أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - مدرسة تولستوي لتعليم الكتابة














المزيد.....

مدرسة تولستوي لتعليم الكتابة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 06:28
المحور: الادب والفن
    


المدرسة التي بناها تولستوي
لتعليم الفلاحين فن الكتابة

مازالت المدرسة التي شيدها الكاتب العملاق ليف تولستوي في ضيعته ياسنايا بوليانا قائمة شاهدا على عبقرية روحية وعقلية جمعت إلي عظمة الأدب نبل الدعوة الفكرية والأخلاقية. تذكرت صحف روسية تلك المدرسة خلال الاحتفال في التاسع من سبتمبر بمرور مئة وثمانين عاما على مولد الكاتب العظيم الذي قال عنه أنطون تشيخوف إنه " بوصلة الحركة الأدبية الروسية التي نهتدي بها جميعا ". بنى تولستوي المدرسة لتعليم أبناء الفلاحين مجانا، واستمرت التجربة ثلاث سنوات من 1859 حتى 1862 ، كان تولستوي خلالها يقوم بنفسه بتدريس مادة " فن الكتابة الأدبية " التي قررها على أبناء الفلاحين الفقراء ضمن اثنتي عشرة مادة أخرى من اختياره . وكان تولستوي يطلب من الصبية أن يكتبوا فقط عما يعرفونه ، عن حياتهم ، وعن القرية ، وما يعن لهم مما يشاهدونه . وفي تلك الأثناء أصدر مجلة تعليمية دورية باسم ضيعته " ياسنايا بوليانا " شرح على صفحاتها فكرته في التعليم. وله ضمن مقالاته المنشورة فيها مقال ممتع بعنوان " من يعلم من الكتابة ؟ " قال فيه : " يفاجئني أحيانا صبي فلاح نصف متعلم ويظهر بلا حدود قوة فنان مدرك، لايستطيع أن يبلغ مداها المدهش حتى كاتب مثل جوته " ! ومازال متحف تولستوي يحتفظ بمئة وثلاثة وأربعين ورقة من التعبير الأدبي الذي كتبه الأولاد حينذاك،واحدة منها تحكي عن فلاح مخمور تتشاجر معه زوجته بسبب الخمر وتضربه ، وأخرى يصف فيها الولد تولستوي وكيف دخل قاعة الدرس إليهم بوجنتين مترهلتين وهو يحك رأسه ، فصاح فيه الولد مدهوشا " لماذا أنت عجوز هكذا ؟ " فأجابه تولستوي " نعم أصبحت مثل جوال مثقوب يتساقط منه الدقيق " . وفي عام 1862 تزوج تولستوي وشغلته حياته الجديدة عن المدرسة التي مازالت قائمة تشهد بأن الإنسان قادر على خيانة طبقته ، مرة حين يكون إقطاعيا ثريا مثل تولستوي ويتخلى عن كل شيء متجها إلي الشعب ، ومرات بلا نهاية حين يتخلى عن طبقته الفقيرة صاعدا إلي أعلى . وبمناسبة الاحتفال بمرور مئة وثمانين عاما على مولد الكاتب العظيم توافد إلي موسكو أحفاد أحفاده وعددهم مائة وعشرون من إيطاليا وبريطانيا وألمانيا وغيرها واجتمعوا في" ياسنايا بوليانا " مسقط رأس الكاتب الذي يمتد تاريخ عائلته إلي القرن الرابع عشر. وافتتحت العاصمة الروسية متحفا باسم " تاريخ عائلة تولستوي هو تاريخ روسيا " . ويجتمع أحفاد تولستوي مرة كل عامين ، وهو تقليد تم إرساؤه منذ عام 1991 ، وقد أشار أحد أحفاده – وهو ميخائيل تولستوي - في لقاء تلفزيوني إلي ثلاثة آخرين يحيطون به قائلا : " لم تمت جرثومة الأدب في عائلة تولستوي ، فهذا يكتب الروايات ، وهذه تكتب الشعر وأنا أكتب القصة القصيرة، وهكذا فإن تولستوي لايغادر مسرح الأدب " !
جدير بالذكر أن ابن تولستوي مباشرة وهو ليف لفوفتش تولستوي كان أديبا وكاتبا ، وله مجموعة قصص للأطفال في جزئين ، وكتاب بعنوان " سنوات الجوع " وغير ذلك، وقد ترجمت أعماله إلي لغات عديدة. وقد استعدت السينما الروسية لهذه المناسبة منذ أبريل هذا العام بالعكوف على فيلم عن السنوات الأخيرة من حياة تولستوي ، معتمدا على وثائق تاريخية وشهادات وذكريات من عرفوا الكاتب حينذاك ومراسلاته وذكرياته . وقد خرج إلي النور منذ عام ونصف فيلم يتناول الفترة التي قضاها تولستوي منذ أن هجر بيته وأسرته وهام على وجهه وصولا إلي محطة القطار من إخراج ألكسندر باسوف . يارب عقبى لنا ، شوية أفلام واهتمام بحياة يحيي حقي ، وتوفيق الحكيم ، ونجيب محفوظ . إذ لا يمكن أن يقتصر الاحتفل بالثقافة على المهرجانات والموائد الحافلة بالسندويتشات ، وتبادل المجاملات، وإهدار المال العام فيما لانفع منه ولا طائل وراءه .

...
أحمد الخميسي . كاتب مصري
[email protected]



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل من غزة لأوسيتيا الجنوبية
- مارينا تسفيتايفا .. الشعر والموت
- فالنتين راسبوتين .. بحثا عن الحقيقة
- المعلمون في مصر يطالبون بحق الحياة
- محاسبة المطبع مع إسرائيل جورج البهجوري
- محمود درويش .. والعابرون في كلام عابر
- رحيل سولجينتسين .. أسطورة المواجهة
- ثورة يوليو والثقافة
- الفن والكرامة
- ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل ؟
- د. محمد غنيم .. من أحلام مصر
- النقاش والطفلة
- وداعا أيتماتوف !
- دمياط تواجه حملة - أجريوم - الكندية
- رواية العمامة والقبعة لصنع الله إبراهيم .. زمن الغزو
- الآخرون .. ترف أم ضرورة ؟
- مصر .. أكواخ وقصور
- فلسطين في القاهرة اليوم
- كيف صارت أمريكا شيوعية ؟
- البدين والنحيف


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - مدرسة تولستوي لتعليم الكتابة