أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد الخميسي - الآخرون .. ترف أم ضرورة ؟














المزيد.....

الآخرون .. ترف أم ضرورة ؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2293 - 2008 / 5 / 26 - 09:35
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أصبح العالم قرية واحدة صغيرة كل ما فيها سيان سقوط بقرة في بئر أو انفجار مفاعل نووي يصبح معروفا بكل لغات الأرض. لكن المعرفة ليست المشاركة . نعم بفضل ثورة الاتصالات ثمة قرية واحدة يعرف كل ساكن فيها بأدق الأحداث والإشاعات، لكنه يعيش منغلقا على ذاته ، يراقب ما يدور حوله ، وربما من دون أن يأبه بشيء مما يحيط به . وكون العالم قرية واحدة لا يعكس بالضرورة أن العلاقات في تلك القرية علاقات ترابط وتعاون إنساني كما توحي كلمة " قرية " عادة . وقد مرت أمام أعين العالم كله كارثة " إعصار نرجس " الذي ضرب في مطلع هذا الشهر " ميانمار " التي عرفت من قبل باسم " آراكان " ثم " بورما "، وتتماس حدودها مع الصين ولاوس وتايلاند والهند ، وهي دولة اتحادية فقيرة من 135 سلالة عرقية موزعة على خمسين مليون نسمة لا يتجاوز دخل الفرد فيها دولارين في اليوم، خضعت للاحتلال والنهب البريطاني ما بين 1886 – 1948. وهناك ضرب إعصار " نرجس " منطقة الدلتا التي تعادل مساحتها مساحة النمسا، وأدى لمقتل وفقدان أكثر من ربع مليون إنسان ، وشرد مليوني ونصف يهيمون باحثين عن طعام ودواء في سهل ساحلي معزول عن العالم . وقد فكرت في حينه لماذا لا يقوم وفد من كبار المثقفين والأدباء بالتوجه إلي سفارة بورما أو المركز الثقافي التابع لها لتقديم العزاء في مأساة ثلاثة ملايين إنسان ومعهم حقيبة دواء رمزية؟ أم أن التفكير في " الآخرين " في ظل ظروفنا القاسية ترف؟. نحن نعاني من الغلاء والازدحام والتلوث والفوضى الفكرية وأزمة المساكن والطرق وغير ذلك ، لكن متى عشنا من دون مشاكل؟ .
ثم لم يمر وقت قليل إلا وضرب الزلزال إقليم " سيشوان" في الصين ودمر ثمانين بالمئة من المباني وعدة مصانع كيماوية، وأجلي نحو ستة آلاف إنسان عن مساكنهم، وأدى إلي انهيار مدارس على تلاميذها، وسقوط الضحايا في أقاليم مجاورة، وقطع الطرق وخطوط الهاتف، ووصفت الصين الزلزال بأنه " كارثة " توفي فيها ما لا يقل عن عشرين ألف شخص، بينما ما يزال عشرات الآلاف مدفونين تحت الأنقاض ، وفي في إقليم سيشوان وحده أدى الزلزال إلي تشريد خمسة ملايين إنسان ! ولهذا نقلت وسائل الإعلام أن ذلك الزلزال الأخير كان " الأشد تدميرا " في تاريخ الصين ، وأنه أسفر عن دمار يفوق كل ما نجم عن الهزات الأرضية التي وقعت في الصين منذ عام 1949 ! وهكذا تشرد وتوفي في " ميانمار " وفي الصين – خلال أسبوعين- نحو ثمانية مليون إنسان أي شعب بأكمله ! ومرة أخرى أجدني أفكر هل كان تقديم الدعم ولو الأدبي منه ترفا في ظروفنا ؟ ولا أقصد هنا برقيات العزاء الرسمية والدعم الحكومي، لأن هناك فارقا كبيرا بالنسبة للمواطن المصري البسيط بين إجراءات حكومية وبين وفد من كبار الأدباء الذين يحبهم ويقرأ لهم ويثق فيهم يتحرك ليعرب عن تعاطفه مع ضحايا الكارثة في البلدين. لماذا لا يتشكل وفد من بهاء طاهر وجمال الغيطاني ومحمد المخزنجي ومحمد البساطي ومحمد ناجي وصنع الله إبراهيم وعبد الوهاب الأسواني وغيرهم من أدبائنا لتقديم العزاء للشعبين بشكل أو بآخر؟ . أسأل : أم أن هذا ترف ؟ لا تحتمله ظروفنا القاسية والفظة التي تشغلنا عن كل شيء ؟ أم أن ذلك على العكس ضرورة ثقافية وعمل أشبه ما يكون بتأليف كتاب مفتوح يقرأه الجميع ويفهم به ومنه أن متابعة ما يدور شيء و المشاركة الواجبة شيء آخر؟ . ترف أم ضرورة ؟ يعرف من خلالها المواطن البسيط أن كل مأساة في العالم هي مأساته بغض النظر عن فروق اللون والدين والحضارة والثقافة ؟ ثم ألا تثير مثل تلك المشاركة اهتمام الشعب في الصين وفي ميانمار بثقافة وحضارة من وجدوا حتى في ظل ظروفهم السيئة أهمية للإعراب عن تعاطفهم؟ . إننا غالبا ما نسأل العالم اهتماما بنا، لكن هل نهتم نحن بالعالم ؟
لقد أكد أحد المعاهد اليابانية التي رصدت الزلزال الصيني الأخير أن الذبذبات التي ولدها الزلزال دارت حول الكرة الأرضية مرتين. على الأقل من هذه الزاوية فإن الكارثة تمسنا، فقد عبر الموت علينا مرتين ، ثم واصل طريقه إلي ملايين من البشر أبعد قليلا .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر .. أكواخ وقصور
- فلسطين في القاهرة اليوم
- كيف صارت أمريكا شيوعية ؟
- البدين والنحيف
- كرم العنب تحفة عبد الوهاب الأسواني
- الفن والحياة الاجتماعية
- الأدب في خطر !
- حصان فلسطيني أحمر
- حدثونا الان عن السيادة المصرية !
- فيلم - حين ميسرة - عندما يولد الفن ولا يعيش
- مقالات د. محمد مندور
- أبوتريكة يسجل هدف التعاطف مع غزة
- الدب الروسي يثير القلق
- الشاعر أحمد حجازي و - استحالة حوار -
- بنات علم وكرامة
- البكاء على الأشرطة الأمريكية
- رحيل رمسيس لبيب
- فرصة سعيدة
- تشيخوف والمثقفون .. نص لم ينشر
- الخطر الذي يهدد الصحافة المصرية


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد الخميسي - الآخرون .. ترف أم ضرورة ؟