أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناديه كاظم شبيل - لم تعد يا عراق عراقي















المزيد.....

لم تعد يا عراق عراقي


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 2285 - 2008 / 5 / 18 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يقودك الحب الاعمى الى هاوية العبوديه ،عليك التوقف حالاواعادة النظر فورا في خارطة الطريق ، هذا ما قررته السيده رحيل بعد رحلتها الاخيرة من ارض العراق ، الذي كان يسمى قديما ارض السواد لغلبة اللون الاخضر على اراضيه الخصبه ،اما الان وبعد الحروب الطاحنة التي دارت مع دول الجوار والتي كان ضحاياها قتل الاف الشباب ،وبعد الغزو الامريكي الشرس وفتكه بالاخضر واليابس ، فلقد اصبح بلد السواد بحق ، فمعظم جدران البيوت اصبحت مغطاة باللافتات الاسود التي تنعي ضحايا القصف الامريكي او ضحايا الارهاب الهمجي القادم من خلف الحدود والذي يحمل الطابع المذهبي من كلتا الطائفتين للاسف الشديد.
طال الانتظار في حافلة نقل الركاب ،صاحبه استفزاز متعمد من قبل الشباب المسؤولون عن الحافلة ، كانوا ينظرون في وجوه النساء والرجال ، ويرددون العبارات التاليه وهم يتفحصون ردة الفعل لدى كل راكب كي يشوا به لما يسمى بامراء القاعده:( مو شريف اللي ما يحب الرئيس صدام حسين )،( يحيا الرئيس القائدابو عدي ) ، (كلنا فداء للقائد البطل صدام ). كان الركاب يواجهون مثل هذه العبارات المستفزه بالصمت الثائر ، طلبت منهم احدى النساء وضع حد لهذ التأخير ، اجابها احدهم ساخرا : لقد هرب السائق السوري لان احدهم اخبره بأن جيش المهدي بانتظاره للاقتصاص منه . بعد جدل حاد وانتظار ممل ، قرروا نقل جميع الركاب الى حافله اخرى .
لاحظت السيده رحيل بان جميع الرجال يرتدون الزي الشعبي (الدشداشه ) وصعقت عندما عرفت السبب من احدى المسافرات ، فالسبب يعود الى ان هنالك اتفاق بين شرطة الحدود والارهابيين على بيع كل عراقي قادم من دول اوربا ، لمقايضة اهله على مبلغ كبير من المال يدفع لهم كفدية ،ولذا يعمد المسافرون الى الاحتماء بالزي الشعبي البسيط حفاظا على ارواحهم الغاليه .
على الحدود العراقيه السوريه ، اصطفت مجموعة من الكلاب السائبه ، كانت تقف صامتة تماما ، كانها في موكب حزن ، تتلقى التعازي على وطن كان علما حضاريا شامخا يشار له بالبنان ،حتى انها كانت تشعر بالفخر لانتمائها لهذا الوطن العريق ، شعرت رحيل بالرثاء على حالة الحزن والذل التي تعتري الكلاب ،تبادر الى ذهنها السؤال التالي : ترى هل اصيبت هذه الكلاب بالخرس من شدة الجوع والمعاناة ؟ ام ان موجة الشعور بالذل واليأس و القهر تسللت اليها ايضا ؟ قارنت ما بين هذه الكلاب والكلاب السويدية المرفهه ، قالت في سرها : لو كان بامكان هذه الكلاب النطق لاشتكت لمنظمات حقوق الحيوان ، ولطالبتها بشمولها الرعاية الشامله اسوة بكلاب اوربا !
بغداد لم تعد تلك العذراء التي تغنى بها الشعراء ، فالقواطع الكونكريتيه الضخمه تكاد تحجب المناطق عن اعين المسافرين ، قال لها سائق سيارة الاجره : لم يكن احد يجرؤ على المرور في هذه الاماكن الساخنه لولا هذه القواطع .
تكاد ان تكون بعض المنازل خالية من السكان ، الجادريه تلك المنطقة الجميله ، قصورها تعرض جراحها على المارة وهي تستصرخ الضمائر الحيه لترميمها واعادة ساكنيها اليها ، قال لها السائق : اتعلمين ياسيدتي بأن معظم سكان هذه المناطق قد لقوا حتفهم على ايدي عصابات بعض رجال الدوله . سألته بقلق ان يوضح لها الامور ،قال : عندما تعرض احدى الارامل( المترملات حديثاعلى ايدي المليشيات المتعدده ) بيتها للبيع بمبلغ محدد ، تفاجأ بمن يعرض عليها سعر مغر، يقوم ازلام السيد بمتابعة عملية البيع ، وعندما تتم عملية تحويل الملكيه باسمه ،يتم تصفية المرأة واطفالها ،وتسجل الجريمه ضد مجهول !
تبدو المرأة العراقية مستسلمة لمشيئة القدر (الارهاب ) خوف وشرود وحزن والم يغلف شخصيتها التي كانت في يوم ما مضرب الامثال في القوة والصبر والتحدي ، قالت لي احداهن بحزن، كان ولدي ذاهبا لاستلام صور زفافه ، عندما صعد الحافلة التي تقله الى الباب الشرقي ، صوب احدهم الى رأسه مسدس ، ثم ادخل الى احد البيوت ، كان يسمع فيها ايات من الذكر الحكيم بصوت اعلى من المألوف ، عذب ولدي بصورة وحشيه ، استعملوا جسده لاطفاء نيران سكائرهم ، بصقوا في وجهه ، اهانوه بكل الوسائل التي يندى لها ضمير البشر ، وطالبونا بدفع فدية كبيره ، بكل لهفة الام وجزعها على فلذة كبدها ،قبلت ايادي وارجل الاهل والاقارب ،ثم اعيد الي ولدي ، ولكنه للاسف الشديد لم يكن ولدي الذي اعرفه ، كان محطما مرعوبا مذهولا . ترى اي دولة مشؤومة تلك التي لا تستطيع حماية رعاياها؟؟؟
في عاشوراء جعلوا من الحسين دكتاتورا رغما عنه ، حيث يرغم اصحاب المنازل التي تخضع لحماية جيش المهدي ،على تعليق ملصقات سوداء تحمل عبارة ياحسين يا مظلوم ،وفوقها صورة للامام الحسين ، ولا بد من ابداء الوفاء لهذه الذكرى مثل ارتداء الملابس السوداء ........تاجروا بقضية عادلة من اجل مناصب زائله وما صدام عنهم ببعيد ! .
حوصرت مدينة الثوره اياما عديده ،ووزعت القنابل والصواريخ على اهلها الجياع ، كانت العجائز تقطع مسافات طويله ،تطرق ابواب سكان شارع فلسطين ،تجمع فضلات الطعام من بيوت عديدة ، تضعها في كيس القمامه لتطعم افواه عديده جائعه ،الخبز مع الرز والمرق والخضروات ،ثم تطالب بدموع سخيه : قليلا من الرحمة ياحكومتنا العراقيه ،فرجالنا قطعت رؤوسهم سيوف الارهاب ، ومن نجا منهم ، قتلته قنابل الامريكان ، واطفالنا اليتامى يصرخون ويتساقطون نهبا للخوف والمرض والجوع واحدا تلو الاخر، وانتم تباركون القتله الغزاة خطوة بخطوة ، ونسيتم ان اطفالنا هم رجال مستقبل العراق الذي نرجو ان لا تكون لكم يد فيه !
شاهدت رحيل اطفال المدارس يتراكضون مذعورين الى البيوت ، تركوا حقائبهم داخل الصف عندما فاجاهم غدر قناص يقتنصهم بصمت واحدا تلو الاخر ،كان الهلع باديا على وجوههم البريئه ، كل منهم يرفض العودة الى المدارس خوفا من الموت ، ترى الا يعرف الموت طريقا للاشرار!
في سوريا تتزوج الشابات العراقيات من رجال خليجيين وسعوديين طاعنين في السن و لم يتبق من رجولتهم الا كيسا ملئ بالنقود ،و تعرض الامهات الصبايا على المعارف القادمين من اوربا عل وعسى ان تحظي الفتاة برجل يحميها من غدر الزمن .ترى الم يغدر بنا الزمن بعد ياعراق !!!!!!!!!!!!ياعراق لم يعد لي فيك مكان ، فلم تعد يا عراق عراقي



