أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الرجل والمرأة_ثرثرة















المزيد.....

الرجل والمرأة_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 05:01
المحور: الادب والفن
    



"أسرار لم تنشر بعد"...رغم فظاظة العبارة,وحمولتها القصوى في الادّعاء,أقبلت بمتعة على قراءة الكتاب,بعنوانيه الرئيسي والفرعي. وأكثر,أحببت العبارة...أسرار لم تنشر بعد...وقرأت فيها توسّل الكاتبة آلين ويلز,لي شخصيا أن أهتمّ بالكتاب وأدرجه في الثرثرة.

ماذا عن متعة القراءة؟

نادرا ما أكملت قراءة ديوان شعر.

إما فرط في الذهنية والتجريد,وانقطاع التواصل بيننا....أو تسجيل حسّي مملّ ومضجر. ليست كتاباتي (الشعرية) خارج هذه المشرحة الصارمة...مملّة,ولم أكمل قراءة واحدة من المجموعات الثلاث,بعد جمعها, أبدا...تضجرني فعليا.

من أين تأتي متعة القراءة ؟

المعروف سلفا مضجر ومملّ,والمجهول مخيف ومنفّر.

من هي المرأة؟...كيف تكون,وتفكّر,وتحبّ,وتكره,تكتب,تقرأ...؟

حتى اللحظة التي فتحت فيها الكتاب,كنت بجواب واحد جاهز سلفا,لا شيء اسمه امرأة أو رجل,هي مفاهيم أيديولوجية جوفاء,كنت أردد بقناعة ويقين_أحسد عليها.

.
.
لماذا يخيفني ما أجهله؟

هل أحتاج_وحتى في الماضي_ إلى كلّ هذه الدفاعات المنهكة...وغير المجدية!

....رجل ناقص الذكورة... كانت العبارة تدور في عقلي وأعصابي,ثلاثة أيام أهدرتها في دمشق,عبثا,لولا هذا الكتاب,ربما.

*

احتفاء برهوم بالكتاب,وشراء عدة نسخ وتوزيعها علينا,وكأنه كتابه...هذا برهوم.

.
.

قليل من الضجر في مقهى الروضة,يرتفع فجائيا ويضرب السقف في مطعم الكمال, ...لو استمتعت بمراقبة أصدقائي يمضغون ويبتلعون,بمتعة وسعادة,...لو أهتمّ أكثر بما ينقصني,لو استمع إلى النصيحة _البسيطة والعميقة:

"إن الاعتراف بان الآخر مختلف,هو محاولة لفهمه,ولمسامحته, ولمحو الماضي ثم الانطلاق من جديد. عودوا إلى نقطة الصفر ثم تمرّنوا على مهامكم الجديدة!حاولوا عدم التسرّع في الحكم على الآخر,فتعتبرونه أحمقا أو سخيفا. تدرّبوا على فهم عقلية الآخر والنقاط التي يختلف فيها أحدكم عن غيره".

.
.
مشاركتي في بيت القصيد,وزيارتي التالية له....آخر همومها كان الشعر,مثلهم.

ثمّة ما يرعبني في التجمعات, في البداية ألحظ الشعور الداخلي,أغرقه في الكحول لأفقد عقلي وحسّي السليم,ثم يهرب القروي الكهل بدون عصا ولا سكين.

.
.

في اليوم التالي,بعد موجة الندم,أفكّر....ما الذي حدث؟

_الضعف السوري,الهشاشة,انعدام الكينونة والمعنى,....تكشيرة الأسى والرعب, أرى صورتي وهويتي المشتركة,في الحماقة والتنافس الشرس على دور صغير,...وعظمة بالكاد.

خالد خليفة الروائي المشهور بعد وليمة"البوكر", حاتم علي المخرج الناجح والبارز,وغيرهم وسواهم....كلنا في سباق الفئران على قطعة الجبن.

الكل سيقرأ الشعر,الكل يريد قراءة الشعر, الكل يسعى إلى منصب الشاعر....أقلّه متذوّق الشعر.

.
.
خفّف ضجيجك يا أخي

كلنا نحن في الظلام.

*

كعادته ينقذني جورج طرابيشي"المرض بالغرب"_ التحليل النفسي لعصاب جماعي عربي.

_ لا غير صحيح.

العبارة_العنوان,عكس سابقتها,استعلاء صريح,يستدعي النفور قبل المتعة.

*

المرأة ترى والرجل ما زال يبحث.

نظرة الرجل محدودة ونظرة المرأة شاملة.

_هذا ما كان يصدمني,وأعجز عن فهمه.

