أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد الخميسي - نقابتنا والتطبيع














المزيد.....

نقابتنا والتطبيع


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 09:50
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


" هولاء الصحفيين لا أحد "

كانت نقابة الصحفيين المصريين من أوائل النقابات والهيئات الوطنية التي اتخذت قرارا واضحا عام 1980 بشأن مناهضة تطبيع العلاقات مع إسرائيل . وبالطبع فإن قرار الجمعية العمومية لم يمنع بعض هواة التطبيع من زيارة إسرائيل بمختلف الذرائع ، وكان آخرهم رسام الكاريكاتير جورج البهجوري ، وحدث أن النقيب نشر مقالا يعرب فيه عن تعاطفه مع رسام الكاريكاتور جورج البهجوري الذي زار إسرائيل مؤخرا،فتقدم مئات الصحفيين بمذكرة إلي مجلس النقابة يطالبون بمحاسبة النقيب على موقفه المعلن المخالف لإجماع الصحفيين أولا ، ولقرارات الجمعية العمومية ثانيا ، وللإجماع الوطني المصري المتمثل في قرارات مواجهة التطبيع التي اتخذتها كافة الهيئات الأخرى . وطالبت المذكرة أيضا بالتحقيق مع الصحفيين الذين سافروا مؤخرا لإسرائيل وفي مقدمتهم البهجوري . ورغم انقضاء شهر على تقديم المذكرة ، فإن مجلس النقابة لم يحرك ساكنا ، لا قام بالرد ، ولا بالتوضيح ، ولا وعد بالنظر في المذكرة ، وكأن مئات الصحفيين الموقعين على المذكرة " لا أحد " .
وقد كتب في ذلك زملاء كثيرون منهم الكاتب الصديق أسامة عفيفي وأحمد بهاء شعبان وغيرهما لكن لا حس ولا خبر . والقصة لا تتعلق بمحاسبة هذا البهجوري أو ذاك ، ولا برغبة شريرة في إنزال عقاب بأحد ، فمن حق كل من يريد التطبيع أن يفعل هذا ، لكن من حق الآخرين في الوقت ذاته أن يرفضوا المحارق الإسرائيلية والغزو والإبادة الجماعية والهيمنة والتبعية خاصة إن كان رفضهم يجد تعبيرا عنه في الهيئات التي تمثلهم من خلال تصويت وإجماع ديمقراطي . فالقصة لا تتعلق بمن زار إسرائيل ، لكنها تتعلق بنا ، أي بمن لا يريد أن يضفى الشرعية على قاعدة عدوان عسكرية ، لم نكن نحن وحدنا من أدرك طبيعتها ، بل آخرون مثل الكاتب العالمي جابريل جارسيا ماركيز الذي سجل شهادته ضد إسرائيل في كتابه " ليل الضمير البشري " ، ومثل الكاتب البرازيلي العالمي جوزيه ساراماجو الذي قال في أعقاب مذبحة جنين : " ما يمارسه الجيش الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني هو محرقة نازية ، أما رام الله المحاصرة فإنها تذكرني بمعسكر أوشفيتز النازي ". من حق البهجوري أن يزور إسرائيل ، كما كان من حق الهلباوي أن ينضم للانجليز في محاكمتهم لفلاحي دنشواي فأصبح اسمه عبرة لمن يعتبر ، ومن حق الآخرين أن يثبتوا موقفا وطنيا عاما من قضية كبرى. فالتطبيع ، ومقاومة التطبيع ، تعبيران شائعان عن جوهر آخر لموقفين آخرين هما : القبول بالوجود الأجنبي ، أو مكافحة ذلك الوجود الأجنبي . وليس تاريخ مصر الحديث كله ، وثوراتها ، سوى مناهضة للغزو والتبعية ، حتى وإن تخللت ذلك التاريخ فترات انكسار وانحسار، هكذا كان الأمر بدءا من ثورة أحمد عرابي وصيحته في وجه الخديو توفيق : " إني بوسعي ساعة الاقتضاء أن أحشد مليونا من العساكر يسمعون قولي ويلبون إشارتي " ، مرورا بثورة 1919 ، حتى ثورة 1952 وقولة عبد الناصر " إن ما أؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة " . مقاومة التطبيع كانت " القضية الرئيسية " للثورة المصرية . جدير بالذكر أن موقف الإشتراكيين من إسرائيل كان واضحا منذ المساعي المبكرة لتأسيس تلك القاعدة العسكرية ، ففي المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية بقيادة فلاديمير لينين حذر في وثيقة له ( أغسطس 1920 ) من انشاء دولة يهودية في إسرائيل . وجاء في الوثيقة أن الصهيونية : " ستقدم السكان العرب قربانا للاستغلال البريطاني بحجة تأسيس دولة يهودية " . وفضح لينين مبكرا أهداف " الوطن اليهودي ". إن الصدام مع الاستعمار ( أو رفض التطبيع بعبارة أخرى ) هو الذي قاد إلي ثورة يوليو ، وحرب 1956 ، وحرب 1967 ، وفي عام 1973 توهج تحت جناح الليل شريط أحمر عريض من دماء الجنود والضباط المصريين يشد كل ضفة من القنال للأخرى في مواجهة التطبيع . ومقاومة التطبيع ليست مرتبطة بالماضي ، أو بذكريات الحروب ، بالرغم من عمق مشهد التضحيات ، لكنها مرتبطة بحاضر مصر ومستقبلها ، فاسرائيل خطر على مصر – ليس في الماضي – بل في المستقبل ، طالما بقيت القوة النووية الوحيدة في المنطقة ، وطالما أنها المنافس الاقتصادي الأول لمصر، والمنافس الأول لها في السياحة التي تشكل أحد ثلاثة مصادر دخلنا القومي ، وفي الصراع على مصادر المياه ، وفي التجارة الخارجية مع أفريقيا وغيرها ، وهي الخطر الأول على مستقبلنا طالما أنها تجبرنا بحكم معاهدات جائرة على بيع ثرواتنا القومية لها بأبخس الأسعار ولمدى زمني طويل . لهذا يعي الكثيرون أن التصدي للتطبيع ( أي مقاومة الوجود الأجنبي ) أمر يتعلق أولا وأخيرا بقبول أو رفض القوة الإسرائيلية المطلقة التي تهدد مستقبل مصر . فالتطبيع ليس قضية ما كان ، بل ما سيكون ، وسيظل الصراع حول ذلك الموقف مستمرا إلي أن :
" يعود الوجود لدورته الدائرة
النجوم .. لميقاتها
والطيور .. لأصواتها
والرمال .. لذراتها ،
والقتيل لطفلته الناظرة " !
وتخطئ النقابة كثيرا إذا اعتقدت أن الصحفيين المناهضين للتطبيع لا أحد !



