أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - حدثونا الان عن السيادة المصرية !














المزيد.....

حدثونا الان عن السيادة المصرية !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2207 - 2008 / 3 / 1 - 10:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عندما تقتل طفلة صغيرة مصرية !

أود الآن أن أسمع صوت تلك الجوقة التي رفعت أصواتها بالحديث عن"سيادة مصر " ، وعن " الخطوط الحمراء " وعن " كرامة بلادنا " عندما اجتاز الفلسطينيون رفح إلي سيناء . حينذاك علت أصوات بلا عدد كأنما كان عبور الفلسطينيين للحدود أمرا ينتهك السيادة المصرية . الآن .. حدثونا عن تلك " السيادة " عندما تقتل إسرائيل طفلة مصرية على حدودنا ، لا علاقة لها بالمقاومة الفلسطينية البطلة ، ولا بكفاح ذلك الشعب الأسطوري ، ولا بحماس ، ولا بفتح ، ولا بالجبهة الشعبية ، ولا بالديمقراطية ، لقد كانت مجرد طفلة مصرية تصادف وجودها على حدودنا ، فقتلتها القوات الإسرائيلية . لن أتكلم عن محمد برعي ، الطفل الفلسطيني الذي عاش نصف عام فقط ، فقتلوه مع تسعة أطفال آخرين ، ثلاثة منهم رضع . فتلك الجرائم لم تعد تهز ضمير أحد ، كما أنها تقع بعيدا عن " سيادة مصر " ، لكن ماذا عن " تلك السيادة " عندما يقتل أطفالنا ؟! . أولئك الذين كتبوا وسودوا مئات الصفحات عن " كرامة مصر " فليحدثونا الآن عن تلك الكرامة ؟! عن شيء يسير منها ، عن أن إسرائيل قتلت على حدودنا سبعة وخمسين مواطنا وجنديا بنيرانها الصديقة ! أين " سيادتكم " ؟ أم أن " سيادتكم " تظهرون فقط عندما يعبر الفلسطينيون من جحيم الحصار إلي هواء سيناء ، ليأكلوا ولو قليلا ، ويشربوا ولو قليلا ، ويتنفسوا هواء الحرية ولو قليلا ؟ .
وليس قتل طفلتنا المصرية سماح نايف ( 13 سنة ) بمصادفة ، أو أمرا استثنائيا ، كانت الطفلة تلعب في فناء منزلها داخل الحدود المصريه بالقرب من نقطه مراقبه صهيونيه عند معبر كرم ابو سالم ، حين قتلت ، بالضبط كما كان الطفل الرضيع محمد برعي هادئا ساكنا بين ذراعي أمه . فلا هي مسلحة ، ولا هو مسلح ، لاهي مقاتلة ، ولا هو مقاتل ، لكنه السياسة النازية الإسرائيلية التي تقتل الأطفال وتذبحهم علنا وعلى مرأى ومسمع من العالم المتحضر.
ألم تقتل إسرائيل منذ اندلاع انتفاضة الأقصى إلي الآن ألف طفل ؟ ألم تشن حربها على لبنان ؟ ألم تتوعد إيران ؟ ألم تمد يدها إلي دارفور في السودان ؟ أليست هي التي تفرض علينا ألا نحرك جنديا في سيناء ؟ وألا ندفع بدبابة واحدة إلي رمال بلادنا ؟ لكن" سيادتكم" تظهر فقط عندما يعبر المحاصرون إلي مصر ، أما عندما يقتل أطفالنا علنا ، فإن " سيادتكم " ، وكرامتكم الزائفة ، تتوارى ، وتلزم الصمت ، وتختفي ، وتصبح خنوعا ، ومذلة ، وهمسا ، ولا أكثر . أما الشعب الفلسطيني البطل ، فإنه ليس بحاجة إليكم ، ولا إلي أقلامكم ، ولا إلي صحفكم ، وسيواصل ذلك الشعب الأسطوري معاركه ، إلي أن يظهر الحق ، وإلي أن تختفي القاعدة العسكرية المسماة إسرائيل من فوق الأرض، وستظل معه قلوب الشرفاء كلهم ، وعقولهم ، وأرواحهم ، إلي أن تحين لحظة ، فتصبح معه سواعد وبنادق ورصاص وكتائب وجنود لا ينتهي عددها ، وحينئذ سيمكننا الحديث عن " سيادتنا " حقا .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم - حين ميسرة - عندما يولد الفن ولا يعيش
- مقالات د. محمد مندور
- أبوتريكة يسجل هدف التعاطف مع غزة
- الدب الروسي يثير القلق
- الشاعر أحمد حجازي و - استحالة حوار -
- بنات علم وكرامة
- البكاء على الأشرطة الأمريكية
- رحيل رمسيس لبيب
- فرصة سعيدة
- تشيخوف والمثقفون .. نص لم ينشر
- الخطر الذي يهدد الصحافة المصرية
- في محبة الوهم
- من أطلق لرصاص على هند علام .. لكي أشكره ؟
- من أطلق الرصاص على هند علام ..لكي أشكره ؟
- من الأردن إلي شيكاغو
- سلاطين المماليك وخيال الظل
- روايات الكاتبة الروسية ناتاليا فيكو
- الدولة والإخوان في مصر
- احتباس حراري واجتماعي
- النقد والمجتمع


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد الخميسي - حدثونا الان عن السيادة المصرية !