.
.
ذهبت بعيدا في الامتثال, مديح وإطناب...شهر لعين مرّ أيضا.

قبل الصفحة خمسين في الكتاب,بدأ الملل...شرح وتفسير وتعميمات مضجرة.

*

إحدى مشاكلي الكبرى في الحياة,غياب النموذج والقدوة_فقدان الإيمان والثقة.

هي مزية في جانب وحيد,وفجيعة وخسران في الباقي.

نموذج الأم_نموذج الأب غائبان كقدوة منذ البداية,وكموقع للرفض فتّته بمساعدة علوم النفس والكحول.لا وراء لا أمام لا فوق ولا تحت لا مرغوب ولا مكروه لا عدو ولا صديق لا حبيبة ولا حبّ....كلّه سيان.

اشرب عليها تنجلي.

.
.

ألا تأتي متعة القراءة من جهة القارئ أولا؟

فنّ الإصغاء,ذلك السحر الشفيف الغامض,وأنت ترمي نفسك في عالم غريب ومختلف,وتقطع مع الثقل واللزوجة.....كم سيلزمني بعد لأتعلّم الإصغاء!

*

دوما صديقة وصديق,وقبل الحاجة....دوما بذخ في الصداقة ووفرة الصداقات.

أعود من دمشق....مثل كلب أزرق....ويأكل الضحكات.

أفكّر في الطريق إلى مقهى الروضة,لا أريد أن أحبّ دمشق,لا أرغب حتى بمحاولة...استعيد هدوئي مع صوت رنّوش,...ونتصافح بسرعة ثائر وخضر وبقية قرم الثقافة في مقهى الروضة.

_نضال حمارنة,على تلك الطاولة,بسرعة أتلقّى الإجابة ولا أفهمها.

شاعرة أيضا,بعد الكأس الثالث أقرأ قصيدتها في بلدنا الثقافي....أحببتها.

بعد ثلاثة كؤوس في نينار_المكان الجميل في دمشق القديمة,الحياة...يا للروعة.

.
.
أيضا نصف الطريق إلى اللاذقية,في حالة غياب للوعي.

برفقة برهوم وآلاء....أنت في أمان,الكلّ في أمان.

.
.
سماء تعاتبني_عتاب الأحبّة.

يا ابن عليا ...حسابك عندي_أمرك سيدتي.

أفعل أي شيء لأرضيك وأراضيك.

.
.
يصل ناظم مهنا إلى نينار,بعد وصولنا إلى حمص, المعذرة أيها الصديق.

كيف سيصدقني أحدهم يوما أو يثق بي,وأنا المهزوز والمثقوب من كل الجهات؟

*

برهوم في بيت بسنادا_في وقته.

وصلتني رسالة من الصندوق العربي للأدب والثقافة....

يريدون ثلاثمائة كلمة على الأقل,تصف مشروع الثرثرة.

بمساعدة برهوم الخبير والعارف,أظننا نجحنا.
.
.


ثرثرة من الداخل :

مشروع كتابي ابتدأ مع أزمة منتصف العمر,ثم امتدّ وأخذ شكله الخاصّ.

في تركيزه على المكبوت والمسكوت عنه,إلى جانب المعيش اليومي,....وكمحاولة مستمرة لإيجاد التوازن النفسي_الاجتماعي, لكاتب الثرثرة _قارئها الأول,بشكل شفاف ....يأخذ بالاعتبار المحاذير الاجتماعية _السياسية_الأخلاقية,ولا يتقيّد بها,ويعرضها بشكلها الآني...مع تناقضاتها وعثراتها الكتابية_والنفسيّة,في تركيز مستمرّ على الحاضر....المراوغ والهشّ_والمفقود غالبا, حاضر الشخص حسين عجيب ومدينة اللاذقية معا.

يقترب من السيرة الذاتية,ولا يلتزم بحدودها.

تحضر بعض الأحداث الكبرى...حروب, مهرجانات وجوائز أدبية,... _مع التعليقات عليها , ومن وجهة نظر الكاتب في الآن وهنا....هي تجربة في المستويين المعيشي والثقافي,....رهانها الحاضر المفقود_محاولة كشفه وتعريته من منظور شخصي_فكري_ وأدبي في المقام الأول.

يأخذ من المقالة,استقلالية كل حلقة,ولا يلتزم بضوابط المقالة.

كل حلقة في الثرثرة نص أدبي مستقل بفضائه النفسي والفني,وبنفس الوقت هي سلسلة مترابطة, شخصياتها المحورية اللاذقية وحسين عجيب, كما تحضر أمكنة ومدن وأفراد_أصدقاء ثقافيين أو اجتماعين.