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة واحدة إلي روسيا
- مدرسة تولستوي لتعليم الكتابة
- إسرائيل من غزة لأوسيتيا الجنوبية
- مارينا تسفيتايفا .. الشعر والموت
- فالنتين راسبوتين .. بحثا عن الحقيقة
- المعلمون في مصر يطالبون بحق الحياة
- محاسبة المطبع مع إسرائيل جورج البهجوري
- محمود درويش .. والعابرون في كلام عابر
- رحيل سولجينتسين .. أسطورة المواجهة
- ثورة يوليو والثقافة
- الفن والكرامة
- ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل ؟
- د. محمد غنيم .. من أحلام مصر
- النقاش والطفلة
- وداعا أيتماتوف !
- دمياط تواجه حملة - أجريوم - الكندية
- رواية العمامة والقبعة لصنع الله إبراهيم .. زمن الغزو
- الآخرون .. ترف أم ضرورة ؟
- مصر .. أكواخ وقصور
- فلسطين في القاهرة اليوم


المزيد.....




- موعد صرف رواتب المتقاعدين وكيفية الاستعلام عن رواتب التقاعد ...
- ” استعلم عن موعد الصرف واستفيد من الزيادة” الاستعلام عن روات ...
- “متاح الان” موقع التسجيل في منحة البطالة الكترونيا 2024 بالج ...
- بُشرى سارة للجميع زيادة رواتب الموظفين في العراق! 2.400.000 ...
- “عاجل بشرى سارة اتحدد أخيرا” موعد صرف رواتب المتقاعدين في ا ...
- مد سن المعاش لـ 65 لجميع موظفين الدولة بالقطاع الحكومي والخا ...
- زيادة الأجور تتصدر مطالب المغاربة قبيل عيد العمّال والنقابات ...
- حماس تدعو عمال العالم لأسبوع تضامن مع الشعب الفلسطيني
- “وزارة المالية 100 ألف دينار مصرف الرافدين“ موعد صرف رواتب ا ...
- جددها الان من هنا.. اليكم رابط تجديد منحة البطالة في الجزائر ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد الخميسي - نقابتنا والتطبيع