أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد الخميسي - المعلمون في مصر يطالبون بحق الحياة














المزيد.....

المعلمون في مصر يطالبون بحق الحياة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2383 - 2008 / 8 / 24 - 11:33
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


بدأ تاريخ التعليم المدني الحديث مع عهد محمد علي ثم كسره التحالف الاستعماري البريطاني الفرنسي فتراجع مشروع التعليم حتى نهض من جديد مع ثورة يوليو 1952 ، وعاد التحالف الأمريكي الإسرائيلي فكسر مشروع التعليم بنكسه 1967 ، ثم التهمت شروط صندوق النقد والبنك الدوليين تقريبا ذلك المشروع بفرضها على الدولة تقليص الانفاق على الخدمات العامة ، مما أدى إلي وقف الحكومة الفعلي تعيين مدرسين جدد منذ عشرة أعوام ، واعتماد التعيين بالعمالة المؤقتة التي تعني من ناحية دفع أجور زهيدة ومن ناحية التحرر من التزامات المعاشات والتأمين الصحي وغيره . الآن لدينا في مصر 15 مليون تلميذ ، و45 ألف مدرسة كثافة التلاميذ في الفصل منها 45 تلميذا ، ونحو مليون ونصف المليون معلم يقومون بتعليم الأولاد ، أي مليون ونصف مليون مكافح من أجل التنوير يعمل في أشق الظروف، وفي مقدمتها ضآلة الرواتب التي تبدأ ( صدق أو لاتصدق) من مائتي جنيه وتنتهي عند خمسمئة جنيه للمدرس الذي كافح معلما لعشرين عاما ، وعليه الآن أن يدبر أمره وشئون أسرته براتب يكفي لشراء حذائين . وفي يناير من هذا العام نشر أحدهم ( أحمد عبد الوهاب) على شبكة الانترنت شكواه قائلا : " احنا مدرسين واخصائيين وبناخد 189 جنيه و25 قرش في الشهر " ؟! . هذا بينما يصل دخل المدرس في الصومال الجائعة المنهكة إلي ستمائة دولار ! . في ظل هذه الأوضاع وافق مجلس الشعب في 19 يونيو 2007 على قرار " كادر المعلمين الجديد " الذي أضاف نسبة 50% من الأجر الأساسي تحت مسمى " بدل معلم " للعاملين بالفعل في التعليم وللذين سيعينون مستقبلا دون أن يمس ذلك العلاوات السنوية أو أية زيادات تمنح للمشتغلين في الدولة . الكادر الجديد صنف المعلمين في ستة وظائف : معلم تحت الاختبار –معلم – معلم أول – معلم أول (ألف) – معلم خبير- كبير معلمين . لكن وزارة التعليم ربطت تطبيق المرحلة الثانية من الكادر التي تقتضي منح خمسة وسبعين بالمئة من أصل الأجر بدخول المدرسين امتحان يشمل ثلاث مواد : مادة التخصص ، والتربوي ، واللغة العربية ! وأنشأت لغرض الامتحان أكاديمية خاصة مهنية بتكلفة ثمانين مليون جنيه اقتطعتها من أين ؟ من ميزانية التغذية المدرسية ! على أية حال دخلت دفعة من المدرسين لتمتحن ، فرسب خمس وتسعون بالمئة من المدرسين في الامتحانات ! مما يعني مباشرة أنهم لن يحصلوا على الزيادة الجديدة ! . وهنا فقط أدرك المدرسون أن الغرض من إنشاء الأكاديمية والامتحانات هو تقليص عدد المستفيدين من القرار لا أكثر، خاصة إذا علمنا أن المبلغ المطلوب لتنفيذ القرار نحو أربعة مليارات جنيه ، بينما اعتمدت الوزارة أقل من مليارين فقط للقرار . وعندما انتبه المعلمون لفخ الامتحان، عم الغضب بينهم ، وتحرك الكثيرون منهم في مظاهرات منها مظاهرة المحلة في الغربية ، كما نشأت عدة منظمات منها " شبكة معلمي مصر " وغيرها تطالب الوزارة بالتراجع عن ربط الزيادة بدخول الامتحان ، ذلك أن الامتحان يعني أولا عدم اعتراف الوزارة بتقديرات الجامعات التي تخرج منها المعلمون ، وإنكار التقارير الخاصة بعملهم وكفائتهم ، والامتحان يعني باختصار أن يبدأ المدرس من الصفر ، مع أن قانون " الكادر الجديد " لا ينص على أي اختبارات . يتساءل أحدهم : كيف أقوم بأداء امتحان اللغة الانجليزية وأنا خريج دار علوم ومدرس انجليزي من خمسين سنة ؟! ويطالب المعلمون بتسكينهم في التصنيفات الستة التي حددها القانون الجديد لكن على أساس سنوات الخبرة وتقارير الكفاءة السنوية . هذه القصة في حقيقة الأمر هي جانب من أزمة التعليم الذي تعصف به النوايا الرامية لأبعد من خصخصة التعليم ، نوايا تحطيم " مركزية التعليم " على مستوى الهيكل الإداري ، والمناهج ، أي تحطيم النواة التي تخلق الوجدان الوطني . وهي قصة مرتبطة كما قلت بلوحة عامة تقدم التعليم فيها في ظل مشروع وطني ، أيام محمد علي ، وعبد الناصر ، والخديوي إسماعيل ، وتحطم أمام الهجمات الاستعمارية وصولا إلي كف يد الدولة عنه . لقد كان التعليم ومازال قضية أمن قومي ، وأولى أدوات الثقافة والتنوير، فلماذا لا يتناول عشاق التنوير ذلك الجانب؟ بدلا من كر الذكريات عن رفاعة الطهطاوي ؟ لماذا لا نكافح من أجل التنوير عبر القضايا الحية التي يثيرها الواقع الاجتماعي الآن ؟

