أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وديع شامخ - دموع اجنرال














المزيد.....

دموع اجنرال


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 11:19
المحور: كتابات ساخرة
    


-1-
إستهلال

في برنامج تلفزيوني بثته قناة البغدادية العراقية مؤخرا واستضافت به مجموعة منوعة من الفنانيين وشاعر واحد، هذا الشاعر –الذي يؤسفني نسيان اسمه- قد تطرق الى موضوع الدموع ،قائلا : ان الدموع لا تعرف المناصب ، وهي عالم قائم بذاته ، وقرأ شعرا شعبيا عذبا لمناجاة الدمعة بوصفها عالما خاصا يخترق الصغار والكبار الملوك والعبيد معا.. واذ وجدتني والدمع ينساب على خديّ مدرارا،لان الأديب المبدع العراقي محمد الحمراني مات .. مات الحمراني طازجا وشهيا ، وبلا سب وجيه .. كان عليّ ان اجد سببا لبكائي .. لان الضحك بلا سبب من قلّة الادب ......
وبعد مرور ساعة واحدة على جفاف دموعي ومن قلّة الادب ، ذهبت الى تصفح مواقعي الاثيرة على النت، فهالني ان ارى وأقرأ ما فعلته الدموع بالجنرال برويز مشرف "
انهمرت دموع الجنرال على خديه أمس وهو يودع «عائلته الثانية». إذ تقول الاخبار ان الجنرال " انتشل منديلا أبيض ومسح به الدموع. مراسم الوداع بالنسبة اليه كانت مؤلمة. فالفراق بعد 46 عاما ليس سهلا. ارتدى بزته العسكرية المليئة بالأوسمة للمرة الأخيرة، ومشى بخطوات ثابتة نحو المنصة الرئيسية ليلقي كلمة الوداع. حمل عصا القيادة الخشبية بيد للمرة الأخيرة، وبصوت متهدج وهو يصارع دموعه، تكلم الجنرال برويز مشرف: «الجيش يواجه ضغوطا هذه الأيام... بعد 46 عاما من حياتي قضيتها مرتديا هذا الزي أقول في النهاية وداعا له... الجيش كان حياتي وشغفي وكرامتي.. لكن اعتبارا من الغد لن أرتدي هذا الزي».
ما اجمل ان ترى جنرال عسكري يبكي ، ياالله ما أعظم الدموع من نعمة .
ما أعظمها من حدّ فاصل بين الانسان والجلاد ... بين الانسانية والسوط.

2---
دموع التماسيح

ومن سفر الدموع نقرأ ونرى أن الوجوه الكاذبة غالبا ما تضمر وتخزن ماء الوجوه قبل الدموع لانهمارها على ابواب الرزق والعافية.. ابواب ملساء لا حياء فيها ، ولا مطارق لها ...
ابواب ملساء لوجوه ملساء.. ودموع لا تصح بها حكمة التماسيح ولاتلويحة المنافقين على ابواب القلوب ومدارج المطارات .. وكراجات بيع العواطف بالجملة ذهابا وإيابا
وما أكذب الجباه التي تتلبد بالغيوم الكاذبة لتريق حياءا لا يستحق الرثاء
..........

3
في ما يجري الان وغدا وقبل غد .. كانت الدموع تعني فائض حزن ، أو فرح مؤجل .. فرح كالقرّحة في الرؤيا ، وترمّد في العيون..
................
4
لماذا لا يبكي زعماؤنا ؟

في المشهد ذاته كان المدعو .. ....... في قفص الاتهام يرى ويسمع مأساة وملهاة العراق .. كان "الضرورة" في صلب المشهد ، لم تدمع له عين ، ولم يرف له جفن . ، قالوا له ان العراق مات . قال : يرحمني الله .ولم يذرف دمعة واحدة .وكأن عينينه تصالبتا ، وصبّ في محجريهما الكونكريت !!!
نعم لم ارى القائدالخشبي .. يبكي ـ لانه دائما بلا مشاعر ، لانه من كونكريت ونحاس،لأن روحه صدأ دائم ..
... كما اليوم ارى جلادا في ذات القفص، لا يعرف ان يذرف دمعة واحدة .. لان البكاء عندهم قلّة شجاعة ونقص رجولة ...
الى متى نبقى بلادموع؟؟
والبلاد تطوف على بركان دم !!
ايهما أبقى واصلح الدم ام الدمع؟
تعالوا نبكي معا .
لنُطهّر الجسد من لعنة الدم
.................
5
كم تمنيت أن توحدنا الدموع .. دموع الفرح ودموع التوبة .. ودموع الوفاء..
دموع غير آسنة .. دموع تعيّ لغة العيون وتترجمها الى نداء سري ..
نداء الحب وكبرياء الكائن ..
هي دعوة إذن للخشوع أما م الانسان .. الانسان الذي يملك عيناً لتدمع ، وقلبا ليغفر ، ولسانا ليعتذر ....
دعونا نجعل الدموع .. بدل الشموع ميقاتنا .. وعملتنا.. لا لقلة في الاحلام ولا لنفاذ ذخيرة الكلام .. انها نوع من العملة التي لا تصدأ ..
انها ميثاق العيون ..
ويا لعظمة ميثاق العيون . لا نريد لدموعنا ان تنساب خفيّة كدموع الشموع
لا نريدها لاطمة ونائحة . .. ولا دموع تماسيح .. نريدها دموعا تليق بافراحنا واحزاننا . نريدها لغة تليق بمقامنا كأنسيين .. لاملائكة بلا خطيئة .. ولا مجرمين مُغمسين بها ..
نضحك والدموع تنهمر .. ولارقيب على فرحنا .. نحزن ولا شفيع، ولا عرافة لثلم كعكة يومنا المديد..
دموعنا لغة الحلم ..
دعونا نحلم فأحلامنا بسيطة جدا .......


.......................................................



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد أمنا .. لا تهالك على بابكِ الغرماء
- بغداد أُمنا ..لا تهافت على بابك الغرماء
- عرقيون .. ولكن بعد هذا الفاصل
- نص في الأزمة
- الكونغرس الأمريكي .. هل وحّد ساسة العراق أم فَضَحهم
- علي السوداني ومحنة البحث عن الحياة الآمنة
- الشاعر العراقي وديع شامخ.....الشعر تجربة انسانية وجمالية.لا ...
- الرئيس بوش في ضيافة ابو ريشة
- جال في خاطري أن أغني قبل التدوين
- الدم الأمريكي .. خط أحمر
- الدم الامريكي.. خطّ أحمر!!
- 33شمعة تضيء تجربة الشاعر أديب كمال الدين
- المشهداني وراتب التقاعد الأريحاني
- اتذكرك كحمى طازجة واهذي
- برلمان العراق في إجازة دائمة
- عمائم إيران وأحلام الامبراطوريات
- - الصابئة المندائيون -عراقيون ولكن بعد هذا الفاصل
- الصابئة المندائيون
- الطفولة العراقية المستباحة
- الصنم وبهجة العبيد


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وديع شامخ - دموع اجنرال