أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - بغداد أُمنا ..لا تهافت على بابك الغرماء















المزيد.....

بغداد أُمنا ..لا تهافت على بابك الغرماء


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 2105 - 2007 / 11 / 20 - 08:33
المحور: الادب والفن
    


لا أريد لبغداد أن تكون رأسا رخوا للعراق، لا أحبّ ان ارى وجه بغداد مجعدا في يومها الجديد، وهي تتوسل اطرافها العليا والسفلى لان تكون مركزا وحسب.. فزاعة بستان .. عصا حَملها سليمان يوما حتى نخرها الدود فسقط مغشيا ، وبارت تجارة سلطانه وهيبته وملكه وهو واقف يدّعي الحياة! ذهبَ سليمان ومملكته ، ونخر الدود جسده وهو ميت بلا سلطان!!..
لا نريدها جيبا للمسرفين بلا وطن .. وشماعة لأخطاء الجسد العراقي المقدّد، لا نريدها حيّلة وسكينا في خواصر البلد الكبير
.. لا نريدها قِبلةً للوافدين الى زيارة رَسم مدينةٍ َدرَسها التاريخ.. لا نريدها مدينة ماضٍ واشباح وأمنيات!
لا نريدها دار للحكمة وجبينها يعرق من صبيّة يحومون على إبتلاع فمها تباعا..
قيل أن من اسمائها الحسنى "المدورة، والزوراء ، ودار السلام ، ودار الخلافة... "
لا اريد لبغداد ان تكون "مدورة" ، كالكرة فيركلها الصبية من الساسة ويتلقفونها كما تلقف بنو أمية الخلافة وتوارثوها .. ف "لا جنة ولا نار".
لا اريد لبغداد ان تكون دار خلافة تلعب" قاعد هاشم" بالملك فيها .." فلا خبر جاء ولا وحيّ نزل"!
لا أريد لبغداد .. ولا احب بغداد أن تكون "زوراء"- أرض زوراء أي نائية ، أو بئر زوراء أي بعيدة القعر- ..
ولا اريدها الزوراء وهي عنوانا للطارئين ، وأنا غريب عنها ، وهي ليست ليّ، وكما يقول الطغرائي:
فيم الإقامة في الزوراء لا سكني بها ولا ناقتي فيها ولا جملي.