***
أحمد الخميسي . كاتب مصري
[email protected]






#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاسبة المطبع مع إسرائيل جورج البهجوري
- محمود درويش .. والعابرون في كلام عابر
- رحيل سولجينتسين .. أسطورة المواجهة
- ثورة يوليو والثقافة
- الفن والكرامة
- ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل ؟
- د. محمد غنيم .. من أحلام مصر
- النقاش والطفلة
- وداعا أيتماتوف !
- دمياط تواجه حملة - أجريوم - الكندية
- رواية العمامة والقبعة لصنع الله إبراهيم .. زمن الغزو
- الآخرون .. ترف أم ضرورة ؟
- مصر .. أكواخ وقصور
- فلسطين في القاهرة اليوم
- كيف صارت أمريكا شيوعية ؟
- البدين والنحيف
- كرم العنب تحفة عبد الوهاب الأسواني
- الفن والحياة الاجتماعية
- الأدب في خطر !
- حصان فلسطيني أحمر


المزيد.....




- “اعرف هتقبض كم؟؟”.. قيمة مرتبات شهر مايو 2024 بالزيادة الجدي ...
- ثلاث حوادث لطائرات بوينغ في 48 ساعة…هل هو العامل الإنساني أم ...
- اليونان تعتزم استقدام آلاف العمال المصريين في مجال الزراعة
- Meeting of the WFTU committee for Democratic and trade union ...
- 100 ألف دينار زيادة فورية. سلم رواتب المتقاعدين الجديد يُفاج ...
- زيادة 500 ألف دينار على الراتب.. “وزارة المالية” تُفاجئ روات ...
- برنامج أنشطة اتحاد النقابات العالمي في مؤتمر العمل الدولي رق ...
- سوق العمل والوظائف.. -اليد العليا- لصناعة الروبوتات
- حقيقة إيقاف منحة البطالة في الجزائر 2024 في هذه الحالات.. ال ...
- WFTU Program of Activities in the 112th ILC, Geneva 3-14 Jun ...


المزيد.....

- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد الخميسي - المعلمون في مصر يطالبون بحق الحياة