أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تحسين كرمياني - السكن في البيت الأبيض














المزيد.....

السكن في البيت الأبيض


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 09:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرون حسموا في أذهانهم،قضيّة الصراع من أجل السكن في(البيت الأبيض)مذ انشغلت شاشات الفضائيّات وتناثرت الإعلانات بشكل مسرف من قبل الحزبين(الديمقراطي و الجمهوري)،ما أن أطلقا الوجوه الجديدة عبر ـ مانشيتات ـ (تلهي)الناس أكثر مما توضح ما يترقب في الأفق من غموض وأهداف تذهب نتائجها لتكملة مشروع(الحلم الأمريكي)وعدم الوقوف بمشاعر متفاعلة مع الكوارث المتنامية على وجه البسيطة،المجاعة والتصحر والزلازل والفيضانات والأمراض الحديثة وتصادم الأديان والمعتقدات البشرية،هؤلاء الذين قالوا كلمتهم سريعاً حول الساكن الجديد لـ(البيت الأبيض)،ربما أرادوا التخلص من هذه اللعبة الأمريكية الجارية كل أربعة أعوام،بحسم مبكر للنتائج،والتفرغ التام لمشاغل أهم وأمر،فمن يفوز،لا يوقف التقهقر البشري المتواصل ولا يوقف خزائن المال الكوني(المبذّر)في الهواء الطلق،فالشعوب الفقيرة وأصحاب الموارد الطبيعية الحيوية تذوي وتتعرى وتتآكل،والسياسة الأمريكية تواصل تلميع الزمن بثقافات قسريّة جديدة،غايتها جعل العالم بيت واحد وله أب واحد،ربما كان(ماكين)أقرب إلى الوصول إلى(البيت الأبيض)وفق مدارسات ذهنية ربما كانت إلى حدٍ ما تتعكز على معلومات غير محسوبة ولا موزونة بميزان السياسة،هؤلاء ربما أطلقوا ترشيحاتهم من غير تبصير للأمور التي تحرك الجو العام للعالم،بينما كان(أوباما)الرجل المنتخب ما أن وضع(بوش)قدمه في الحقبة الثانية والأخيرة من حياته الرئاسية،طالما هناك(حكومة خفيّة)تحرك القضايا المصيرية بعصا سريّة،هذه الحكومة(التي)متواجدة في كل مكان وفي كل بلد،لها أعين اخترقت المستقبل،ولها القدرة لتيسير عجلة الكون وفق متطلبات الرغبة،فالحياة عندهم ملعب لكرة القدم والبشر كرة مستديرة كيفما تشتهي الأقدام تركل بعنف،فـ(الحكومة الخفيّة)أتت بالصحيح هذه المرّة،لأنها قرأت أوراق المرحلة بتمحيص ووجدت نفسها على شفا حفرة من السقوط الكامل،لقد فعل كل رئيس بالدنيا كما جاءت الخطط،حتى فقدت(أمريكا)ماء الوجه،ولم يعد هناك أحد يثق بهذا الشرطي الكبير،بعدما توسعت ضرباته وزادت نفقاته وفقد رشده وضعف بصره وتشتت بصيرته،وصار عليلاً مكلف العناية،فالذين يسهرون من وراء الكواليس لديهم القدرة على معالجة الأزمات مهما كانت،لديهم المال والصحافة ووسائل أعلام مقنعة،حتى اكتشفوا أنهم أمام هاوية،فحق عليهم إجراء تبديل جوهري في أجندتهم الغامضة،فمادام العالم يريد هذه المرّة خلاف نظريتهم فلا بأس من التماشي مع ما يطلب العالم،فالوجوه لا تشكل سوى النزر اليسير من المطبات والعراقيل العقائدية،فأتوا هذه المرّة بـ(أوباما)ولا بأس من تغيير(البنت..آغون)بـ(الأبن..