أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - من الأردن إلي شيكاغو














المزيد.....

من الأردن إلي شيكاغو


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2060 - 2007 / 10 / 6 - 10:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أكثر من عامين وصلتني على بريدي الإلكتروني دعوة للمشاركة في مؤتمر بعمان- الأردن لمناقشة الحريات الإعلامية في عالمنا العربي.الدعوة التي تضمنت فاتحات شهية مثل الإقامة في فندق خمسة نجوم مع إفطار وعشاء، جاءتني بتوقيع دكتورة تدعى نهلة القصبي. ولم أصدق في البداية أنني المقصود بالدعوة لأنني عادة لا أدعى حتى إلي مؤتمر أدباء أقاليم في بنها.وهكذا كتبت إلي الدكتورة أستوثق : أنا؟! فعادت وأكدت لي في رسالة ثانية أن الدعوة موجهة لي شخصيا ، وأن علي أن أبادر بإرسال البيانات الخاصة بي في أسرع وقت واسم البحث الذي سأقدمه، ليتسنى لها إدراج اسمي بين في المشاركين! ولما كانت الدعوة إلي الدفاع عن الحرية تثير في نفسي أعمق الشكوك ، تجاه الدعوة ، والمبادرين إليها ، وجهات تمويل نشاطها في أعظم الفنادق ، وأهدافها التي لا ترى من الحرية سوى ما ينفع السياسة الأمريكية ، فقد كتبت إلي السيدة نهلة أسألها سؤالا واحدا : من الذي يمول المؤتمر ؟! . وبسؤالي انتهت القصة ولم أتلق أية إجابة لأنه لا من الذكاء ولا من اللباقة أن تسأل عن مصدر طعام دعاك شخص إليه في فندق ممتاز ! في حينه لم أعتبر أن ذلك موضوع جدير بالكتابة ، إلي أن تلقيت مؤخرا دعوة أخرى من التجمع القبطي الأمريكي الذي يتزعمه المهندس كميل حليم للمشاركة في المؤتمر القبطي العالمي الذي سيعقد في شيكاغو بولاية إلينوي بعد شهر واحد – من 18 إلي 21 أكتوبر – لمناقشة وضع الأقباط وسبل التقريب بين القوى المعنية بتفعيل المواطنة لكل المصريين. سيشارك في المؤتمر حسب الورق المرفق بالدعوة: " أبرز نشطاء حقوق الإنسان في مصر" وغيرها. وبالطبع فقد اعتذرت عن السفر والمشاركة وإن كان ذلك لا ينفي أهمية الموضوع المثار بالنسبة لكل من يؤرقه الخوف على الوحدة الوطنية. أما عن أسباب اعتذاري فهي أنني لا أستطيع أن أشارك في نشاط يتم تمويله من مصادر مجهولة ، حتى لو كان المصدر الوحيد هو التجمع القبطي الأمريكي ذاته . كما يدفعني للحذر مشاركة فرق حقوق الإنسان التي تكرس وفقا للتصور الأمريكي اهتمامها لقضايا جزئية وتهمل تماما كل ما يمس قضايا الحرية بمعناها العميق في علاقتها بالتبعية والاستعمار وإسرائيل وأمريكا، وهي الفرق التي تعرف تماما متى ترفع صوتها بشأن الأقباط والنوبة وحرية التعبير وختان المرأة ، ومتى تلزم الصمت الكامل حين يتعلق الأمر بالعالقين في رفح، أو معتقل أبو غريب ، وجوانتنامو، والمقابر الجماعية الأمريكية في العراق ، وقتل الفلسطينيين يوميا وبلا نهاية . أضف إلي ذلك أنني أعيش في مصر ، ومن ثم فإنني إذا ما فكرت في القيام بعمل لترسيخ المواطنة، فإن ذلك لا يحتاج في اعتقادي لسفري إلي شيكاغو، فالقضية تتحرك هنا تحت أعيننا بكل تعقدها ومظاهر تفشيها العنيفة والهادئة ، وهي بحاجة إلي مؤتمر أو ندوة موسعة أو سلسلة ندوات تعقد هنا بمشاركة كل الأطراف المهتمة للنظر في طرح المسألة طرحا صحيحا ، واقتراح الخطوات اللازمة بما في ذلك إصدار مجلة متخصصة في إحياء قيم الوحدة الوطنية وتاريخها ومستقبلها . ويؤكد الواقع يوما بعد يوم أهمية بحث المسألة القبطية فقد تجددت يوم الأحد 23 الجاري الاشتباكات الواسعة النطاق بين مسلمين ومسيحيين في الإسكندرية وأصيب خلالها ستة مواطنين وحطمت واجهات محلات وسيارات، ومثل هذه الأحداث تستدعي بذل المزيد من الجهود من كل المؤمنين بأن مصر وطنا للجميع وأنها إبداع مشترك تضافرت في خلقه حياة أبنائها كافة. هل تفيد المؤتمرات في الخارج حركة ترسيخ الوحدة الوطنية ؟ أم أن دورها قاصر على الدعاية للمسألة القبطية ؟ وفي هذه الحال ، لمن نتوجه بدعايتنا ؟ وبأي هدف؟ وهل تستطيع أمريكا أن تقدم دعما حقيقيا لتلك القضية وهي التي تمارس التمييز ضد مواطنيها الزنوج ؟ والأقليات الأخرى ؟ بل وتتولى قتل وتشريد الملايين في العراق وفلسطين ؟ هي تصلح أمريكا مظلة لحماية الحقوق القبطية ؟ . لا أعتقد . وسأظل أفضل أن ألتقي هنا بأصدقاء وأخوة أقباط أعزاء لمناقشة كل همومنا عن سفر إلي شيكاغو حتى لو كان مجانيا ! حظي سيء في السفريات !



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاطين المماليك وخيال الظل
- روايات الكاتبة الروسية ناتاليا فيكو
- الدولة والإخوان في مصر
- احتباس حراري واجتماعي
- النقد والمجتمع
- ماتروشكا للاستبداد
- أحمد عبد المعطي حجازي وقضية الحرية
- فن الكذب
- التعذيب للجميع .. مشروع قومي
- معبر إلي وطن
- الباب المغلق
- معارك نقدية
- غسان كنفاني .. زهور في حدائق جرداء
- الطريق الشاق نحو الكتابة
- جون شتاينبك ومنطق بيلون
- تحرير متبادل بين حماس وفتح
- تعذيب العقل
- أين أنت أيها التنوير ؟
- أهمية أن تكون من كندا
- لينين والقضية الفلسطينية


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - من الأردن إلي شيكاغو