يقارب الرواية الذاتية,التجريبية,حيث شخصية البطل والكاتب والقارئ في حالة تحوّل بين الحلقات.

ثرثرة من الداخل,بمعنى نص مفتوح _تجريبي,يستمدّ مادته الأساسية من التداعي الحرّ من جهة,ومن اليوميات الفعلية من الجهة المقابلة,....تتحرك حلقات الثرثرة خارج أطر التجنيس المحدّدة سلفا. لتأخذ شكلها بين قصيدة النثر والرواية التجريبية.

وهي في المقام الأول والأخير,نوع من الاستشفاء الذاتي....,تعتمد الاعترافات والتعبير عن المكبوت أحيانا,وهي في أحد صيغها يوميات مدينة اللاذقية,بأنشطتها اليومية والثقافية مرصودة من منظور الكاتب وحياته الثقافية واليومية.

.
.
وأما عن التصوّرات المستقبلية للمشروع_التجربة,...تتجه عموما إلى توظيف_واستثمار المصادفة,والأحداث المحلية وأحيانا الإقليمية_وعلاقتها بشخصية الكاتب_الكائن, كما تسعى لاستثمار علوم النفس في حقل الأدب والكتابة الأدبية,ليبقى الهاجس المعرفي أحد أسس الثرثرة وفضائها المحتمل.

توجد أحلام_أوهام كثيرة,عبر الثرثرة وفي ثناياها, .....أرغب وبشدّة في تجربة(كتابة بعض الحلقات)...في مدن وأماكن غير اللاذقية...أحلم بالقاهرة والإسكندرية بطنجة والكويت...بدبي والدوحة وعمان....هو حلم أعيشه غالبا في الخيال وأحلام اليقظة مع الثرثرة وفيها.

أسئلة كثيرة افتحها_مواربة أو مباشرة عبر الثرثرة:

أين الحدود بين الكتابة والحياة الشخصيّة والخاصّة؟

هل توجد حدود فعلية ومضبوطة بين مختلف الأجناس الأدبية؟

العلاقة المحيّرة والملتبسة بين الشفاهي والمكتوب,كيف تتحدّد,تتشكل,تتقاطع,تختلف وتبتعد؟

قصيدة النثر...السؤال المفتوح, هل لقصيدة النثر حدود وأشكال مسبقة؟

العلاقة بين قصيدة النثر والرواية وعالم الداخل.....هل علوم النفس والاجتماع تقيّد الأدب والكتابة أم تغنيها وتفتحها أكثر؟

رهانات وأحلام....كثيرة وغير منتهية,فتحتها الثرثرة بدون قصد غالبا.

ثرثرة من الداخل_حياة موازية,تحت الواقع أم فوقه....هي تنفتح في رغبة ومسعى مزدوجين: الداخل الشخصي لحسين عجيب وطبقاته النفسية المتعددة,والداخل السوري بمستوياته الثقافية....الادّعاء كبير أعرف,

ويبقى الاستشفاء عبر الكتابة,رهان أولي ومغامرة مفتوحة.



*

هكذا إذن....ابتدأت صفحة جديدة في الثرثرة, وعبرها.

بالتوازي مع صفحة جديدة,في العالم الداخلي لثرثار اللاذقية,وصعلوكها المارق.

.
.
بعد قليل إلى رأس البسيط....مع البحر والأصدقاء.

حياة جديدة...تلوح في الأفق,سأندفع بكلّ كياني,خلف أي باب ينفتح أمامي.

هي حياتي

وأنا ضحيتها



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاوا مشّو في ديارنا_ثرثرة
- يوم جديد حلم جديد -ثرثره
- فيروز تميمي وتأنيث الثقافة _ثرثرة
- دوما في الحصاد ما يشقي
- فيروز تميمي وتأنيث الثقافة_ثرثرة
- دوما في الحصاد ما يشقي_ثرثرة
- كم هي الحياة جميلة وظالمة_ثرثرة
- أنا الجمهور....السقوط في حبّ بسنادا_ثرثرة
- جوني ووكر والدريوس في قصيدة نثر_ثرثرة
- تحت وطأة الزمن_ثرثرة
- عشرون حاجز-أمان-ضدّ الحبّ_ثرثرة
- صباح جديد، آخر في بسنادا_ثرثرة
- وراء الصورة_ثرثرة
- لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة
- أهل الحبّ صحيح مساكين_ثرثرة
- عودة القارئ السوري_ثرثرة
- رجل سيئ السمعة
- هل كانت البارحة أجمل من اليوم؟
- حبيبتي نائمة_ثرثرة
- كلها.....حياة


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الرجل والمرأة_ثرثرة