعل)جديد مناسب..!!
***
(3)

(دائرة الزمن)

قبل منتصف النهار بدقائق،تفاجأ الضابط(الإمبراطوري)بشاب نحيل يقف أمامه..
ظلّ يرمقه بعينين تقدح شرر،أراد أن يعرف من أين خرج..
فهو تأكد أن القرية تم أبادتها وحرقها ولولا العطل الذي حصل لمركبته لكان الآن في قرية تالية..سأل الشاب النحيل:
ـ أين كنت..!!
ـ أقرأ..!!
ـ ماذا تقرأ..
ـ التاريخ..
ـ في أي صف أنت..
ـ البكالوريا..
ـ ماذا ترغب أن تصير..
ـ محامي..
أشار برأسه لجنوده صائحاً:
ـ أرسلوه إلى كلية(الـ(فا)نوووووووووووووووون..
سحبه جنديان وأوقفاه على حافة الوادي،تراجع الجنديان وأطلقا سيل رصاص طوحت به إلى حيث يفنى أهله وذويه..!!
***
بعد عشرين عاماً..
داخل قاعة محكمة،كان ذلك الضابط الذي(أنفل)عشرات القرى الشمالية يجلس داخل قفص الاتهام،ذليلاً،هرماً مع أزلام آخرين..
لم يكن يمتلك من يوكل له محامي دفاع،انتدبت المحكمة محامياً كي يدافع عنهم..
كانت الزمرة(الإمبراطورية)متهمة بإبادة عشرات الآلاف من أهالي القرى الشمالية..
بين أسئلة وأجوبة..سأل الضابط(الإمبراطوري)سؤالاً بعدما طلب من رئيس الجلسة:
ـ أستاذ هل كنت معنا..!!
أبتسم المحامي..قال:
ـ لقد أرسلتني إلى كلية الـ(فا)نون..أليس ذلك..!!
لم يفه بشيء،ظلّ فاغراً فاه،كما فعل قبل عشرين عاماً..
قال المحامي:
ـ أنت قتلتني وقتلت أهلي،الله حرسني واكتفى بنزع ساق واحدة مني،أمّا أنا كمحامي دفاع سأدافع عنك واسقط حقوقي منك،فأنا أبن هذا الزمن،لا يجب أن ألوث زمني الجديد بمآسي مقبورة لزمنكم المأفون..!!
***

(4)

(لسان التاريخ)

ـ العدو أمامكم والبحر من وراءكم..!!
(وتم إحراق السفن وتحقيق النصر)..
هكذا تقول كتب التاريخ لأطفالنا ومازالت تنقل هذه المأثرة إلى الأجيال اللاحقة،أن البطل العربي(طارق بن زياد)..فتح بلاد الأندلس..!!
***
كتبنا تقول(فتح)لا تقول(غزو)..!!
***
أمّا التاريخ هناك في بلاد(أسبانيا)..تقول للأطفال:
ـ فوق أرضنا دفن(العرب)مئات الآلاف من شعبهم،جاءوا(غزاااااااااااااااااااااااااااااااة)..!!
***

(5)

(هياكل)

أطفأت الأضواء وشع على قطعة القماش ضوءً فسفورياً ساطعاًَ..
ظهر هيكلان نحيفان بقوائم منشارية ولوامس فسفورية فاندفعت الجموع هاربة..
ومن يومها لم يتجرأ إنسان أن يدخل صالة العرض السينمائي،والتي تم تشيدها على مقبرة بلدة(جلبلاء)بأمر من(الإمبراطور)..
***
كل خميس تذهب إليها الناس لاستذكار موتاها،قرر(الإمبراطور)رفعها وبناء دار لعرض الأفلام الهادفة فيها،من باب تجديد وتفعيل الحضارة..!!
***
في اليوم الأوّل شهد الدار حضوراً كبيراً،كون الدعوة كانت قسرية،تم سوق الطلاّب والطالبات وموظفو الدوائر في مواكب كبيرة،أكتضت القاعة بالناس والبعض ظلّ خارج الدار ينتظر العرض اللاحق،قبل أن ينجرفوا مع الخارجين مع بدء العرض..!!
***
شاع بين الناس أن هياكل الأموات خرجوا من القبور ودخلوا إلى الصالة..!!
***
ظلّت القاعة طعماً لأسنان المناخات القاسية وراحت العيون تراقب تهالك وتصدع جدرانها..!!
***
بعد ثلاثين عاماً دخل(الغزاة)البلدة،قاموا بتدشين دار(السينما)،لحظة رفعوا آلات العرض القديمة..
وجدوا هيكلا نمل متيبس على عدسة العرض..!!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الموت..البرلماني الغيور(حكايتان)
- الشرفة الواشية..قبلة أزلية(حكايتان)
- لقاءان..الكرة الزجاجية رقم 301(حكايتان)
- معاقل الذباب..مزرعة الضفادع(حكايتان)
- حجة الغائب..المهرج الأمبراطور)قصتان
- في بلاد الأمبراطور..الموسوعة الأمبراطورية(قصتان)
- خطبة حذاء..ية
- في تلك القرية القصيّة..منظم الوقت(قصتان)
- الكرسي..حكاية نادرة(قصتان)
- الحذاء المنتظر
- يقظة السيد علوان..(قصة)
- لم يحسن التصرف..مأدبة الليل..(قصتان)
- قصتان قصيرتان..
- عين الشمس..تشابه الأسماء كان السبب(قصتان)
- لكن الطائرات لم تجيء..(قصة)
- لا أحد يريد ترك الدراما..(قصة قصيرة)
- بعل الغجريّة..(أيها المروجيّون أستميحكم عذراً..
- بعل الغجريّة..(رواية)11
- بعل الغجريّة..(رواية)10
- بعل الغجريّة..(رواية)9


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - خمس حكايات