آغون)طالما النهر الرأسمالي يجري من دون عوارض،هذه التركيبة الجديدة في السياسة الحاضرة إغواء عالي الدقة،وجذب كبير للعالم للتوجه نحو(أمريكا)طالما أنتفت الحاجة لتلك المخاوف المتنامية،من السياسة (التفرديّة)التي كانت الثوب المزمن لـ(أمريكا)،والمحصلة هي تفاعل جديد وتناغم بلحن آخر،لحن شامل التخدير،ويكون(الحلم)قائماً على قدم وساق،وتمشي الأمور من جديد،وفق الخطّة،فالناس في بلاد العم(سام)لا يهمهم الجوع ولا التعري ولا يهابون العواصف المدارية ولا الحروب الدائمة لساستهم،فهم نائمين أو(خدرانيين)على أنهم(السوبرمان)وهم أبطال العراك البشري،والمنتصرون في كل واقعة عسكرية،ولديهم القدرات المدمرة،وهم أبطال المسافات القصيرة والبسيبول والملاكمة،ولا يخافون من التحرك الدائم لأسواق المال العالمي،ولا ارتفاع أسعار(البترول)لأن نفطهم مخزون،ويأتيهم النفط مجاناً من رؤساء مقابل بقاءهم على كراسي الرئاسة،أو يأتيهم بثمن بخس مقبل الحماية،لا يهمهم طالما المال يهطل من قاصات الدول الفقيرة منهوبة تحت ذرائع شتى،وليس لديهم خسائر بشريّة في الحروب،فالقتلى هم مرتزقة العالم الفقير،يقتلون من غير ذرف دمعة حزن عليهم،وكل أمريكي فخور بأنه(جاكي شان)العالم،وربما سيتم تغيير(البيت الأبيض)إلى(البيت الأسود)في مرحلة زمنية قادمة،لمتطلبات المرحلة العالمية الحرجة،وليس ببعيد أن يكون المستقبل بين أوراقه(رئيس)من أصول عربية،وربما مسلم،كي يتم تخدير البقية الرافضة لهم،فالوجوه لا تشكل في إستراتيجية أحلامهم سوى واجهة إغراء،يرتضيها أصحاب العقول المتخلخلة،والبصيرة المشلولة،فـ(أوباما)هو(بوش)آخر،وليس لديه ما ينقذ العالم من حرب كونية ذريّة قامت قائمتها،جرّاء تصادم الحضارات والعقائد والعرقيّة(التي أشعل مرجلها هتلر)والأزمة المالية وزيادة نسبة التصحر والبطالة واضمحلال العقول،فالحرب في مفهوم الرأسمالية هو الحل النهائي لوقف الانهيار والتصدع والبقاء لزمن آخر،فالرئيس الجديد سيضيف خطابات جديدة ويرفع لبنات أخرى من الصرح الحديدي لأمّة ستموت لو(تعقلت)،فيا من تعجل في توقعاته وأطلق حكمه بعجالة،(خير الأمور أوسطها)،والوسط هو الحياد،وترك الجهتين لمن لديه غايات،فـ(ماكين)لن يصل(البيت الأبيض)مهما فعل وتفاعل أمام العالم،فهو في بصيرة(الحكومة الخفيّة)غير ناضج أتوا به لتحريك المشاعر الكونية التي(زعلت)على أمريكا جرّاء ما اقترفت من كوارث أثخنت جراحات العالم،وكان النصر قد جاء من وراء اللعبة الماكرة،ها هم البشر بدءوا ينسون ما مضى ويتهيئون لمرحلة جديدة،قانعين من غير التراجع قليلاً وتقليب الأوراق الماضية لمعرفة النتائج المتكررة،سرعان ما تعود الكرة إلى تلك الأقدام التي لا تكل من الضرب،يموت البشر وتتبدل الأجيال،ويبقى(الحلم الأمريكي)،المرض العضال الذي أبتلي به البشر..!!
***





#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ونثرنا ضمائرنا على الجدران//قصة قصيرة
- بجلطة شعريّة..مات بطل رواية(نافذة العنكبوت)
- الأتفاقية الأمنية بين مطرقة أمريكا وسندان الفوضى
- أنا كاتب تلك الفصة
- شيء ما يحدث
- لحظة فقد ذاكرته
- أنا كاتب تلك القصة
- في حدثين منفصلين
- حفيد العاشق محروس
- مضت ساعات الندم
- براءة اكتشاف..البرلمانيون لا يقرؤون
- صبر العراقي..أيّوبي
- الجنود لا يتحركون ليلاً
- هل قلت شعرا
- ولد روائياً
- ثغرها على منديل//قصة قصيرة//
- يوم أغتالوا الجسر //قصة قصيرة//
- سراب..أو..ترنيمة لغزالة القلب//قصة قصيرة//
- كلب الأمبراطور وقصص أخرى
- الرقيب الداخلي


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تحسين كرمياني - السكن في البيت الأبيض