أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - عزيزي أنيس منصور.. شكراً














المزيد.....

عزيزي أنيس منصور.. شكراً


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 08:53
المحور: سيرة ذاتية
    


تحية طيبة.

بدايةً أقول لك في عيد ميلادك: كلُّ سنة وأنت طيب، يا أستاذنا الطيب. وبعد

فأنا مَدينةٌ لك بشكرٍ، فيما أنتَ مَدينٌ لي باعتذار.

أما الشكرُ الواجبُ مني تجاهك، فلأنك ثاني اثنين أَدين لهما بحبي القراءة. الأول: هو جدي محمد إبراهيم سليمان، الذي علمني أن القراءةَ فنٌّ. يتطلب خُطّةً ذات استراتيجية وتكتيك شأنها شأن المعارك الكبري، النبيلة طبعا.

وأظنني قد شكرته غير مرّة. وإن لم أكن فعلتُ، فها أنا أفعل. ثم إنني كتبتُ فيه قصيدةً في ديوان مبكر. والشِّعرُ لونٌ من الشكر. صحيحٌ أنه لم يقرأها، لكنه هو الذي اختار أن يرحل مبكراً قبل أن يري حفيدته قد حققت نبوءته فيها.

الثاني: هو أنتَ الذي علمتني أن القراءةَ حياةٌ كاملة وطريقٌ لا وصولَ فيها ولا محطةَ أخيرةً إلا لحظة الموت. ذاك حين استفزتني قولتُك إنكَ تقرأ كلَّ ما يمكن قراءته، ولو كانت ورقة ملقاة في الطريق. وكذا حين علمتُ أن قراءاتك رَبَتْ علي ٦٠ ألف كتاب! (بالتأكيد زاد هذا الرقم الآن، فقد قرأتُ هذه المعلومة في الثمانينيات الماضية).

بدأ الأمرُ بشحذ حال استنفار داخلي، تحوّل عِنادا وإصرارا علي مجاراتك وتجاوزك، لو أمكن. تلبسني هوسٌ بالقراءة كأنني في سباق ماراثون لا ينتهي، ثم هدأ الأمر واستقرَّ كعادة جميلة لا تفارقني.

أصحو علي كتابٍ وأنامُ علي كتاب. وطبعا كنتَ أنتَ شاخصي الأول فصوّبتُ صوبك قوسي وقرأتُكَ مبكرا جدا، وفي هذا وجب شكرٌ ثانٍ.

علّك لا تذكر الآنُ بنتًا صغيرة استوقفتكَ مرةً في معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ عقود. صرختْ في وجهكَ أن أسعار كتبك تفوق مصروفها الصغير، فاعتذرتَ بألا ذنبَ لكَ في هذا، إنما هو شأنُ الناشر. ثم وعدتها بإهدائها إصداراتك. لم تفِ أبدا بوعدك، لكن البنتَ تلك تصدِّقك الآن، بعدما فهمتْ لعبةَ الكتابةِ والنشر.

أما الاعتذار الواجب منك إلي، فمردّه إلي الأرق الذي يلازمني منذ الصبا. لا أغفو باليوم أكثر من ساعتين أو ثلاثٍ إلا حينما أكتئب. وبعدما حار الطبُّ في علاجي، استسلمتُ لفكرةٍ خبيثة. إنه أنتَ من نقل إلي الأرق بالعدوي التليباثية ( راجع كتابات أنيس منصور عن عجائب التخاطر). ولمَ لا؟ ألم تَعْدِني بالقراءة؟ إذًا أنتَ من عداني بالأرق من طول ما قرأتُ عن أرقِك!

غير أني حللتُك من الاعتذار منذ أمدٍ طويل. فإنما هو "الأرق الجميل". ذاك الذي يضاعفُ ساعات اليوم فيضرب أعمارنَا القصيرةَ في اثنين أو ثلاثة. أعفيتُك أيضًا بعدما علمتُ من أمي أنني ورثت "نعمة" الأرقَ عن أبي رحمه الله، الذي كان يصل الأيامَ بالأيام ساهراً يفكر ويقرأ.

شكري لك ظلّ معلّقا في عنقي، لا أدري لِمَ لَمْ أسعَ لتسديده. وها حان الحينُ لأؤدي لكَ ديني في عيد ميلادك. أشكرك. والحقُّ أنك تستحق الشكر لسبب أرحب موضوعية من ذاتيةَ شأني الصغير. فكوننا ننتمي، من أسف، لمجتمع غير قارئ، فإن لك فضلا في إجبار النافرين من القراءة علي قراءتك لما لأسلوبك من رشاقة وبساطة فضلا عن اكتنازه العميق بالمعلومة والفكرة والإلهام.

ألا قد قضيتُ دَيني ، اللهم فاشهد.

القاهرة في تاريخه. المصري اليوم-25/8/08






#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلا درويش يا صهيون!
- طار إلى حيث ريتا!
- لأني إذا مِتُّ أخجلُ من دمعِ أمي
- العادات الشعبية بين السحر والخرافة
- تأنيث العالم في رواية ميس إيجب. من الذي قتل مصر الجميلة؟
- على باب فيروز
- شجرةُ البون بون
- قارئة الفنجان
- هنا فنزويلا
- اِستمرْ في العزف يا حبيبي!
- لسه الأغاني ممكنة؟
- ارفعْ مسدسَك عن أنفي، أُعْطِكَ فرجينيا وولف
- سؤالُ البعوضةِ والقطار
- ترويضُ الشَّرِسة
- مَن يخافُ -حين ميسرة-؟
- ولم يكنِ الفستانُ أزرق!
- أعوامٌ من النضال والاعتقال-مشوار فخري لبيب
- إلى أين تذهبُ الشمسُ... يا جوجان؟
- انظرْ حولك في غضب
- ثقافةُ الوقوف في البلكونة !


المزيد.....




- بعضها أوقف التصدير... ما هي الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة ...
- الآلاف يرفعون علم روسيا العملاق في قبرص احتفالا بيوم النصر
- لجنة فلسطينية تدعو أهالي الضفة والقدس والداخل للانتفاضة إسنا ...
- ساحة حرب.. مشاهد مروعة لهجوم نشطاء على مصنع -تسلا- في ألماني ...
- -كتائب القسام- تفجّر نفقا بقوة إسرائيلية في رفح
- الدفاع الروسية تعلن تدمير 3 دبابات -ليوبارد- ألمانية ودبابتي ...
- تأهل المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجين- وسط تظاهرات ...
- السفارة الروسية في الإمارات تنظم أمسية احتفالية بمناسبة الذك ...
- إسرائيل تتحدث عن مغادرة مقاتلين من -حماس- رفح وتكشف عن استرا ...
- لسبب غريب.. صينيون يدهنون وجوههم باللون الأسود (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - عزيزي أنيس منصور.. شكراً