#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ؟؟؟
- سلاما ايها الحبر الجليل المثلث الرحمات بولس فرج رحو
- مملكة السويد ! الحرية فيها ترتدي جلبابا واسعا بطانته العبودي ...
- شكرا جزيلا لكل كاتبات وكتّاب الحوار المتمدن
- لو نظرنا الى الرسوم الكاريكاتيريه نظرة حياديه !
- في عيدي الحزين ،باقة نخوة حارة مهداة للملك العظيم كلكامش
- عشتار ! يا الهة الخصب والانوثة والحب ، استيقظي من سباتك وارف ...
- بماذا اشبّه عقد الزواج الشرعي ؟
- عبارة (الله اكبر) على العلم العراقي ! حق يراد به باطل
- سأظل انثى ما حييت
- الطلاق ! سجن للمرأة وحرية للرجل
- لتتحد كل قوى اليسار ،من اجل عراق يرفل بالاخوة والعدل والمساو ...
- بشرى سارّه للعراقيين : دنيانه دايره على عمامه وشال اخضر!
- الام وعلام اللطم وضرب الزناجيل والتطبير يا شيعة العراق ؟
- عندما تسقط عباءة رجل الدين ،وتظهر عورته امام الجميع ، من ذا ...
- الجاحد العزيز
- حكومتنا العراقيه تجد علاجها في خارج العراق ،ولكن اين يتعالج ...
- لا بد وان تتساقط اوراق المريضة الصفراء
- وكأني بطائرات خادم الحرمين الشريفين
- القانون العادل يعاقب الزاني ويعفو عن الزانيه


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناديه كاظم شبيل - لم تعد يا عراق عراقي