لا اريد لبغداد ان تكون دارا للسلام .. والسلام منها كحمامة نوح التي غادرت السفينة ولم تأت..
لااريد كلّ اسمائها الحسنى .. نريدها بغداد... بغدادنا التي نتمطى على خطوط عرضها وطولها دون خوف ولا وجلٍ. .
لا ارجو لبغداد ان تكون مقاما لتهافت
التهافت من جديد!!
لا نريدها مدينة القبور ولو كانوا أولياء أو ملائكة... نريدها بغداد بكرخها ونهرها ، برصافتها وعذب مقامها .
نريدها بغداد مدينة طلقت جراحها بالثلاث.. لا تجرحوّها مثنّىً وثلاث ورباع .. فقد قسى الزمان عليها وجارت النائبات.. منذ تأسيسها وهي مدينة الدم .... وكأنها مدينة محسودة ابدا.. فكم مرّ على بابها من قتلة وكم استباح اسوارها من سفاحين؟
كم مرة فاض نهرك مهتاجا ودمرك؟
انتِ محاصرة بالماء والنار والنيّات.
لا نريدها مدينة للنواح والعويل .. لا نريدها وحشة كمقبرة ، ولا نريدها فخا للمحبين ولا سجنا صغيرا لبلد كبير ..
بغداد .. مدينة باسلة ، بهيّة ، حلوة، نهارها شهي مائج.. مزدان بضوء الله ، وليلها باذخ بالحلم والليالي الحمر والمخيّلة.
بغداد مشكاة نور وسراج لنا ..
اريد بغداد وهي تركل الطغاة الى مزابل التاريخ، كل الطغاة من ألفهم الى يائهم ..
نريدها بغداد دارا لنا اولا ، ولا دار سواها .. نحن الذين كنا غرباء عنها .. نعم كانت بغداد مدينة غريبة اليد والوجه واللسان .. اذا سار الفتى الجنوبي فيها سار بحرز وتعاويذ..
هاهي بغداد تنهض من سباتها .. تلمّلم جراحها بألق .. نريدها حلوة .. تسر الناظرين والصابرين..نريدها حضن العراق الدافيء الأمين.. نريدها رأس حكمته وتاج عنفوانه .. نريدها مدينة عراقية ، وقلبنا النابض بالمحبة والسلام...
بغداد . هاأنذا أسترجعك حلما ابيض.. اتذكر كل حجر في شارع المتنبي ودار الحكومة وكبة السراي، اتذكر هذا الشارع وأنا زائرا متجولا وباحثا عن الجديد في الفكر والادب والثقافة، واتذكره وأنا افرش" بسطتي" بائعا ما اقتنيت لان الحياة قد حاصرت اصابعي وشفتيّ .
كيف لا اتذكر ادباء العراق وصفوة شبابه وهم يفترشون الارض ويصيحون على بضائعهم من فم شارع المتنبي من ناحية الرشيد- حيث عربات الفلافل والمقالي تصطف كسفرة مديدة زوادة للداخل للشارع والخارج منه الى مقهى الشاهبندر العتيد وقيصيرية المكتبات الغنية والارصفة الشهية بزاد العلم ولمعة الادب وجموح الشعر !
اتذكر كلّ شبرٍ من شارع الرشيد، وكعك السيد وحلاق الملك فيصل ، وحسن عجمي ومقهى ام كلثوم والزهاوي ..وو و احياءك العتيقة.. اصغي الى الرصافي وهو يحاور الزهاوي، انصت الى الجواهري وهو يخلع عمامته على اسوارك ويدخل شاعرا وثائرا .. اتذكر المربعه، وشارع النهر والسعدون والميدان والباب الشرقي والباب المعظم ومكتبة منصور وابوابك المقدسه حتى باب الدروازة.. اتذكر الاعظمية وكمب سارة والكاظمية.. اتذكر عيد النوروز في سلمان باك.
بغداد عشٌّ أحلم بالرجوع اليه.
اتذكرالطرق التي تؤدي الى ساحة الاندلس " واتحاد الادباء" " وما ادراك ما ساحة الشعراء وموقع جنونهم ووادي عبقر إلهامهم " اتذكر بغداد " وهل نسيت يا ولد !؟"
اتذكر فرقة المسرح الفني الحديث ومسرحها بغداد ، ومسرح الستين كرسي ، والوطني ، والرشيد ، ومنتدى المسرح، اتذكر شواطيء دجلة وليالي أبا النواس، اتذكر كاليريهات المدينة على ضفة النهر الخالد، واتذكر أكاديمية الفنون وسياجها المزدان بابداعات الفنانين ، كيف انسى قاعات الوزيرية الفنية " حوار" واثر ...
وليالي الوزيرية
اريد أن ابوسها من شفتيها كرخا ورصافة
لا اضيف اليها اسماءً
لا اريد لبغداد ان تكون كالشاطر والمشطور وبينهما كامخ! وتعريفات أخرى من مجامع سياسية ووووو!!!!
ولا ادوخها بالمُلك، ادخلها من خواصرها، من اول قطرة ماء تتكاثف في سماء الله حتى تصير ثلجا على جبال كردستان ، او تتساقط "بُردا" على أطياف جنوب العراق.لا اريد لبغداد أن تستودعني يوما كي اعيد نفسي منزوعا منها ،، كقمر بيد سابلة على مطرقة الشمس
استودع الله في بغداد لي قمرا ... عراقا ملء السمع والبصر..لااريد لبغداد أن تكون مدينة تجاعيد لوطن كسيح، ووهما للنائحين على زعامات وكنتونات طائفية وعرقية ومذهبية مقيتة..احب بغداد أن تكون مدينة من صنع العراقيين كلهم بلا استثناء ، من نسيج حبهم ، من جوامع اسلامية الى باب يهودي ، الى كنيسة مسيحية ،ومن مندى الصابئة الى لحية يزيدية، وشبك ، اشوريين وكلدانيين و عرب ،كرد، تركمان ، .. بغداد أم الدنيا .. اليس كذلك؟
أريد ان احتسي بغداد صرفا وممزوجة... ونحن على دين ابي شاكر!!
اريد لبغداد ان تكون أميرة البلاد .. بلا ملوك يموتون على قارعة القصور، ولا زعماء بلا قبر، ولا شهادة.. اريد لبغداد ان لاتكون مقبرة للكاظمين الغيظ.. ومباخر للفرقاء والبحث عن " الفرقة الناجية""!لسنا في الطوفان .. واتونابشتم قال" لجلجامش" كلمته وغفى. لا اريد لبغداد ان تكون طوق حمامة للراعفين على شمس لا تغيب .نريد لبغدادنا ان تكون بابا ومفتاحا، حلما وامنية ..، نريد بغداد قمرا قبل ان يكون هلالا. نريد بغداد عيدا بلاصيام .. اني ارى بغداد نديّة تخرج من حلم سقوطها في الدجلتين، مكتبة ملونة باحبارها ، بيومها . بكل تفاصيلها ، بغداد لا تقبل القسمة على أثنين، بغداد دارَ حلم وقرطاس وقلم .. بغداد مدونة لا تكتمل .. إلا بنا .. من كرة ثلج متزحلقة من ربى كردستان الى غنوة جنوبية ..بغداد سيدة العراق ، ولا سيد سواها ..



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرقيون .. ولكن بعد هذا الفاصل
- نص في الأزمة
- الكونغرس الأمريكي .. هل وحّد ساسة العراق أم فَضَحهم
- علي السوداني ومحنة البحث عن الحياة الآمنة
- الشاعر العراقي وديع شامخ.....الشعر تجربة انسانية وجمالية.لا ...
- الرئيس بوش في ضيافة ابو ريشة
- جال في خاطري أن أغني قبل التدوين
- الدم الأمريكي .. خط أحمر
- الدم الامريكي.. خطّ أحمر!!
- 33شمعة تضيء تجربة الشاعر أديب كمال الدين
- المشهداني وراتب التقاعد الأريحاني
- اتذكرك كحمى طازجة واهذي
- برلمان العراق في إجازة دائمة
- عمائم إيران وأحلام الامبراطوريات
- - الصابئة المندائيون -عراقيون ولكن بعد هذا الفاصل
- الصابئة المندائيون
- الطفولة العراقية المستباحة
- الصنم وبهجة العبيد
- حين يتكلم الرمل في حضرته ويصدأ الكلام
- تائهون في صحراء الاسلام


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع شامخ - بغداد أُمنا ..لا تهافت على بابك الغرماء