أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وديع شامخ - شحاذة وطنية !!














المزيد.....

شحاذة وطنية !!


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 09:11
المحور: حقوق الانسان
    


اتذكر في ايام طفولتنا ، وتحديدا في محلة الجمهورية / محافظة البصرة ، أن امرأة ولدت طفلا ، أعتقده الجميع مقعدا لا يستطيع المشي رغم بلوغه السنة الخامسة ، فقامت مريم وهو اسم الام الحقيقي بوضع علي وهو ابنها ، في " طبك" ودارت به على البيوت صارخة " حطوا بالطبك شي .. خلوا المكرم يمشي" اي" ضعوا ما تجودون به من مال في اناء ُيصنع من سعف النخيل يطلق عليه الطبك، لكي يستطيع الطفل من المشي " ، ولم تكن هذه المرأة ولا زوجها بحاجة الى النقود بل هي حركة من مشعوذي وسادة ذاك الزمان لجني ما في " الطبك" ، وبعدها بقليل مشى علي وهو الآن معوقا فعلا ويللمفارقة ، اذ إقتلعت عينه شظية في حرب من حروب الطاغية المقدسة دائما.
وبعد سنين وسنين مات الطاغية مشنوقا وعاش الوطن حرا .. يا لها من نعمة، ولكن الف "علي" نشاهده اليوم على شاشات التلفاز معوق ولا أمل في الشفاء والف " عمر" وسعد على قارعة الطرق، ونرى زيا وحنا ، وحتو غادروا الوطن الُمقعد.
وبعد التحسن التدريجي في تطبيب الوطن من عوقه .. فقد مشى علي وعمر وسعد وزيا وحتّو وكاكا كمال ، مشوا بقاماتهم الممشوقة ...ولكن في القلب غصة من عروض التلفاز ووسائل الاعلام من عوق الشباب قبل الشيوخ وجثث مجهولة الهوية واطفال يتعذبون بلا ام ولا حليب ولا وطن ، كل يوم تطالعنا وسائل الاعلام عن وجود شاعر مات على الرصيف واخر ينتظر في مشفى وضيع وعالم يقتل واديب يعزل ومارق يولى واحرار تستعبد، والجميع يصرخون " يالله يا كريم ساعدوا هؤلاء " وخلوا بالطبك شيء خلوا الشاعر يمشي" وخلوا .. وخلوا .. وخلوا... وملياراتنا وبحيرات نفطنا تنتفخ بالونات في جيوب حفنة من الذي مشوا على جثة الوطن وداسوا الضمير بأرجلهم ..
كلّ يوم يمطرنا التلفزيون بعراقي مفجوع ولا حكومة له ولا شعب ، سوى استصراخ ضمائر رئيس الوزراء ورئيس الدولة وغيرهم ممن لا يسمعون الا ما تيسر لهم من سماعه، عبر سلسلة مراجع وذيول يحيطون بهم ، ويشكلون حاجز صوت وصدى لصرخات العراقيين ..يالله .. اهكذا يُكافأ العراقيون ؟؟
يالله لا باب غير بابك .. ولا صوت غير صوتك.... والعراق "طبك" ليس للعافية والارغفة الحارة من تنانير الامهات ، بل للتسول ثانية وعلى مرأى من العالم كلّه ..
كانت مريم تشحذ اذا جاز التعبير" من فرعين وزقاقين او اكثر من محلة صغيرة" ، اما الان فالشحاذة وطنية بأمتياز من رؤسائنا الذي يشحذون الاخرين اطفاء الديون وحرائقنا مستعرة ،الى البنك الدولي الى الاعانات الدولية والقروض، ووووالجميع يشحذون ، ولكن لمن ؟
فعلي فقد عينه في الحروب وماتت أمه كمدا ، وعمر جثة على قارعة الطريق ، اما توما وزيا فقد غادرا الوطن لانهما لا يمتلكان الجزية، فإكرم به من وطن ، وآكرم به من "طبك" وطني كالمنشار الذي لا يشبع .



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية
- الإلتفات الى العقل
- حصان الوطنية وعربة المأرب
- درس في الاختلاف
- غاستون باشلار والحلم على لهب شمعة
- علم وطني أم راية للخلاف أم جودلية!!؟
- ثرثرة فوق جثة الموت _ سركون بولص يرحل الى مدينة أين
- الغواية تكتب سيرتها الجمعية
- ابواب الدخول الى غابة الشعر
- رأس السنة وثعالب التقاويم
- دموع الجنرال
- دموع اجنرال
- بغداد أمنا .. لا تهالك على بابكِ الغرماء
- بغداد أُمنا ..لا تهافت على بابك الغرماء
- عرقيون .. ولكن بعد هذا الفاصل
- نص في الأزمة
- الكونغرس الأمريكي .. هل وحّد ساسة العراق أم فَضَحهم
- علي السوداني ومحنة البحث عن الحياة الآمنة
- الشاعر العراقي وديع شامخ.....الشعر تجربة انسانية وجمالية.لا ...
- الرئيس بوش في ضيافة ابو ريشة


المزيد.....




- -الأونروا- تقدر عدد الأشخاص الذين فروا من رفح منذ صدور أمر ا ...
- عاجل.. سي إن إن: انتهاكات وتعذيب لمعتقلين فلسطينيين على يد ج ...
- شاهد..إضرام متطرفين إسرائيليين النار بمحيط الأونروا
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- مصاعب جمة يعانيها مرضى السرطان النازحين إلى القضارف السوداني ...
- طلاب وناشطون يتظاهرون قرب جامعة جورج واشنطن دعما لغزة
- الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في ...
- أونروا: ارتفاع عدد النازحين من رفح مع اشتداد القصف الإسرائيل ...
- حماس تدين التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام مستوطنين إسرائيليين الن ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وديع شامخ - شحاذة وطنية !!